لما يتسيس الدين بصورة مطلقة يغلفون السياسة باسم «فتوى»، ولما يقف جمهورهم مع بلدهم من أجل الإصلاح يسمونهم خونة، ولما لا يريدون المشاركة في الانتخابات يقولون لهم «قاطعوا وإلا....»، ما دري.. بس ليش الفتاوى النارية ما تظهر إلا أيام الانتخابات والمناسبات الوطنية، طيب ليش ما تظهر مثلاً أيام المسابقات الرمضانية، ما سمعت فتوى تقول للجمهور قاطعوا المسابقات الرمضانية، للعلم ترى الجمهور شغالين مكالمات من برنامج للثاني في التلفزيون والإذاعة، وما ظهرت فتوى على مقاطعة ما تقدمه وزارة الإسكان وغيرها من خدمات، بس حبكت على الانتخابات، يا جمعية يا ديمقراطية يا اللي تنادون بحرية الرأي خلو الناس اتعبر عن رأيها في الانتخابات خلوهم يشاركون أو يقاطعون من غير تهديد أو وعيد أو تعذيب.
أسلوب القمع والديكتاتورية التي تتبعها بعض الجمعيات التي تسمى بالمعارضة، أسلوب همجي لا تمت للمدنية بأي صلة، فهي وإن كانت جمعية معارضة فهي تعارض جمهورها بأن تخطو خطوة الإصلاح لحياة أفضل، تلك الجمعية السياسية دائماً تنهل ثقافتها القمعية من إيران التي تعتبر رمزاً للدكتاتورية والاضطهاد وما تمارسه من قمع على الشعب الإيراني، وبلا شك فإن الجمعية تحذو حذوها وتستبد بجمهورها ماسكة رقابهم باسم الفتوى والدين، وللأسف فإن جمهور الجمعية يدرك بأن الجمعية تتأرجح بقراراتها السياسية فهي ليست إلا مصاصة لدماء جمهورها باسم الفتوى. هذه الجمعية تمثل دور «الدلع الماصخ» وتريد من الحكومة أن تراضيها في كل شيء، تزعل على كيفها واتقول «تعالي يا حكومة راضيني»، مواقفها يذكرني بأن هناك دوماً فرد من أفراد الأسرة، فرد «زعول ونكدي» لا يريد أن يشارك الأسرة في رحلاتها أو سفراتها أو فرحها، دائماً هذا الفرد ينكد عليهم يومهم بالكامل، وهذا ينطبق على هذه الجمعية.
جمهور هذه الجمعية، جمهور مسكين، فرضت عليه الوصاية في كل شيء حتى حجرت على لسانه وصوته، فهو لا يستطيع أن يرشح نفسه في الانتخابات ولا يستطيع أن ينتخب أو أن يشارك في أي عرس وطني، البحرين دوماً تخاطب الجميع من أجل مزيد من الحرية ومزيد من الإصلاح والحياة الكريمة، ولكن هناك من ينكر ذلك بديمقراطية التهديد واستغلال الأطفال في المسيرات والاعتصامات، «فاللي يده في الماي الحار غير اللي يده في الماي البارد»، فزعماء هذه الجمعية في نعيم هم وأبناؤهم، ويحيون حياة طيبة هم وأسرهم، تاركين وراءهم جمهوراً مسكيناً يتشبث بفتوى دينية مغلفة بورق سياسي ملون، يبهر هؤلاء المساكين، ولا يفيدهم لا في دنياهم ولا في آخرتهم.
المسيرة الديمقراطية تخطو بخطى واثقة وواضحة للجميع ويشهد العالم بنزاهة ذلك، والعرس الذي ننتظره نعيشه اليوم ويوشك أن ينتهي كما تمناه الشعب، وأنت أيها المقاطع تعيش كأطرش وأعمى، يعبث البعض بحقوقك فتسكت مرغماً، يحركونك كقطع الشطرنج في التخريب التهريب ولا حيلة لك إلا السكوت، فأي ديمقراطية تنشدها منهم وهم يهمشون المثقف والعالم والواعي في أن يكون في البرلمان، ويساوون بين المتعلم مع من هم دون ذلك. أربع سنوات ضاعت من يدك أيها المقاطع، وأنت ملزم بقانون البحرين، وملزم بقرارات وتشريعات مجلس النواب، وملزم بكل شيء تقره الدولة ما دمت تعيش على أرض البحرين، أنت مقاطع وأنت الخاسر الأكبر وللأسف الشديد بعد ذلك كله، ولكن ما فكرت لو لحظة اتقاطع الجمعية وما تقاطع حريتك وحقوقك؟