لفتة طيبة التي تقوم بها وزارتا الدفاع والداخلية بإرسال عدد من منتسبيها كل عام لأداء مناسك الحج، وما ميز حج هذا العام هو إرسال معالي وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة بعض المصابين من رجال الأمن في العمليات الإرهابية إبان العام 2011 لأداء فريضة الحج تكريماً وتقديراً لجهودهم وتضحياتهم من أجل حفظ أمن الوطن وصد الإرهابيين الذين يعبثون بالبلاد ويروعون العباد.
كنت حاضراً خلال أدائي مناسك الحج العظيمة حين تم تكريم رجال الأمن من قبل القائمين والمتعهدين على الحملة كرد جميل لهم على ما قدموه من أجل الوطن، وتم تقديم الشكر لمعالي وزير الداخلية على توجيهاته الإنسانية وحرصه على أن يؤدي رجال الأمن فريضة الحج بالأراضي المقدسة وابتعاث المصابين منهم، وهذا ما سيكون في ميزان حسناته بأن كان سبباً هو ومعالي القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة بأن مكنوا هؤلاء الجنود ورجال الأمن من تأدية هذه الشعيرة العظيمة.
خلال تكريم رجال الأمن المصابين لاحظ الجميع مدى الفرحة والسعادة التي ارتسمت عليهم بعد الانتهاء من أداء مناسك، الركن الخامس من أركان الإسلام، فقد أثنوا على توجيهات معالي القائد العام ومعالي وزير الداخلية وجزاهم الله خير الجزاء عن العسكريين الذين كان لابتعاثهم لأداء الحج أثر كبير في نفوس الجنود ورجال الأمن، هؤلاء الرجال الذين يتعرضون للموت كل لحظة في ظل ما نشهده من استهداف لهم من الإرهابيين الذين يتعمدون التخريب وفق أجندات أجنبية يتحركون بما يملى عليهم من الخارج للأسف الشديد.
الكل وأثناء حج بيت الله الحرام كان يرفع أكفه يدعو الله أن يحفظ البحرين من كل مكروه وأن يديم عليها الأمن والأمان والاستقرار وأن يرد كيد من أراد ببلادنا الشر في نحره، وأن تبقى البحرين عربية خليفية في ظل حكم آل خليفة الكرام بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله، فجميع شعب البحرين يريد أن العيش بأمن وأن تنتهي الأزمة التي نعيش إرهاصاتها حتى يومنا هذا، والتي لن يتم حلها إلا من خلال طاولة الحوار الوطني ومخرجاته التي ستكون كفيلة بمصالحة وطنية يتم بعدها فتح صفحة جديدة لبناء البحرين بأيدي أبنائها بمختلف شرائحهم وتوجهاتهم، ولن يأتي ذلك إلا من خلال المشاركة في الانتخابات النيابية من أجل الوطن والابتعاد عن ثقافة المقاطعة التي أصبحت ديدن المعارضة، والتي تسعى لاختلاق الأزمات وعدم الوصول إلى توافق وطني ينهي الانقسام في الخلافات السياسية.
مع اللفتة الكريمة من معالي وزير الداخلية لرجال الأمن المصابين بأداء فريضة الحج؛ إلا أننا في الوقت ذاته نطالبه بتشديد الأمن وإعطاء الصلاحيات للشرطة للدفاع عن أنفسهم من الإرهابيين في إطار المسموح، مع مراعاة عدم تجاوز حقوق الإنسان، وكل ذلك من أجل حفظ الأمن والاستقرار في البلاد حتى ينعم المواطنين في حياتهم بالسكينة والطمأنينة.
اليوم ما تحتاجه البحرين، خصوصاً في هذا الوقت الحساس، أن تتم المصارحة والمصالحة بين كل تلك الأطراف، فالمواطن قد ضاق ذرعاً ويريد حلاً لما يحدث، وعلى الدولة أن تتحمل المسؤولية وكذلك المعارضة التي مازالت لا تريد أن تعترف بأنها أخطأت في تعنتها، وحتى اليوم لا ندري أن كانت ستشارك في الانتخابات أم تنتظر أن يتم إعطاؤها الأوامر من الخارج أن تشارك أم تقاطع، فهي لا تريد العودة للحوار وكل ذلك يعني أنها تريد أن تستمر الأزمة ولا تنتهي لأهداف وأجندات معروفة.
- همسة..
أي مصالحة وطنية يجب أن يسبقها قبل ذلك صفاء النفوس ووقف العنف والإرهاب قبل كل شيء والمشاركة في بناء الوطن من خلال المشاركة وليس بالمقاطعة التي سأمنا منها والتي لا تجدي نفعاً سوى العزلة!