«مشجع في مقام نجم» هو العنوان الذي كنت قد اخترته لكلمتي المنشورة في كتيب تأبين المشجع اليرموكاوي الوحداوي النجماوي الشهير المرحوم خليفة راشد الدوسري الشهير بـ«بو خلاف»..
كنت أعني حقيقة ما احتواه هذا العنوان من معان سامية للولاء والوفاء والإخلاص وصدق الانتماء من إنسان بسيط جداً جداً تجاه ناديه عبر مراحل اندماجاته الثلاث بدءاً من ناديه الأم «اليرموك» وانتهاءً بناديه النموذجي «النجمة» مروراً بالوحدة ثم الهلال وإن كان ارتباط بو خلاف بالوحدة هو الارتباط الأبرز عطفاً على الإنجازات الرياضية المتعددة التي تحققت تحت هذا المسمى على الصعيدين المحلي والخارجي وكان لبو خلاف ورفاقه فوق المدرجات إسهامات كبيرة في هذه الإنجازات.
مساء أمس الأول «الجمعة» نظم مجلس جماهير النجمة احتفالية تأبينية للمرحوم بو خلاف تقديراً وعرفاناً منهم لهذا المشجع الذي كرس حياته لهذا النادي لدرجة أنه كان يوصي كل من كان يزوره في أيامه الأخيرة بالمستشفى أو المنزل يوصيهم بالحفاظ على لحمة النادي والعمل على استعادة أمجاده.
تصوروا مدى الوفاء والحب من هذا الإنسان البسيط تجاه ناديه حتى وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، فكيف لا يستحق أن يكون نجماً تخلد ذكراه ليكون مثالاً لصدق الانتماء في زمن تلاشت فيه الكثير من مبادئ وقيم الانتماء!
المرحوم خليفة كان يعشق الكيان «الأبيض» حتى النخاع ولكنه كان متيماً بعشق جنرال كرة اليد البحرينية وقائد اليد الوحداوية في عصرها الذهبي نبيل طه لدرجة أنه كان يحتفظ بالعديد من فانيلاته التي كانت تحمل الرقم (5) ويعتبرها ثروته التي لا يسمح لأحد أن يمسها!
لذلك كانت الكلمة التي ارتجلها الكابتن نبيل طه في تلك الأمسية التأبينية مؤثرة جداً جسدت واقع العلاقة الحميمة التي كانت تربط العاشق بالمعشوق بكل صدق الأمر الذي جعلها تخنق الكابتن نبيل بين الفينة والأخرى كلما كان يحاول التغلب على مشاعره..
مشاعر الجميع ممن كانوا في قاعة الاحتفالية التأبينية بنادي النجمة التقت عند نقطة واحدة وهي تتابع شريط الذكريات الذي احتواه الفيلم التسجيلي القصير الذي أعدته اللجنة المنظمة لهذه الاحتفالية والذي بدأ بلقطات معبرة عن فرحة خليفة بإنجازات ناديه ومشاركاته التشجيعية المتميزة وانتهى بلقطة لمثواه الأخير في إحدى جنبات مقبرة المنامة.
خليفة راشد الدوسري المشجع النجماوي المعروف رحل عن هذه الدنيا الفانية تاركاً ذكرى عطرة ظاهرها العفوية الممزوجة بالمشاكسة الجماهيرية التي كان يتميز بها وباطنها صدق الوفاء والانتماء.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.