في الدورة الجميلة التي أخذناها مع الراحل الدكتور إبراهيم الفقي عن الطاقة البشرية، كان يؤكد دائماً على نعمة الحياة ويرددها دون توقف «عيش بالأمل، عيش بالحب لله سبحانه وتعالى، وقدر قيمة الحياة».
ونحن نلاحظ أن هناك الملايين الذين لا يقدرون قيمة أن يكونوا أحياء، أو يعيشون في هذه الحياة.
ورغم أننا نعرف أن الآية الكريمة تقول «وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها» فإن أهم هذه النعم هي نعمة الحياة. هي سيدة النعم كما أرى دائماً وأبداً.
يومياً ألتقي أشخاصاً لا يقدرون هذه النعمة، لا يقدرون أنهم أحياء يرزقون، لا يقدرون أنهم يعيشون في بيت ويحصلون على اللقمة، ويعيشون في مجتمع آمن.
وهناك من نراه يزايد على الآخرين، إن الحياة لا تستحق العيش، والحياة سخيفة، وترى هناك من يردد إن مر عليه ظرف من الظروف التي تمر بالإنسان يقول «والله لأنهي حياتي بيدي»، وغيرها من التعابير التي تنم عن عدم وجود أي وعي حقيقي بطبيعة الحياة.
والأسوأ من ذلك، ترى بعض الجاهلين بنعمة الحياة، وهم ممن لا يعترفون بنعمة بالحياة، هم بصورة وبأخرى لا يعترفون أو لا يؤمنون بالله سبحانه وتعالى.
ولذلك يذهب أحدهم ليحقق وهم أدخلوه في رأسه، وهي الحياة التي نحيا لا تصلح للعيش، ولذلك علينا بتغييرها عن طريق القوة، كما يفعل المتطرفون من جميع المذاهب والأيديولوجيات، فيرمون بأنفسهم إلى التهلكة، بصور لا تعد ولا تحصى.
الحياة نعمة، بل أراها أفضل النعم، لأن الخالق أرسلك لتعيش على هذه الأرض، ولفترة محددة، وفي زمن محدد، ومن والدين محددين، لتقوم بانجاز مهمة ما، وإيصال رسالة ما، لمن تعيش معهم على هذا الكوكب.
وأسمع أن هناك من الناس حالماً يقوم من النوم، يشكر ربه على أنه ما زال يتنفس، ومازال حياً يرزق، وما زال أمامه يوم أخر، يقوم فيه بتقديم أفضل ما يمكن.
نعمة الحياة هي أرقي النعم إطلاقاً، لأنها النعمة التي تحتوي النعم الأخرى، وما من نعمة في الأرض إلا وتعود إلى النعمة الكبرى، نعمة الحياة.
ومن القول المكرر أن تقول قدم الشكر لربك في كل لحظة تتنفس فيها الهواء، تنفسك يعني أنك حي، وعلى من يكره الحياة، وهو في صحة جيدة، ما عليه إلا أن يذهب إلى أقرب مستشفى أو مركز صحي، ليرى عدد الباحثين عن شيء من الصحة التي يتمتع بها.
وعلى الساخر من وجبة الأكل التي تعد له في البيت، أن يرى عدد النازحين هروباً من الحروب الأهلية، أو الكوارث الطبيعية، أو الجفاف، وهم يمدون أياديهم بذل، من أجل الحصول على لقمة.
والذي يسخر من البيت الذي يسكن فيه، عليه أن يرى الخيام التي يسكنها الملايين الذين لا مأوى لهم، وكيفية تعاملهم مع ثلوج الشتاء. الحياة أجمل النعم، لا تبددها بالتذمر، ولا تدمرها بالشكوى، وتلعنها، ولا تفرط فيها، هي أيامك، مهما طالت فهي محدودة، مؤقتة، منتهية. المطلوب منك أن تعيش الحياة، تمتع بها، وتمتع مع من يحيا معك فيها. الحياة حلوة كما يقول فريد الأطرش، بس نفهمها. وفهم الحياة أنك تعيش فيها كما أراد الله لك أن تعيش، وأهم أسس العيش هو تعمير الأرض. حاول أن تفهم معنى تعمير الأرض، من خلال البحث في «جوجل».