بدأت تتحول مسألة تسيب وتسرب غالبية الطلبة من المدارس، وذلك فيما يتعلق بعدم الالتزام والمواظبة في بعض أيام الدوام الرسمي، خصوصاً في الأيام التي تتخلل بعض الإجازات والعطل الرسمية، إلى ظاهرة طلابية بحرينية بامتياز، وذلك بعدم الحضور إلى المدارس.
إن انتشار هذه الظاهرة بدأت تفرض نفسها عبر قوة وإرادة بعض الطلبة غير المبالين بمستقبلهم ومستقبل زملائهم، وعبر صمت أولياء الأمور، إضافة لعدم شجاعة وزارة التربية والتعليم باتخاذ المواقف الصارمة في وضع حد لهذه المهزلة غير القانونية وغير الحضارية، بل هنالك من الأسر وبعض المعلمين من يقومون بتشجيع بعض الطلبة بعدم الالتزام والحضور المدرسي في الأيام المذكورة، وذلك من أجل الإفلات من المسؤولية وطمعاً في الكسل.
في المقابل، هنالك من أولياء الأمور والطلبة كذلك من يحاولون قدر المستطاع الالتزام بالحضور في الأيام التي تتخلل العطل الرسمية، وعدم مجاراتهم للسلوك العام والشاذ من طرف بعض المتسيبين من الأسر والطلبة معاً، ومع ذلك، يصدم الطلبة الجادون بأن الدراسة بسبب كثرة أعداد الطلبة غير الحاضرين قد توقفت، وبهذا يكون جزاء الطالب الملتزم بالنظام والحضور والقانون، تضييع حقه ووقته وجهده، بل اختارت وزارة التربية والتعليم من خلال إداراتها المدرسية أن تحترم رغبة الطالب المتسيب وتجاهل حماسة الطالب المجتهد!
هذه العملية السلبية في التعليم، ستدفع الكثير من الملتزمين بالحضور والمواظبة من التسيب أيضاً، لأن من قام بتشجيعهم على هذا الأمر، هي وزارة التربية والتعليم، لأنه لو كانت العملية التعليمية تمضي ولو بوجود طالب واحد في الفصل، لما تجرأ بقية الطلبة من تحدي الوزارة بعدم الحضور، وهم يعلمون سلفاً أن إدارات المدارس ستستجيب للأغلبية وليس للأقلية من الملتزمين بالحضور، مما شجع الكثير من الطلبة على الغياب في هذه المرحلة.
غريب أمر بعض القوانين في البحرين، فمن قبل أعوام خلت أسقطت هيئة الكهرباء والماء المبالغ المتأخرة عن المشتركين الذين لا يلتزمون بالدفع، من «الجمبازية والعيَّارين»، فيما حرمت المشترك الملتزم من هذه الميزة، حتى شجعته على عدم الدفع أسوة بغيره، أملاً أن تقوم الهيئة بإسقاط المتأخرات عنه، وها هو الحال يتكرر في أروقة مدارس البحرين، يكرم الطالب المتقاعس عن الدراسة بإيقاف التعليم في يوم غيابه أثناء الدوام الرسمي، بينما يعاقب الطالب المجتهد في تضييع يومه الدراسي «ع الفاضي».
من حق أولياء الأمور أن يقوموا برفع شكوى على إدارات المدارس التي تقوم بتعطيل التعليم في يوم الدوام الرسمي بسبب انصياعها وضعفها أمام رغبات الطلبة غير المكترثين بالعلم والتعليم، لأنه وفي الوقت الذي يسعى إليه ولي الأمر بتربية ابنه على الالتزام بالحضور في الدوام الرسمي المحدد، يجد أن الكثير من إدارات المدارس تقوم بهدم هذه الثقافة عند الطالب بمعية وزارة التربية والتعليم التي تصمت عن هذه الخروقات التعليمية.
نصيحتنا لأحبتنا الطلبة بعدم التغيب عن الحضور في الأيام التي تقع بين إجازات رسمية، ونصيحتنا الأهم لأولياء الأمور في البحرين ألا يتركوا أبناءهم يقررون مصيرهم بعيداً عن أعينهم وعن مسؤولياتهم في الحفاظ على مستوى التعليم عندهم، كما نناشد وزارة التربية والتعليم بأن تتصدى لمثل هذه السلوكيات التي يفرضها الطالب المتسيب على بقية الطلبة من المجتهدين في العلم والمواظبة والالتزام بالقانون، وإلا ستكون شريكاً فاعلاً في عملية تشجيع ضرب العملية التعليمية من تحت الحزام.