هي ليست بالمعنى الذي يردده كارهو هذا الوطن، والذين يعيشون اليوم صراع أضداد فيما بينهم، وتجد التراشق بينهم في وسائل التواصل الاجتماعي يصل لمستوى يجعل أي محايد يفكر ويتساءل: أهؤلاء من يدعون أنهم يريدون إقامة دولة مدنية؟!
بل الانتفاضة التي نشير لها هنا، هي انتفاضة حب وولاء وإخلاص تصدر من أبناء هذا الوطن المخلصين لترابه تجاه قادته ورموزه الذين بنوا هذا البلد ومازال يعول عليهم قيادته لمستقبل أفضل يعمل على حل هموم مواطنيه والعمل على تلبية رغباتهم.
جلالة الملك -حفظه الله- توجه لزيارة هامة إلى روسيا، رجل يمارس السياسة بحرفنة وذكاء، يقود دفة هذا الوطن بهدوء ورصانة، لا إفراط ولا تفريط لديه، البحرين ثابتة ولن يهزها أي شيء. بالتالي انتفاضة الحب لجلالة الملك وفكره وتوجهاته والثقة به مسألة طبيعية أن تصدر عن شعب البحرين المخلص الذي يقدر لهذا القائد الفذ جهوده.
في حين نجد انتفاضة حب خالصة وقوية بحق رجل البحرين القوي، الرمز القيادي الأمير خليفة بن سلمان، الذي كلما غادر البحرين في زيارة عمل أو زيارة خاصة اشتاقت له البحرين، وانتظر مخلصوها اليوم الذي يرجع فيه لتتجدد قوة الثبات والعزم في البلد. هذا الحب الجارف لخليفة بن سلمان لا يحتاج لتفسير أو تبرير، وكيف لا يحب البحرينيون صمام أمانهم وحامي حماهم والثابت القوي في مواقفه ودفاعه عن البلد.
حتى الشاب الطيب الأصل سمو الشيخ ناصر لم يقبل المخلصون أن يكون عرضة لاستهداف أو تطاول، فكانت ردات الفعل الوطنية صريحة وواضحة، عمرها البحرين العربية الخليجية الإسلامية لا تقبل على رموز الحكم فيها أن يطالهم السوء ممن يكرهون البلد وممن ولاؤهم للخارج، وممن ينتظرون الفرصة للانقضاض على البحرين ومسخها عن هويتها التاريخية.
البحرين دائماً تنتفض، لكن انتفاضتها الحقيقية لم تكن ولن تكون ضد البلد، بل تنتفض بمخلصيها ضد من يريد السوء والشر ويكيد المكائد ويفعل كل الأفاعيل لأجل الإساءة لها، تنتفض حباً وولاء وإخلاصاً، تنتفض دفاعاً وتتحول لسد منيع أمام كل من تسول له نفسه، وما التصدي لمحاولة الانقلاب إلا دليل على أن في هذا البلد شعب لا يمكنه أن يرخص بترابه، وأنه مهما حاول الكارهون الكيد للبحرين ونسج المكائد ووضع الخطط، فإن انتفاضة الشعب المخلص لأجل وطنهم هي صاحبة الكلمة الفصل.
كل هذا الحب، وكل هذا الحراك، وكل هذه التعابير عن الإخلاص والانتماء والولاء، كلها رسائل صريحة وواضحة لمن مازال يظن -خاصة من هم في الغرب- بأن البحرين هي ليست بذاك الشكل السيئ الذي صوره كارهوها، كلها رسائل تثبت كذب من ادعى زوراً وبهتاناً بأن الشعب لا يريد نظامه وأن الشعب يريد تصفير الدولة وإعادتها من جديد. قالها لكم الناس حينما «حجت حجايجها» بأنهم هنا، وأنهم رقم صعب، وصوتهم لن ينزل، وأنه مهما طال الزمن أو قصر، فإن المخلصين من أبناء البحرين لن يتركوها لقمة سائغة.
سننتفض حباً لهذا الوطن وضد كل مسيء له ولرموزه، فلسنا ممن يخون بلداً أفضاله علينا دائمة مهما قلنا بأننا أوفيناه حقه.