هناك بعض الأخبار باتت تتحول لما أشبه يكون «استفزازاً» لمشاعر الناس، مثل ذلك الذي يأكل مجاهراً في نهار رمضان فيستفز مشاعر الصيام بالتي يستوجب العقاب شرعاً.
اليوم -كمثال- حينما يطالب الناس برفع الرواتب ويأتيهم الرد السريع القاصم «عجز أكتواري ولا توجد ميزانية»، حينها إن أعلن عن صرف مليون هنا على مهرجان أو ملايين هناك على كماليات للاستعراض الإعلامي، فهنا ندخل في دائرة «العيب» لأن ذلك يجرح مشاعر الناس.
وهكذا دواليك، بعض الأخبار لا ندري؛ هل هدفها استفزاز مشاعر الناس، أم أن مطلقوها في «عالم وردي آخر» لا يهمهم الناس ولا يعلمون ما يعانون منه؟!
شخصياً باتت الأخبار المعنية بإنشاء الحدائق تستفزني بشكل لا حدود له، وهنا أنا على استعداد لرصد مكافأة لمن يأتيني بإحصائيات موثقة ورسمية تفيد بعدد الحدائق في كل محافظة، والأهم الحدائق والمتنزهات التي أنشئت من بعد بدء عمل المجالس البلدية والنيابية.
هنا لا تفهموا بأننا ضد إيجاد حدائق ومتنزهات للناس، لكننا ضد الظاهرة المؤسفة من تركيز للأعضاء البلديين، والذين دخل النواب معهم على الخط، المتمثل في التنافس باقتراح وإنشاء الحدائق، حتى أصبحت القناعة بأن مقترحات الحدائق أكثر من مقترحات القوانين أو سن التشريعات.
بلد مازال الناس فيها يعانون من كارثة اسمها مشكلة الناس، وبلديوها ونوابها يتسابقون في إنشاء الحدائق!!
أقول بأن مثل هذه الأخبار تستفز لأن الكماليات باتت تطغى على الأولويات، بدلاً من حل الأمور التي تمثل هموماً للناس نقوم بإشاحة الوجه والاهتمام بأمور عدم وجودها لا يمثل حياة أو موت.
مؤخراً برز خبر تداوله الناس بتندر مشوب بألم، إذ الظاهر لم تكفينا عدد الحدائق المتزايدة ولا قضية النافورة الشهيرة، بل جاء الوقت لنتفوق على حدائق بابل المعلقة! والمؤلم أن الفكرة في مدينة مازالت تعاني من مشاكل في مشاريعها الإسكانية والبيوت الآيلة والشقق الإسكانية المراد إزالتها منذ سنوات لتحل محلها بيوت لائقة للناس.
إن كانت من أولوية قصوى فهي الإسكان ولا شيء آخر، وذلك على صعيد تلبية مطالب الناس وحل همومهم، ورجاء حار أوقفوا التعاطي مع طلبات إنشاء الحدائق التي كثرت بصورة غريبة.
بسنا حدائق يا جماعة، سووا للناس بيوت!
ملاحظة لبعض البلديين والنواب والمسؤولين؛ عندما يطالب الناس بمسكن فإن مرادفها بيت وليست حديقة!!