لم يدخل علينا شهر ديسمبر بعد، شهر الفرحة الوطنية، عندما تتأنق الديرة بوشاحها الأحمر الممتزج بحبات اللؤلؤ البيضاء النقية، كنقاء قلوب أهلها الندية، يميناً ويساراً، وإذا بي أسمع الأناشيد الوطنية على الإذاعات العربية، ولم تكن حصراً فقط على الإذاعات البحرينية، وإنما أيضاً على الإذاعات الإماراتية، والسعودية، والقطرية، إضافة إلى استلامي مجموعة من الرسائل والتهاني على جوالي منذ مطلع الأسبوع الماضي. للوهلة الأولى اعتقدت بأنه يوجد خلل ما في هاتفي النقال، وأن الرسائل تعيد نفسها، أو أن الناس «ضيعت في التأريخ والتاريخ». إلا أن الحقيقة تقول إن هذه الرسائل في تاريخها الصحيح، ولا يوجد خلل ما من قريب أو بعيد، والفرحة بالفعل عامة قلوب الجميع، وهذه الرسائل في مفهومها ما هي إلا مرآة، تعكس فرحة كل الناس الموالين لبلد قدم ولايزال يقدم الكثير. إنها بكل عز وحب وود المملكة العربية السعودية التي لا أجد الكلمات كي أمدحها تقديراً لدورها، وأخاف أن يصنف كلامي مع المجاملين!!
وما أثار إعجابي وليس دهشتي، أنني استلمت أيضاً رسائل التهاني ليس من البحرينيين فحسب، أو إخواننا من الدول العربية الشقيقة، بمختلف أطيافها، بل من المقيمين من الجنسيات الأجنبية الأخرى في المملكة العربية السعودية، وهذا أكبر دليل على السعادة التي يشعرون بها ويعيشونها في البلد التي تستضيفهم للعمل بها، ويحصلون فيها على كل التقدير والاهتمام وهم بدورهم ممتنون للمكان المتواجدين به. لذلك فليس من الغريب والعجيب أن أرى الفرحة على من ناله من خير هذه المملكة الكريمة ولو القليل، وذكر أفضالها بالكثير.
ولا يمكن أن نغض أنظارنا عما تقدمه المملكة الكريمة من دعم على جميع الأصعدة للكثيرين، كما إننا لا ننسى أننا مرتبطون مع شعبها الكريم في الثقافة والدين.
ونحن على أبواب الأيام المباركة، ها هي المملكة تجند كل طاقاتها، لخدمة ضيوف الرحمن الوافدين لها من كل الأجناس، غير مُميزة بين شخص ذي منصب عالٍ ورفيع، أو سائق أجرة، أو حتى غفير، لأداء أعظم الفرائض، والعمل بكل جهد لخدمة ضيوف الرحمن بما يليق بهم وتذليل كل العثرات لهم. إضافة إلى عمليات التحسين الكبيرة والتوسعة كل يوم في الحرمين، وطباعة كتاب الله، وتسهيل مهام المسلمين في ديارها، وهي في كل يوم، تثبت للدنيا عزها ومكانتها، وتبرهن للعالم موقفها.
المملكة العربية السعودية هي الأرض التي بها أقام خير البشر، ومنها نشر الرسالة السماوية العظيمة الخالية من التدنيس والتضليل.
يكفيها شرفاً أنها الأرض التي وطأت عليها أقدام الحبيب المصطفى سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، فهذا الشرف العظيم نالته هذه البلاد من حكم وإرادة من رب العرش العظيم. دام عزك يا وطن، يا أرض النبي والخلفاء الراشدين وأصحابه الغر الميامين، ودامت قيادة السعودية التي بها تعتز كل الأمة العربية والإسلامية.