على البحرين كدولة اليوم تثبيت هيبتها وتطبيق القانون بحسب ما تنص عليه نصوصه، دون تهاون أو تراخ.
نقول ذلك، وهو كلام كتبناه مراراً في السابق ونرجو ألا نكتبه في اللاحق، لكن الشاهد في المسألة بأنك إن تركت القانون وأنت المعني بتطبيقه هكذا دون تفعيل صارم، فإن هناك من سيعتبر التطاول والإساءة والشتم والتحريض والإرهاب والدعوة لإسقاط الدولة والدوس على القانون، سيعتبرها أموراً عادية جداً، يمكن أن يمارسها كما يمارس هواية المشي بصورة يومية.
التطاول على بلد له كيانه وسيادته أمر مرفوض، ونحن كمواطنين مخلصين لهذا الوطن بمعيار الإخلاص الذي معه من الاستحالة بيعها للأجنبي أو الاستقواء به أو السعي للانقلاب على نظامها، نحن نرفض أي نوع من التطاول على دولتنا، سواء من الداخل إذ هؤلاء يجب أن يكون الراد عليهم القانون، وأيضاً من الخارج وهنا يقال لمن يتطاول على بلادنا أن اهتم بشؤونك واحترم نفسك.
سكتت البحرين كثيراً عن إساءات طالتها من شخصيات موجودة في دول شقيقة مجاورة، والسكوت -نفسره بحسن نوايا- لربما كان بسبب الإيمان بأن علاقة الأشقاء والإخوة في دول الخليج هي أكبر من شخص هنا أو هناك معروفة توجهاتهم وانتماءاتهم «يصرخون» و»يشتمون» و«يتطاولون» على دولة ليست دولتهم.
لكن حينما يتمادى قليل الأدب ويتجاوز حدوده بالإساءة لدولة ذرة تراب من أرضها أغلى منه وممن يمثلهم من أصحاب مطامع فيها، هنا لا يجب على الدولة أن تسكت أكثر، يجب عليها أن تأخذ حقها بالقانون.
البحرين مستهدفة، وللأسف استهدافها ليس من قبل الذين انقلبوا عليها في الداخل، بل من شخصيات تدعمهم وهي بالأساس شخصيات «مصنوعة» صنعاً من قبل نظام يريد ابتلاع المنطقة، وبات يتفنن في صناعة «خونة» و»عملاء» و»جواسيس» يزرعهم في البلاد التي تمثل له هدفاً ولقمة يريد ابتلاعها.
وحينما يحصل هذا التطاول يكون «العشم» بين الإخوة والأشقاء أن يحاسب كل مسيء للعلاقة والروابط التاريخية الثابتة بالقانون، فلسنا في البحرين نرى نظامنا يقبل بأن يخرج مواطن ليتطاول على بلد خليجي شقيق أو يتعدى باللفظ أو القول أو الكلام المكتوب على حكامه وفئات كبيرة من أهله، بالتالي نثق بأن الدول الشقيقة أيضاً لن تقبل بأن تتم الإساءة للبحرين بهذه الصورة «المقززة» وبهذا الأسلوب «الرخيص» كأصحابه.
بلدنا البحرين أكبر من أي «ناعق» ومن أي «حاقد» ومن أي «بذيء» ومن أي «خنجر طائفي»، وما صراخ ونعيق وبكائيات هؤلاء إلا إثبات بأن «صراخهم على قدر الألم».
لن يهز البحرين حرف يقوله هؤلاء بالأخص ممن يحركون بـ «ريموت كنترول» طائفي، ولو جلسوا يتكلمون حتى يوضعون في أكفانهم فإنهم لا يحركون ذرة في تراب بلدنا الطاهرة، لكن أحياناً بعضهم يحتاج لأن يلقم حجراً وأن يتم تعريفه بحجمه.
هذه البحرين، وغصباً عنهم شاءوا أم أبوا، ستظل دوماً البحرين الخليجية «العربية».