انتهت الجولة الثانية من منافسات دوري أبطال أوروبا «التشامبينزليغ» بانتصار صعب للبطل ريال مدريد على لودوغوريتس البلغاري المغمور، فيما سقط الكبير ليفربول أمام بازل السويسري. فيما حسم أتلتيكو مدريد مواجهة القمة بفوزه على ضيفه يوفنتوس بصعوبة بهدف لصفر. وافتتح باير ليفركوزن الألماني انتصاراته بفوز كبير على بنفيكا قوامه ثلاثة أهداف، فيما تعادل زينيت مع موناكو من دون أهداف. وتخطى بوروسيا دورتموند مضيفه البلجيكي أندرلخت وعزز صدارته بعد فوزه الثاني على التوالي، وفي مباراة ثانية حقق آرسنال فوزاً كبيراً على ضيفه غلطه ساري برباعية لهدف، وتشيلسي فاز وتصدر، والبايرن عانى لخطف الانتصار، وروما عاد للديار بنقطة ثمينة من مدينة مانشستر لكن الموقعة الأهم، والأجمل دارت بين برشلونة الإسباني وباريس سان جيرمان الفرنسي.
وتحت أنظار نجمي الغناء «جاي زي وبيونسيه» ولاعب باريس سان جيرمان السابق ديفيد بيكام بدا باريس سان جيرمان متألقاً في ليلة مبهرة بملعبه بارك دي برينس وهو الذي تعادل ست مرات في مبارياته التسع منذ بداية الموسم. وتلاعب الفريق بدفاع برشلونة بفضل الضغط من البداية ونجح لويز في التسجيل بتسديدة من مدى قريب بعد استلام رائع للكرة، وتعافى برشلونة سريعاً ليقود ميسي هجمة جميلة مرر فيها الكرة إلى أندريس إنييستا الذي أعادها إليه فسددها قوية بالقدم اليسرى في الشباك، وأعاد فيراتي التقدم لباريس سان جيرمان، وأضاف ماتويدي الهدف الثالث بعدما مرت الكرة من دفاع برشلونة في بداية الشوط الثاني ورغم الهدف الرائع لنيمار بعدها بقليل فإن ذلك لم يكن كافياً لإنقاذ الفريق من الهزيمة في باريس.
لقاء لم يتأثر فيه باريس سان جيرمان بغياب قائده زلاتان إبراهيموفيتش وتجاوز بدايته غير الجيدة للموسم ليحقق فوزاً مهماً بواقع 3-2 على برشلونة - برشلونة التي لم تتلق شباكه أي هدف منذ بداية الموسم، مزقه الفرنسيون من خلال ديفيد لويز وماركو فيراتي وبليز ماتويدي، اخترقوا دفاعه الذي قيل فيه الأشعار. برشلونة الذي انتدب راكتيتش كلاعب رابع في وسط الملعب يستطيع التمرير مثل شابي ويقوم بنفس الأدوار مع قيامه بمجهود أكبر هو بلاشك أمر أكثر من رائع، لكنه لم يستطع مجاراة باستوري فتاه في الزحام، راكتيتش الذي ينفذ خطة لويس إنريكي في الحفاظ على الكرة وافتكاكها من الخصم سريعاً يساعد بلاشك في تقليل فرص الخصم، لكنه لم يستطع تقليل فرصة باريس سان جيرمان.
برشلونة الذي تخلى عن بيكيه والاعتماد على ماسكيرانو في خط الدفاع برفقة ماثيو الفرنسي القادم من فالنسيا لم يستطع إيقاف المد الهجومي للفريق الباريسي الذي سيطر على اللقاء - بيكيه الذي اعتبر ثغرة كبيرة في خط دفاع برشلونة كان التخلي عنه ولو لفترة مؤقتة حتى يستعيد مستواه كان ربما قراراً ليس بالصائب. هجمات برشلونة التي لا تعتمد على العمق إذ بات إنريكي يعطي تعليماته لمدافعيه أن يبدؤوا الهجمات من على الطرفين الأيسر أو الأيمن لتفادى الأخطاء التي قد تحدث وتسبب ارتباكاً في قلب الدفاع بعكس الأجناب لم تعط ثمارها مع فريق متألق حافظ على الكرة وهاجم في جميع الاتجاهات.
المدير الفني لبرشلونة الإسباني لويس إنريكي حمل نفسه مسؤولية الهزيمة من باريس سان جيرمان الفرنسي وقال في تصريحات صحافية عقب المباراة «أنا أتحمل المسؤولية، اللاعبون قدموا ما عليهم»، رافضاً تقييم لاعبيه فردياً سواء من شاركوا أو من جلسوا على الدكة - لقد واجهنا منافساً يلعب بنفس مستوانا، لديهم القدرة على مواجهة الضغط، وأنا أعرف مدى قوتهم، إنه فريق يتطلع للتتويج باللقب وهو بطل الدوري الفرنسي - ارتكبنا أخطاء في إخراج الكرة للأمام.. أخطاء واضحة للغاية، هذا بجانب أهمية الكرات الثابتة التي تعتبر من ضمن نقاط قوتهم، في بعض الأحيان يصعب كثيراً العودة للمباراة». خطة إنريكي أثبتت نجاحها مع بعض التوفيق حتى قبل مباراة باريس سان جيرمان - حافظ فيها الفريق على صلابة دفاعه، لكنه انهار مع أول ضغط واختبار حقيقي. انتهى اللقاء المثير الذي لن ينساه البرشلونيون ولا عشاق باريس سان جيرمان.. فبرشلونة وقبل ساعات من صافرة البداية كان اسمه فريقاً من عالم آخر وفريقاً لا يخسر واللعب ضده مجرد تأدية واجب.. رجل واحد رأى العكس واسمه لوران بلان فأعد العدة للقاء شهد سقوط برشلونة.. الجميع سيتذكر الروح القتالية للاعبي باريس سان جيرمان لإيقاف ميسي ورفاقه مباراة ستظل محفورة في ذاكرة المشاهد لأعوام لجمالها - مباراة كانت من الجنون والإثارة ما يجعلها تستحق أن تكون من أجمل مباريات «التشامبينزليغ» لأعوام.. شاهدنا في المباراة كل شيء في كرة القدم والأهم أن المشاعر والعواطف تحركت سواء بالسلب أو بالإيجاب.