قالت مصادر تشارك في المؤتمر الوزاري لـمنظمة التجارة العالمية في بالي اليوم إن مدير المنظمة روبرتو أزيفيدو يستعد لتقديم نص اتفاقية للتجارة العالمية إلى الدول الأعضاء لإقراره في وقت لاحق اليوم، وإذا اعتمد النص سيكون أول إصلاح شامل لنظام التجارة العالمية منذ إحداث المنظمة.
وتشير خطوة أزيفيدو إلى أنه استطاع حل اعتراضات الهند على الفصل المتعلق بدعم السلع الغذائية والتي كانت تعوق التوصل إلى اتفاق، وكان المتحدث باسم المنظمة كيث روكويل قد قال في وقت سابق إن أزيفيدو سيطلب من الدول الأعضاء التوقيع على حزمة بالي للإصلاحات التجارية إذا رأى أن هناك توافقا، وأضاف "نحن قريبون من إقرار الاتفاقية".
وترمي الاتفاقية إلى تبسيط وتوحيد الرسوم الجمركية في العالم، وتوفير شروط أحسن للمبادلات التجارية لفائدة الدول الأكثر فقراً، والسماح للدول المتقدمة باعتماد القواعد العادية في دعم الزراعة إذا كان الهدف هو توفير الغذاء للفئات الفقيرة.
وقد أبدى بعض المسؤولين في الدول الأعضاء بالمنظمة تفاؤلا بفرص التوصل إلى اتفاقية تنقذ المنظمة ودورها، ومن شأن إقرار الاتفاقية أن يحيي الثقة في قدرة المنظمة في التفاوض بشأن اتفاقيات التجارة العالمية، كما أنه من شأن مقتضيات الاتفاقية المذكورة أن ترفع قيمة التجارة العالمية بقرابة تريليون دولار.
لا تحفظ هنديا
وفي وقت سابق هذا الأسبوع بدا الاتفاق محل شك ولا سيما بسبب إصرار الحكومة الهندية على عدم التنازل عن سياستها في دعم السلع الغذائية لفائدة مئات الملايين من مواطنيها الفقراء، غير أن وزير التجارة الهندي أناند شارما أبدى اليوم استعداد بلاده للتوقيع على الاتفاقية. وقال المتحدث باسم المنظمة "أبلغ (أزيفيدو) الأعضاء أنهم اقتربوا كثيراً من شيء ظل يتفلت من أيديهم لسنوات عديدة، وإن القرارات التي تتخذ في الساعات القليلة المقبلة سيكون لها آثار عظيمة في الأيام القادمة".
وكانت المنظمة قد أطلقت جولة الدوحة لمحادثات التجارة العالمية قبل 12 عاما لكنها لم تفض إلى نتائج ملموسة حتى الآن، وحذر دبلوماسيون من أن الفشل في بالي سيقوض مصداقية منظمة التجارة العالمية، في الوقت الذي تتحول فيه الدول المتقدمة نحو توقيع اتفاقات تجارية إقليمية وثنائية.