من يقرأ الوزارات والشركات الداعمة لبطاقة المسن سيجدها خالية من كل الخدمات التي يحتاجها المواطن العادي في خدماته اليومية ولا أدري ما الذي تعنيه النشرة التي خصصت لخدمات هذا المسن المغلوب على أمره وكأنها بطاقة «للمرضى» المسنين بالسكري أو الضغط أو هشاشة العظام وما أكثرهم في الديرة !! فالمتجول في هذه النشرة سيجدها تتحدث عن خدمات بعضها لا يتعدى الواحد في المئة في أسواق المنتزه مثلاً بشرط أن يكون مجموع مشترياتك يتجاوز ثلاثين ديناراً، أوخمسة في المئة في حال اشتريت بخمسين ديناراً عدا عن ذلك سيجد المسن نفسه يتردد على المستشفيات والصيدليات وكأن من يصل لهذا العمر في البحرين هو إنسان مريض متهالك يمشي على «ويل جير» ولا يأكل ولا يشرب إلا من الصيدليات لذلك هي وحدها التي اهتمت بأمره فمنها من أعطاه تخفيضاً هائلاً وصل إلى دينارين في أحد المستشفيات «على الاستشارة الطبية بما فيها التخصصية ومراجعة الطب العام والأسنان وكأنه عندما يحصل على هذا الخصم الكبير سيساعده على العلاج في تلك العيادات التي تصل «فواتير» العلاج فيها إلى الآلاف من الدنانير والتخفيض ياللهول «ديناران» والله عيب.. «واللي اختشوا ماتوا» ، والمضحك المبكي في هذه البطاقة وكأنها للميسورين من المسنيين وهم من لايحتاج تخفيضاً، فكل الخدمات توزعت بين المستشفيات الخاصة والتي عرف عنها في البحرين أنها مستشفيات سياحية «خمس نجوم» ما أعنيه أن المسن الفقير لا يعرف أين تقع تلك المستشفيات أصلاً ولا صيدلياتها وهو الذي «قضى عمره» بين مستشفى السلمانية والمراكز الصحية وصيدلياتها وأدويتها.
تأتي اليوم البطاقة المسنة لتأخذه في نزهه في المستشفيات الخاصة وصيدلياتها «أهو خل يقدر يتفكك من قروضه وفواتير الكهرباء التي تهدد بالقطع كل يوم وهي كاسره ظهره» تروحون تحطون له مستشفيات خاصة وتخفيض يفشل من اثنين إلى خمسة في المئة إلى دينارين، طيب وين وزارة الإسكان والوزارات الخدماتية التي لا تعرف سوى هات؟ وأين الشركات والبنوك اللي تارسة الديرة ؟ ووين شركات المشاريع اللي تبيع البيوت والفلل بالملايين؟ ووين غرفة التجارة وتجارها «الزطاطوة» «لقد هزلت».
نعم هزلت لأنكم على علم بما يحتاجه المسن في البحرين، والمسؤولون على علم بما يقدم للمتقاعد أو «المسن» في شرق آسيا وأوربا وحتى في دولنا الخليجية والعربية فهذا الإنسان الذي قضى أكثر من ست عقود من عمره يعمل ليل نهار في إعمار ديرته، أسس الأجيال ورعى العديد من الأسر وأسس الشركات والوزارات وصال وجال في الملاعب والمكاتب والبحر، تالي العمر بطاقة صيدليات ومستشفيات خاصة يخاف المسكين يدخلها علشان ما تصيبه «سكته» من أسعارها.
أين الخدمات التي تقدم كباقي دول العالم تذاكر السفر المخفضة والمطاعم والسينمات والمسرح؟ أليس من حق هذا الإنسان أن يذهب مع أبنائه أو أحفاده إلى مطعم بسعر مريح أو أنه يأخذهم في سفرة تفرج عنه هم السنين الطويلة من العمل كما يفعل المواطن الأوروبي أو الياباني ويستمتع بما تبقى له من أيام مع عائلته التي حرمته سنين العمل من السفر معهم، أوليس من حقه أن يحتاج شغالة في هذا السن ترعى أمور بيته وحالته الصحية؟ لماذا وزارة العمل أو الشؤون الاجتماعية تصد الباب في مساعدة هذا المسن ؟ ولماذا لا تكون بطاقته تشمل التخفيضات على طريقة بطاقة «التموين» للمواطنين بالكويت الشقيقة وتكون له الأسعار المخفضة إلى الخمسين بالمئة وكذلك تذاكر السينما والسفر والعديد من الخدمات؟ لقد اشتكى لي العديد ممن دخل سن الستين وفرح بالبطاقة قبل أن يقرر إرجاعها «أو يبلها ويشرب ميتها «، كما يقول المثل فمضرتها أكثر من نفعها وهي من ينطبق عليها المثل الشعبي «تمخض الجبل فولد فأراً» وهذا ليس بالفأر بل «أزهيوي» ، فالبطاقة يا أعزائي المسؤولين بالدولة والذين كلفتوا على عمركم ولدت مريضة وهي من تحتاج هذه الصيدليات الخاصة ومستشفياتها أما المواطن الستيني في البحرين فهو بحاجة لكسر هموم عمره التي ورثها لأبنائه الشباب ويعانون منها منذ بداية حياتهم والموزعة بين فواتير الكهرباء الظالمة والمرتفعة والتي تصر الوزارة على كسر ظهر المواطن وتحميله المسكين والاستقطاع من راتبه رغم أن الراتب على «الزير» ولم يعرف الزيادة منذ سنوات عمره وهو شباب، وبين القروض في البنوك وفواتير الإيجارات والهواتف ومصروفات البت الشهرية من سمك ولحم «و«ماجلت» البيت ومصروفات الأعياد والمدارس ووووووويتعب الإنسان عن تكرارها ولكن «أبن عمك اصمخ» وتالي تطلعون علينه بالفنتق اليديد» بطاقة المسن .. المسنة»
الرشفة الخيرة.
« ييتك ياعبدالمعين تعيني .. لقيتك ياعبدالمعين تهيييييني».