النتائج المشرفة التي حققتها بعثتنا المشاركة في النسخة السابعة عشرة من دورة الألعاب الآسيوية التي احتضنتها مدينة «إنشيون» الكورية الجنوبية في الأسبوعين الماضيين أسعدت كل البحرينيين من دون استثناء وتجلت هذه السعادة خلال مراسم الاستقبال الرسمية التي حظيت بها هذه البعثة لدى عودتها إلى أرض الوطن يوم أمس الأول وكانت بحق مراسم تتوافق مع حجم الإنجاز الرياضي التاريخي.
لقد استطاعت البحرين أن تقفز إلى المركز الثاني عشر على سلم الترتيب العام للميداليات بين أكثر من 45 دولة آسيوية مشاركة في هذا الحدث الرياضي الأكبر على مستوى القارة الصفراء وهذا في حد ذاته مؤشر إيجابي على تطور الرياضة البحرينية -إذا أردنا أن نتخذ من النتائج معياراً من معايير التطور الرياضي-.
ليس هذا فحسب بل إن احتلال البحرين المركز الثاني خلف الصين على مستوى ألعاب القوى الآسيوية يعد خطوة متقدمة جداً لألعاب القوى البحرينية في مشوارها الذي تتطلع من خلاله إلى إنجاز أولمبي جديد في «ريودي جانيرو» بعد عامين من الآن.
بالنسبة لي شخصياً كانت الميدالية الذهبية التي حققها العداء الشاب علي خميس والميدالية البرونزية التي حققها منتخبنا الوطني لكرة اليد هما الأغلى في الحصيلة البحرينية بالرغم من أنني كنت أسعد كلما ارتفع علم مملكتنا الغالية على الصارية وتبعه السلام الملكي البحريني وهو المشهد الذي تكرر تسع مرات في «إنشيون»، وهذا الشعور لمسته في الغالبية العظمى من البحرينيين الذين كانوا يتابعون فعاليات الدورة.
لقد وجدت نفسى أقفز من على مقعدي تلقائياً لحظة تفوق عدائنا الشاب علي خميس على جميع منافسيه وعبوره خط النهاية أولاً ليعلن مولد بطل وطني جديد يعيد تاريخ بطلنا المخضرم أحمد حمادة الذي كان أول من احتضن خميس بعد هذا الفوز التاريخي معبراً عن سعادته الكبيرة بتحقيق حلم حياته في مشهد اختلطت فيه دموع الفرح بدموع الذكريات.
نفس المشهد تكرر لدي عندما نجح لاعبو منتخبنا الوطني لكرة اليد في قهر عمالقة اليد الإيرانية وحولوا تأخرهم إلى فوز مستحق نالوا على إثره الميدالية البرونزية وهي أول ميدالية آسيوية جماعية للرياضة البحرينية.
كنا وما زلنا ننادي بأهمية مشروع البطل الأولمبي وها نحن اليوم نلمس على أرض الواقع نتاج هذا المشروع في شخص العداء البطل علي خميس الذي تمكن في غضون أشهر قليلة من أن يحقق إنجازين تاريخيين متمثلين في فضية بطولة العالم للشباب وذهبية الآسياد ما ينبئ بإنجازات قادمة على مستوى العالم والأولمبياد إذا ما استمر برنامج إعداده وتأهيله في السير في الاتجاه التصاعدي السليم.
هنيئاً للبحرين هذا الإنجاز الرياضي التاريخي وهنيئاً لها هذا المولود البطل الذي أسعدنا جميعاً.