علي سلمان يريد أن يخرج شعب البحرين عن ملته.. وهي دين الإسلام الحنيف.. ويجعلهم تحت عقيدة فكرية كفرية تنظم شؤون حياتهم على نظريات فلاسفة

سنتحدث عن القاعدة الإنسانية في فلسفة علي سلمان والتي يقول فيها «إن الشعب هو صاحب القرار ولا يجوز الفرض عليه من فئة محددة»، ونسأله هنا؛ هل شعب البحرين بسنته وشيعته هو صاحب القرار اختارك للتحدث نيابة عنه؟ هل لديك استفتاء من الشعب خولك فيه بالمطالبة بأن يكون هو صاحب القرار؟ هل طلب منك الشعب البحرين أن تسقط حكومته؟ وهل طلب منك الشعب البحريني أن تتعاون مع أمريكا وإيران لإسقاط النظام؟ هل يوافق الشعب البحريني على علاقتك بالحكومة العراقية والإيرانية وحزب الله؟ وهل الشعب البحريني يقف معك في موافقك المعادية للسعودية؟ وهل الشعب البحريني يؤيد موقفك ضد الثورة السورية؟ وذلك لنصدق قاعدتك الإنسانية بأن الشعب مصدر السلطات.
ثم نسأل؛ هل يريد علي سلمان أن يعيدنا إلى عصور الأمم الإلحادية التي تحكم بنظريات الفلاسفة، وتنتقل بالناس من فكرة إلى فكرة في ظل عدم وجود شريعة إلهية توجههم أو سنة نبوية ترشدهم؟ أليست نظرية «الشعب هو مصدر السلطات» هي نظرية فلسفية يونانية؟ ثم كيف يريد علي سلمان أن ينقل شعباً من حكم ولي أمر إلى حكم مصدره أهواء شعب متعدد التوجهات والميول والمزاج ومتنوع الانتماء؟ أليست هناك أغلبية شعبية ترى المملكة العربية السعودية الدولة الشقيقة الكبرى لهم وهي الأقرب إلى قلوبهم، في الوقت نفسه هناك فئة من الشعب تميل إلى إيران وترى أنها مرجعيتها ليست الدينية فحسب، بل السياسية، وها نحن نرى كيف تصطف هذه الفئة عند بوابة السفارة الإيرانية للحصول على تأشيرات دخول، إذاً أين التوافق بين هذا الشعب الذي تريده أن يكون مصدر السلطات؟
ثم هناك لدينا سؤال موجه إلى علي سلمان بحكم أنه شيعي وهو؛ هل جميع المآتم تأتمر بأمره؟ وهل توافقه على مطلبه بأن يحكم بقاعدته الإنسانية «الشعب مصدر السلطات»؟ كي نقول نعم هنا يتحدث بتوكيل من طائفته؟ فكيف إذا كانت أغلبية الشعب الذي ليس له صلة بهم لا دم ولا مذهب ولا انتماء ولا ولاء، إذاً هو ليس مؤهلاً بالتحدث عن الشعب طالماً أن أغلبية الشعب ضده، كما إنه ليس لديه تخويل من رؤساء المآتم ولا من العوائل الشيعية المعروفة، لأن رؤساء المآتم لا يمكن أن يتخلوا عن استقلاليتهم ولا أن يكونوا تابعاً لشخص، خاصة إذا كان هذا الشخص من غير العوائل المعروفة، كما إن المذهب الشيعي في الأصل حتى أفراد العائلة لا يتفقون على مرجع واحد، فلكل منهم «مقلد»، فهذا يعيد اليوم وذاك غداً وذاك يصوم اليوم وذاك بعد غد، فكيف إذاً يمكن أن يتحدث علي سلمان بلسان الطائفة الشيعية التي لا تتفق حتى مع بعضها بعضاً؟ وكيف يمكن لمن بينه كل هذا الاختلاف أن يكون مصدر السلطات؟
علي سلمان يريد اليوم أن يخرج شعب البحرين عن ملته، وهي دين الإسلام الحنيف، ويجعلهم تحت عقيدة فكرية كفرية تنظم شؤون حياتهم على نظريات فلاسفة، وتخرجهم عن شريعتهم التي فصلها الله في كتابه (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيءٍ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسن تأويلاً)، لكن علي سلمان يرتد بالناس إلى نظريات فلاسفة اليونان، ولو ردها إلى الله وكانت دعوته فيها (الحكم بما أنزل الله) لكان في دعوته نظر، ولكن دعوته بارتداد شعب البحرين إلى نظرية تجريبية لفلاسفة لا يؤمنون بوجود خالق للكون هي أمر خطير للغاية، خاصة عندما نرى أن هذه النظرية طالما ربطها بجعل نظام الحكم فيها على غرار نظام الحكم في بريطانيا وإسبانيا، واللتين أقرت حكومتهما زواج المثليين وأصبح زواجهم قانونياً.
إذاً نحن اليوم أمام قضية خطيرة وهي ثورة علي سلمان التي تسعى للإطاحة بالحكومة الشرعية، وتأتي بحكومة تستنبط أحكامها وقوانينها من نظريات الفلاسفة وبعض من البشر الذين يضعهم علي سلمان في خانة «المعصومين»، حيث يأتمر بأمرهم ويكون خاتماً في إصبعهم وسيفاً في يدهم، في الوقت الذي يرفض أن يكون شعب البحرين تحت حكم ولي أمرهم الذي لا يلزمهم بأن يكونوا خواتم ولا سيوفاً في يده، بل جعلهم مستقلي الإرادة دينياً وسياسياً واجتماعياً، وهو نظام الحكم الذي ارتضاه الشعب حين وجد حريته وآدميته في ظلال حكم العائلة الخليفية التي أنشأت هذه الدولة وأقامتها، ثم يأتي شخص مثل علي سلمان لينتزع الحكم منهم باسم نظرية كفرية لا سند لها لا في كتاب الله ولا سنة رسوله، ولا حتى في كتاب الأئمة الذين يستقى مذهبه منهم.
نقول لعلي سلمان أن دعوتك التي تقوم على القواعد الإنسانية هي دعوة يرفضها شعب البحرين، لأنه لا يريد أن ترجع به إلى عصر الظلمات ولا عصر الإلحاد، وأن نظرياتك هذه بعيدة كل البعد عن دين الله وما حث عليه الإسلام بلزوم طاعة ولي الأمر، وذلك كما أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديث منها «من رأى من أميره شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة فإنه من فارق الجماعة مات ميتة جاهلية»، وقال عليه الصلاة والسلام «من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يفرق جماعتكم وأن يشق عصاكم فاقتلوه كائناً من كان»، إذاً طاعة ولي الأمر واجبة، وهي القاعدة الإلهية التي تتهاوى أمامها القاعدة الإنسانية التي تحدث عنها علي سلمان «الشعب مصدر السلطات»، وما دور علي سلمان إلا كمن جاء ليشق الجماعة ويفرقهم.