أين هـــم الممانعون؟
وأين هو حزب الله من نصرة أهل غزة؟! أم أن أجندتهم في دعم القضية الفلسطينية تمر عبر بوابة حمص وحلب والقلمون
قد لا نستطيع الجهاد بأرواحنا وأبنائنا ونعبر الحدود ونصل لفلسطين.. فلسطين التي ارتوت أرضها بدماء أبنائها.. فلسطين التي لم ينفك حبها من قلوب المسلمين، ولو قلبنا الصفحات لرأينا كم من الدماء العربية سفكت على ترابها، ومنها دماء الشعب السعودي، حيث استشهد عدد كبير من أبنائه في حرب 1948، سقطوا شهداء من كافة مناطق المملكة من مكة والمدينة وجدة والقنفذة ونجران وأبها وحائل والطائف.
نعم.. إنهم الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا، ولا زال رجال الأمة الناصحة الصادقة باقين ومستمرين في فلسطين وسوريا والعراق ودول الخليج، إنهم الرجال الذين تمثل فيها «الأمة كالجسد الواحد».
وها هي البحرين ودول الخليج، كما وقفت بجانب الشعب السوري، تقف اليوم بحكامها وشعوبها مع الشعب الفلسطيني، فتتفاعل هذه الأمة وتعيش لوعة وحسرة ما يحدث لهذا الشعب الذي غدر به، ليس العدو الصهيوني، بل معه العدو الصفوي؛ عدو الأمة الأزلي الذي تعاون على ذبحها، هذا العدو الصفوي الذي طالما ظهر بدور العابد والناسك الذي يتشدق بالدفاع عن فلسطين، وها هو واحد من عبادها ونساكها، خامنئي يقول «إن فلسطين ما زالت وستبقى قضيتنا الأولى، وأن كياناً لقيطاً اصطنعه الاستكبار في جسد الأمة ولا بد أن يـزول من جغـــرافيا المنطقة» وها هو اليوم الكيــان اللقيط يدك البيوت على الشعب الفلسطيني فماذا فعل خامنئي؟ وماذا فعل نصر الله؟ والذي يعيد ويكرر أن فلسطين هي قضيته الأولى، وأن جميعهم يقفون على مدرج واحد يشاهدون ما يحدث في فلسطين؛ أتعرفون لماذا؟ لأنها ليس من مقدساتهم، فلو كانت من مقدساتهم لحلقوا بطائراتهم كما يفعلون في العراق وسوريا بدعوى الدفاع عن «المراقد».
وهاهو حسن نصر الله يؤكد دفاعه المقدس ويحدده كما جاء في خطبته تحت عنوان «نحن في عصر الظهور»، فيقول «ما دام هناك شخص اسمه السيد علي الخامنئي، وما دام هناك الجمهورية الإسلامية في إيران، وما دام هناك مقاومة في لبنان لن تمس مقدساتنا في العالم»، وها هو أحد قادة «حركة الأحرار» في فلسطين يشأل عن دور «أشاوس» الفرس فيقول «أين هم أشاوس النظام الفارسي الذين يطبلون ويزمرون في مناسبة وغير مناسبة بأنهم سيمحون الكيان الصهيوني المغتصب عن الخارطة في حال اعتدائه على أهلنا في فلسطين؟ وأين هم الممانعون؟ وأين هو حزب الله من نصرة أهل غزة؟ أم أن أجندتهم في دعم القضية الفلسطينية تمرعبر بوابة حمص وحلب والقلمون»، ونحن نضيف عليهم وعبر بوابة «البحرين».
ويبقى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الفيصل بين الحق والباطل، فعن سلمة بن نفيل الكندي قال: «كنت جالساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رجل: يا رسول الله، أذال الناس الخيل (أي استخفوا بها وتركوها) ووضعوا السلاح، وقالوا لا جهاد، قد وضعت الحرب أوزارها! فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: كذبوا، الآن جاء القتال، ولا يزال من أمتي أمة يقاتلون على الحق ويزيغ الله لهم قلوب أقوام ويرزقهم منهم حتى تقوم الساعة».
وها هو حديث رسول الله نراه اليوم ونعيشه في العراق وسوريا وفلسطين، فكلهم الشام وكلهم إن شاء الله الطائفة الظاهرة على الحق.. هذه الطائفة اليوم التي تهوى إليها قلوب شعوب الأمة الخيرة، والتي يجب أن تبرأ ذمتها أمام الله إن تعذر عليها الجهاد بالنفس، فلتبذل مالها وتبتهل إلى الله بالدعاء لهم بالنصر، إذ إن هذا العدو لم تقوَ شوكته ولم يتجرأ على إعلان الحرب على غزة جواً وبحراً وبراً الا بعدما تأكد بأن العالم لن يتحرك ضده، فقد سكت عما يحدث للمسلمين من قتل وإبادة في كل مكان، حروب طاحنة أبادت الملايين من شعوبهم، فكيف لا تبيد إسرائيل عدة آلاف، عندما يكون هذا الرقم ليس شيئاً أمام ملايين من الضحايا.
اليوم الشعوب العربية تمثل الجسد الواحد في حملتها من أجل فلسطين، ولتكون هذه الشعوب على قدر من المسؤولية أمام الله، فهي شعوب قد مدحها الله وقال أنها خير أمة أخرجت للناس «كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاس»، وأن خير الأمة وخيارها جميعهم مسؤولين بأن يكونوا سنداً لأخوانهم في غزة وفي كل مكان فيه يذبح المسلمون بتقديم أقل دعم ألا وهو المال، ومع أكبر أسباب النصر هو الدعاء بأن ينصر الله أخواننا في فلسطين وسوريا والعراق وفي كل مكان يذبح فيه المسلمون.