المواطن الصالح، سواء كان رجلاً أو امرأة، يصدق عليهم قوله تعالى (رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه)، ممن شكروا وأنعم الله بما أفاء عليهم من نعم الوطن؛ أولها الأمن والأمان وكرامة الإنسان، وغيرها مما يوفرها الوطن الذي يفترشون أرضه ويلتحفون سماءه، وبما تقدمه القيادة لهم لحفظ كرامة المواطن على كافة الأصعدة، ممثلة في مجلس النواب والشورى والمجلس البلدي، فضلاً عن السمعة الطيبة والأخلاق الحميدة التي عرف بها المواطن البحريني. وهنا تتاح له فرصة للمقارنة والمفاضلة بما يجده من خدمات مجانية ليس فيها ضريبة، بينما في الدول الأوروبية حتى دخل الفرد تشمله الضرائب، ابتداء من السكن والعلاج والتعليم وغيرها من الضرائب.
ومع ذلك لا تجد فيهم من يتذمر أو يتنكر أو يعزف على نغمة المظلومية، فالكل راضون والجميع ماضون لخدمة بلدهم من أدنى الخدمات إلى أعلاها، أما البحرين فلا تخلو من المواطن الطالح، وهم قلة لا يحسب لهم حساب، ومرفوع عنهم بعد الكذب والتنكر على البحرين الكتاب كونهم ناقصين عقل وإرادة، هذه القلة التي يتذمر منها الغرب بعد ما فتحت أبواب الترشيح للعرس الديمقراطي، فأصبحت المنظمات الأوروبية والعالمية وعلى رأسهم بان كي مون وشبكة (CNN) تصف أمين النفاق والشقاق بالدكتاتور، بعد أن سئم منهم بان كي مون، والمنظمات الحقوقية لم تعد تصغي لهم بعد أن كانت تصفهم بالمعارض والمعارضة، ومع ذلك نقول لهذه القناة لقد جاء وصفكم متأخراً جداً، فماذا تقولون عن العجوز المضلل الذي تأمره إيران في إيقاد الفتن وإشعال النيران في القول والعمل، وهو بالتالي ممن كتسب الجنسية وتنكر للبحرين العربية بعد أن أصبحت غير قادرة على فهم ما تريده هذه القلة الضالة التي يقودها أتباع إيران ومن على شاكلتهم؛ يحرضون الناس ويتعلقون بأهداب المظلومية، وما هم بمظلومين، إنما ظلموا أنفسهم ووطنهم، وليس البحرين لهم بوطن وساستهم يحملون الجنسية الأجنبية ويتنكرون للأمة العربية والإسلامية ويرتمون في أحضان الدولة الفارسية وتناسوا أنهم عرب، إنما لكل أمة حثالة ولديها عالة، وهم عالة على الوطن، وهؤلاء القلة التي تديرهم، جماعة، كجماعة الحشاشين، وهي جماعة قديمة منتشرة في بلاد الشام ولها أتباع وأذناب في كل مكان، ولا يفكرون إلا بعد أن يتعاطون الحشيش المخدر فتصدر عنهم آراء غريبة وهلوسة عجيبة.
وفي نهاية الأمر يتخذ الفارسي من العربي وسيلة للوصول لأهدافه، حيث لا يجمعه معهم إلا المذهب، وليس العرق واللغة والتاريخ، وبالتالي لا يفكرون ولا يتخذون قراراً إلا وهم تحت التخدير، ومن عندنا هم على شاكلتهم حيث زجوا بالشباب والأطفال في السجون بعد خروجهم للشوارع يصرخون مظلومين، بينما أبناء دعاتهم في المدارس والجامعات، فاستغلوا أبناء وشباب غيرهم ممن دفعتهم الحاجة إلى المال كي يلهون ويلعبون من أجل تعطيل مسيرة القطار الديمقراطي الذي ينطلق نحو الهدف المنشود والأمل المعقود خدمة للمواطن؛ حيث وجدت هذه الفئة نفسها متأخرة عن ركب الوطن في القطار الديمقراطي الذي لا يتوقف للمتخلفين والمتخاذلين، حيث ركب في القطار الديمقراطي أبناء الوطن المخلصين وممن عاد إلى رشده من ابتاع الوفاق، بعد أن فاق واستفاق وانجلت عنه الظلمة والغمة وعرف أن خدمة الوطن واجبة والدفاع عن حقوق المواطن لازمة طالما المجلس الديمقراطي، فقد كفل له الدستور والميثاق ذلك، واستراح من توجهات آفة الوطن التي تثير العداوة والبغضاء من أجل أن يحارب الطالح المواطن الصالح.
