الخيانة العظمى التي حدثت للبحرين في فبراير 2011 بينت أنه كان هناك عمل دؤوب استغرق زمناً ليس بقليل، قامت فيه مجموعات عرفناها لاحقاً عن سبق إصرار وترصد بتصدير صورة معينة عن البحرين ليس للمنظمات الحقوقية والبرلمانية والوسائل الإعلامية الغربية فقط بل حتى في الأوساط الثقافية وأين ما حلوا خانوا فيها الحقيقة كما خانوا فيها وطنهم.
كانت هناك «مهمة» و«مشروع» تتحرك هذه المجموعة على أساسه تحرص فيه أشد الحرص على عدم ظهور بعض الحقائق والمعلومات والأرقام والإحصاءات، لأن العلم بها يهدد مشروعهم، حتى إذا ما جاءت ساعة الصفر (الربيعية) للعالم العربي وجدت راياً عالمياً وإقليمياً بل، وعربياً يجهل الكثير عن البحرين كنظام دستوري وكمستوى تنموي، وبيّن عام 2011 كم كانت البحرين نائمة وغافلة عن خيوط العنكبوت السامة التي كانت تنسج صورتها في الخارج.
استغلت هذه المجموعة كل «محفل» حتى الرسمي منها والمدفوع الثمن للتمهيد لمشروعها، بعثات طلابية، شعبة برلمانية ندوات تدعى لها من خلال مواقع عملها أومن خلال عضويتها في المؤسسات الأهلية المرخصة، كل عضو في تلك المجموعة التي خانت وطنها كان يحمل مشروعه معه أين ما حل حريصاً على أن لا يرى العالم البحرين إلا من خلال عيونه و بما يخدم مشروعه، قدم البحرين للعالم على غير حقيقتها وأخفى عن سبق إصرار وترصد الكثير من الامتيازات التي يتمتع هو بها.
اكتشفنا كم كان هناك «غسيل» للأدمغة حتى العربية منها، التي صنفت البحرينيين أبيض هم (المعارضة) و أسود هم (الآخر)، وكم دهش ـ على سبيل المثال لا الحصر - عدد كبير من المثقفين العرب حين اطلعوا على دستورية وشرعية بل وامتيازات الأحزاب السياسية في البحرين من واقع النص الدستوري ومن واقع قانون الجمعيات السياسية، كم دهش خليجيون حين علموا عن الواقع العمالي وحقوق العمال على سبيل المثال، قال لي كاتب سعودي معروف إن كل تلك الحقائق غير معروفة حتى في الوسط الثقافي السعودي فما بالك بالأجانب، كل تلك الوقائع والحقائق كانت صادمة بالنسبة للعديد ممن سمعوها بعد 2011 كانوا يخالطون ويجالسون تلك المجموعة في ندوات ومؤتمرات خارج البحرين و لم يذكروا لهم تلك المعلومات أبداً.
لذا فإن كل بحريني اليوم كبيراً كان أو صغيراً امرأة أو رجلاً تتاح له فرصة الالتقاء بأي شخص أجنبي أو عربي وإن كان خليجياً داخل أو خارج البحرين عليه أن يحمل مهمة التعريف بالبحرين من جديد هناك معلومات تتصورون أنها معروفة وهي غير كذلك، هناك معلومات تتصورون أنها غير مهمة وهي غير كذلك هناك مقاربات لا تتصوروا حجم تأثيرها وسترون المفاجأة حين يتلقاها الأجانب.
احفظوا اختصاصات المجالس المنتخبة احفظوا الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية في دستورنا، تزودوا بالأرقام حول مستوى الدخل بالدولار ونصيب الفرد بالدولار واحفظوا عدد دورالعبادة وعدد الجاليات وواقع حريات الأديان وواقع المرأة رقماً في سوق العمل ورقماً في تمكينها السياسي، احفظوا إنجازات كثيرة تتميز بها البحرين كصندوق العمل وهيئة ضمان جودة التعليم وشفافية هيئة تنظيم سوق العمل، من حيث تشكيلة مجالس الإدارة، وما تقدمه من خدمات نوعية أصبحت قبلة للذين يبحثون عن التميز، احتفظوا بهواتفكم النقالة بصور بيوت الإسكان تبين حجمها ونوعها وعدد البحرينيين المنتفعين بها، وهناك الكثير مما أخفي وكذب بشأنه من معلومات يتعاطى معها البحريني وكأنها امتيازات مسلمة ليست بذات قيمة في حين أنها بالنسبة للآخرين حلم يتمنونه.
المقاربات من أنجع الطرق لتقريب الصورة وتغنيك عن كثير من الشروحات كم فعلت صورة بيوت الإسكان البحرينية من أثر عند الأجانب الزائرين للبحرين حين مقارنتها ببيوت الحكومة في أوروبا أو حين علموا أن في البحرين يمكنك أن تحصل على وجبة غنية و طبيعية وطازجة لشخصين بدولار أمريكي واحد، ودهشتهم حين يعلمون سعر كيلو اللحم أوالطحين، أو الوقود وحجم الدعم الذي تقدمه الحكومة لهذه السلع.
والعديد من الأمثلة تساعدنا في معالجة التشوهات التي تعمد إحداثها من خان وطنه وطعنه في الظهر في كل محفل دولي، اليوم على كل بحريني أن يجند نفسه كوزارة إعلام متنقلة أين ماحل وحط به الرحال للتعريف بالبحرين حتى وإن كان في دول عربية وخليجية وقفت معنا، حتى هؤلاء سيتحولون لسفراء لك ينقلون ما نقلته لهم من معلومة، لا تستهينوا بأي معلومة أوصورة كلها بالإمكان نقلها معكم في هواتفكم ... هذا قليل من كثير وقطرة في بحر تستحقه البحرين.
ألقاكم الأسبوع القادم بإذن الله بعد العودة من منتدى «أصيلة» في المغرب العربي الشقيق لتمثيل بلدي ضمن وفد شمل العديد من البحرينيين مثقفين وفنانيين ناقلين البحرين جميلة كما تراها عيونهم حيث تحل مملكة البحرين ضيف شرف لهذا العام على هذا المنتدى العريق.