بعض المواقع الإلكترونية التابعة للوفاق والمحسوبة على «المعارضـــة» حرصت في اليومين الماضيين على نشر وتداول خبر ملخصه أنه «من المتوقع أن يتم الإعلان خلال الأيام المقبلة عن ترخيص جمعية سياسية جديدة»، وهو خبر يعتبر في كل الأحوال عادياً لولا إبرازه بطريقة تعتمـــد قراءة النوايـا والتشكيـــك فـي النزاهـة والهـدف مــن تأسيــس هــذه الجمعية، حيث جاء في الخبــر أن الجمعية «تضم خليطاً من الطائفتين الشيعية والسنيــة»، كما جاء فيه أن الجمعيـــة «ستضم عدداً من النواب السابقين والحاليين، بالإضافة إلى مسؤولين في الدولة من المتقاعدين ونخب ثقافية «تميل لتأييد» سياسات نظام الحكم»، وأن المطلوب من الجمعية الجديدة «يعني الهدف منها» هو «خوض الانتخابات المقبلة وتوسيع دائرة المشاركة فيها.. حيث تأمل الدوائر، المحسوبة عليها الجمعية، أن تستميل المزيد من المرشحين للانتخابات المقبلة».
واختتمت الخبر برفع ما تعتقد أنه سيف يمكن أن يخيف الحكومة حيث كتبت «وتسعى العائلة الحاكمة في البحرين لمشاركة واسعة في الانتخابات التي أعلنت المعارضة «وتمثل غالبية سياسية» عن اتجاهها لمقاطعتها في حال لم يتم التوصل لاتفاق سياسي ينهي الأزمة المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات».
لنؤكد بداية بعض الحقائق، فحسب معلوماتي هناك بالفعل جمعية سياسية قيد التأسيس، والساعون لتأسيسها خليط من الطائفتين الكريمتين، وأن المتوقع أن يتم الإعلان عنها في الأيام القليلة المقبلة، وهي تضم من بين ما تضم نواب سابقين وبعض من أعلن أو سيعلن عن رغبته في خوض الانتخابات.
هذه حقائق أؤكدها كوني على اطلاع بها ولصيق بعدد من الساعين لتأسيس هذه الجمعية، وكذا القول إن تأسيس الجمعية هو لاستمالة المزيد من المرشحين للانتخابات المقبلة، أي إنها محاولة ضمن محاولات الحكومة لإنقاذ الانتخابات من الفشل طالما أن الوفاق ومن صار تحت لوائها سيقاطعونها وسيصفرون الصناديق حسب تعبير أمينها العام.
شخصياً حضرت بعض اجتماعات التأسيس وأعتبر نفسي مطلعاً على كثير من أمور هذه الجمعية المتوقع ظهورها، وقد جلست مع كثير من أفرادها وسمعت منهم ما يؤكد حبهم لهذا الوطن ورغبتهم في مساعدة المواطنين جميعاً وعزمهم على خدمة الجميع، ذلك أنه بالإضافة إلى الرؤية السياسية لهذه الجمعية تم إقرار رؤية تنموية تهدف إلى مساعدة كل من يحتاج إلى مساعدة من المواطنين كي يتفرغوا لخدمة الوطن، هذه الرؤية تنطلق من مقولة «أن تضيء شمعة خير من أن تلعن الظلام»، وأن الأفضل من الحل السياسي هو الذهاب إلى الحل اللاسياسي.
وقد كتبت قبل حين عن هذه المسألة وبشرت بها. أما القول بأن المؤسسين قريبون من إحدى المؤسسات فقول لا قيمة له، ذلك أن كل مواطن قريب من هذه المؤسسة بطريقة أو بأخرى، وهذه المؤسسة لو أرادت الدخول في مثل هذا المشروع لدخله بشكل مباشر ولأعلن عن ذلك فلا يوجد ما يمنع من مثل هذا الأمر.
أما القول بأنهم يميلون لتأييد النظام فهذه ليست سبة ولا تهمة بل هو مدعاة للفخر، ويكفي أنهم لا يميلون لتأييد نظام آخر يستخدمهم كأدوات ويرميهم بعد أن تتحقق أهدافه.
وأما القول إن الحكومة تسعى إلى مشاركة واسعة في الانتخابات فالمراد منه واضح وهو الادعاء بإن الانتخابات من دون الوفاق فاشلة ولا قيمة لها، وهذا أمر غير صحيح، فمن دخلوا مجلس النواب بعد انسحاب الوفاق منه تبين أن بينهم كثير ممن هم أفضل من نواب الوفاق، وهذا يعني أن عدم مشاركة الوفاق وغيرها لا تأثير له