غداً الإثنين يناقش مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» عدداً من القضايا المتعلقة بأمن الدول الصغيرة على ضوء المتغيرات والأحداث في الشرق الأوسط والمهددات والتحديات التي تواجه أمن منطقة الخليج العربي بصفة خاصة، حيث ينظم المركز ندوة يتحدث فيها خبيران أجنبيان. الندوة - حسب بيان «دراسات» - تبحث في الهواجس المستمرة لدى الدول الصغيرة حول سبل حماية نفسها ومصالحها في عالم متعدد الأقطاب، وعملها المتواصل على استغلال مواردها لحماية مصالحها، إضافة إلى دخولها في تحالفات إقليمية ودولية تمكنها من البقاء في عالم يشوبه الصراع والتنافس. وتسلط الندوة الضوء على دول الخليج العربي كنموذج لتلك الدول التي استطاعت رغم محدودية حجمها أن تستمر وتحقق معدلات نمو متواصلة في منطقة تشهد حالة من عدم الاستقرار، إضافة إلى قدرتها على الثبات اقتصادياً في ظل الأزمة المالية العالمية، وذلك عبر تبني عدة استراتيجيات تعتمد على القوة الدبلوماسية واستغلال الموارد، والتعاون إقليمياً ودولياً مع الشركاء.
المثير في هذا البيان الممهد للندوة والذي نشر قبل أيام في الصحف المحلية هو أن صائغه لخص من دون أن ينتبه آراء وأفكار صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء ، فما جاء في البيان – وسيتم تفصيله في الندوة غداً – يردده صاحب السمو باستمرار في مجلسه العامر ولكن بطريقة مبسطة، فسموه يعبر دائماً عن هواجس البحرين ودول التعاون فيما يتعلق بسبل حماية نفسها ومصالحها في هذا العالم المضطرب دائماً، وسموه يتحدث دائماً عن عمل دول التعاون المتواصل على استغلال مواردها وعلى الخصوص ثروتها البشرية لحماية مصالحها، وسموه لا يكل ولا يمل من الدعوة إلى سرعة تحول دول التعاون من صيغة التعاون إلى صيغة الاتحاد التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ففي عالم يشوبه الصراع والتنافس وفيه يكون البقاء للأقوى لا يمكن لدول الخليج أن تكون قوية لو ظلت تواجه كل هذه المتغيرات التي يشهدها العالم خصوصاً في هذه الفترة منفردة، لذا فإن سموه يدعو باستمرار إلى اتخاذ هذا النهج الذي من شأنه أن يضمن لكل دول التعاون أن تبقى قوية وسط كل هذه الأمواج العاتية المتقلبة.
عندما يتحدث صاحب السمو رئيس الوزراء عن «الدول التي استطاعت رغم محدودية حجمها أن تستمر وتحقق معدلات نمو متواصلة في منطقة تشهد حالة من عدم الاستقرار» فإنه لا يتحدث عنها باعتباره شاهدا فقط ولكن باعتباره أحد أسباب تحقيق هذه الدول لهذه المعدلات. ترى من يستطيع أن ينكر دور خليفة بن سلمان في جعل البحرين رقماً موجباً في صفحة لا تعرف الأرقام فيها كيف تستقر فثبت صفرها على اليمين وارتفع شأنها؟ ومن يستطيع أن ينكر أن خليفة بن سلمان له الفضل في اتصال المجتمع البحريني بالحضارة الحديثة منذ بداية الستينيات التي رأى أهل البحرين فيها «فرجانهم» ترصف بالأسفلت وبيوتهم تصلها الكهرباء والماء النظيف بينما لايزال أبناء دول أخرى كثيرة دون أن يعرفوا كثيراً مما يتوجب عليهم أن يعرفوه من أمور النظافة التي تعينهم على أداء التزاماتهم الشرعية بالطريقة الصحيحة؟
من الأمور التي توجب تسجيل اسم خليفة بن سلمان بأحرف من نور في سجل العمل المفضي إلى التنمية والتقدم في المنطقة أن سموه جعل البحرين ثابتة اقتصاديا في فترة شهد فيها العالم كله أزمة مالية خطيرة أودت بدول كان لها شأنها، فسموه وبما يمتلكه من خبرة ودراية وأفق واسع وحنكة وفر المثال العملي للنهج الذي سيتحدث عنه المشاركون في ندوة «دراسات» غداً، وهو ما يقر به حتى أولئك الذين تضيق أعينهم عن الحقائق.