نحن لا نرفض ولا نعادي أحداً، فنحن بحمد الله في البرلمان جماعة متحدة ومؤثرة وهم خارجه قلة متشرذمة لا تجد لها وسيلة إلا الصحف الصفراء، التي تكتب بالخط العريض «هذا ما قاله فلان وحذر منه علان»، فكأنهم من الزعماء الذين عرفهم التاريخ، بينما التاريخ لا يرحم الذين يسعون إلى قلب الحقائق والموازين.
هم يتجرعون الخسارة والمرارة دائماً وأبداً، لأنهم جعلوا من أنفسهم جندا لإبليس، وليعلم القارئ أن الذين يدعون أنهم مقاطعون لأنهم من الفئة الكريمة مخطئون، إذ أن هذه الفئة موجودة في جميع مفاصل الدولة يعملون مع إخوانهم جنباً إلى جنب، بينهم من العلاقة الوطنية الوطيدة والصلات الحميدة والنسب والمصاهرة الطاهرة والأولاد والأطفال، فكيف تقولون أنكم معارضة، ولدينا من الفئة الكريمة الوجهاء والأعيان والمسؤولين في كل مكان، ويبقى السؤال؛ أليس هؤلاء شواذاً؛ ولكل قاعدة شواذ؟
نقولها بمل الفم؛ يدعون أنهم سياسيون ومنظرون ومفكرون، ولكن لم نجد واحداً منهم سياسي يفهم معنى السياسية، بقدر ما حفظ من كلمة واحدة؛ الديمقراطية، والمظلومية وولاية الفقيه، فاختلط عليه الأمر، فأصبح يرددها في كل محفل كالغراب، ينعق بما لا يسمع، فإذا كانت السياسة هي فن الممكن؛ فماذا حققوا لأنفسهم منها، سواء بالخروج في الشوارع يحرقون الطرق ويعطلون مصالح الناس، فضلاً عن إيذاء الجنسيات العاملة في البحرين، وقد شاهدنا غير الناطقين بالعربية منهم الذين (استنوقوا الجمل) أي الذين لا يفرقون بين الجمل والناقة، وهو مثل عربي قديم يطلق على أمثالهم الحاملين اللافتات من أجل الإعلام للتصوير والتصدير للخارج، لأن أوروبا تعتقد أن أولئك من أمثال الرجال الذين عندهم، بينما الذين عندنا أشباه رجال ليس لديهم قضية أو مطالب سياسية حقوقية، فيتفاجؤون في الغرب عندما تسافر إليهم الوفود البرلمانية لتشرح لهم الأمر وتفند الآراء والمظلومية، فيضحكون من تلك المشاهد والصور المفبركة التي تنقلها القنوات من الأحداث في سوريا والعراق وينسبونها إلى البحرين، وما تلك الفبركة إلا أوامر الولي الفقيه، وقد صدق فيه قول حسان بن ثابت:
أو ناساً لا نرى فيهم رشيداً
وقد قالوا ألسنا راشدينا
فجاء الاستفهام للتعجب والسخرية، حقاً أنهم ليسوا براشدين، وإنما هم في حكم ناقص الأهلية من القاصرين، وأقول عوداً على بدء؛ إن العرس الديمقراطي عم البلاد، والفرحة تغمر الجميع، خاصة المترشحين والمترشحات من المواطنين الصالحين.
إذاً المواطن الصالح هو الذي يسارع إلى أداء الواجب، وهو واجب شرعي، كما جاء في كتاب الله تعالى بضرورة اطاعة ولي الأمر، فطاعة الله من طاعة رسوله عليه الصلاة والسلام وآله، وطاعة الرسول من طاعة ولي الأمر، فما دام ولي الأمر قد أمر فيجب على كل إنسان عاقل بالغ تنطبق عليه شروط حق الانتخاب، أن يبادر إلى ترشيح من يراه صالحاً وأميناً على مصالح الوطن المواطنين، مما يدل على أنه يقدر المسؤولية ويشارك إخوانه المترشحين والمترشحات ويؤدي ما يجب عليه من الدين بالضرورة، فليس هذا إلا تكليفاً وتشريفاً للمواطن الصالح الذي يخدم البلاد وينفع إخوانه وأبناءه، وحينما يشرع ويقعد القواعد لهم ويحفظ حقوقهم حتى يشهد التاريخ لهم لا عليهم.
وفق الله الجميع في المجلس النيابي والبلدي في اختيار القوي الأمين من المرشحين والمرشحات ومن الصالحين الأمناء على وطنهم ودينهم وأمتهم.