بالكاد انتهت منذ أسبوع نهائيات كأس العالم التي أقيمت في البرازيل بفوز المنتخب الألماني بلقب البطولة للمرة الرابعة في تاريخه ليعادل المنتخب الألمانــــي أو الماكينـات الألمانية «المانشافت» كمـــا يطلق عليها عشاقها رقم المنتخب الإيطالي في نجومه الأربـــع المعلقة على صدر لاعبيه وتتبقى له خطـــوة وحيدة لمعادلة صاحب الرقم القياسي منتخب السامبا البرازيلي أو السيليساو حيث بات المنتخب الألماني هو المنتخب الأقوى والأنظم على مستوى العالم اليوم بعد المستويات الكبيرة التي قدمها منذ انطلاقة البطولة وحتى ختامها حيث ظهر المنتخب الألماني بمستوى ثابت طوال مبارياته منذ الدور التمهيدي حتى المباراة النهائية حتى في حال تأخره في بعض المباريات فلم نره منتخباً مستعجلاً أو متهوراً وكأنه قد ضمن الفوز قبل خوض المباراة.
لكن الملفت للنظر في هذه النهائيات هو ظهور العديد من الفرق الكبيرة بالاسم بمستويات بعيدة عن تاريخها وحقيقتها كالمنتخب الإسباني حامل لقب البطولة الأخير والمنتخب الايطالي والإنجليزي والبرتغالي وحتى المنتخبين البرازيلي والأرجنتيني الذي خرج الأول من الدور نصف النهائي والثاني من المباراة النهائية على يد المنتخب الألماني البطل فلو عدنا، بينما تألقت منتخبات لم تكن في حسبان الجميع كالمنتخب البوسني والكوستاريكي كذلك المنتخب الكولومبي والمكسيكي وحتى المنتخب السويسري وممثل العرب منتخب الجزائر.
ولو أمعنا التركيز في الأسماء الثلاثة للمنتخبات صاحبة الدوريات الأقوى على المستوى العالمي والأغنى على الإطلاق والتي قدمت منتخباتها مستويات ضعيفة وهزيلة لم تعكس سمعة دورياتها التي تساوي ميزانيات العديد من الدول النامية ودول العالم الثالث حيث ظهرت هذه المنتخبات الثلاثة بصورة مستغربة وهزيلة أخرجتها من الدور التمهيدي بعد أن كانت من المنتخبات المرشحة للمنافسة على اللقب بحسب كل الفنيين والمحللين المتابعين لها.
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم بعد إحراج المنتخبات الصغيرة وماشاهدناه في نهائيات البرازيل بتألق المنتخبات الفقيرة أو صاحبة الدوريات البسيطة هل نعتبر كرة القدم هي لعبة الفقراء ومتنفسهم الأول ومجال إبداعهم الأكبرعلى الرغم من التواضع الاقتصادي لدولهم والذي يصل لمستوى الفقر لدى البعض!!!