ليست الأولى ولن تكون الأخيرة التي تستصرخ فيه جمعية الوفاق رجال الدين وأتباع ولي الفقيه لإصدار فتاوى معلبة وفورية موغلة في البؤس تحرم المشاركة في الانتخابات.
أعياني البحث في قاموس اللغة وفشلت تماماً في العثور على نعت يصلح لوصف أفعال أشباه مشايخ الدين الذين أدمنوا المخاتلة والكذب على النفس والناس، وتخفوا بعباءة الإسلام، واتخذوا من اسمه ستاراً، يحللون أو يحرمون كما يشاؤون، وكأنهم وكلاء لله في الأرض.
حاجة غريبة والله؛ ما يستقيم له العقل والمنطق والعرف -في العالم- أن الساسة هم من يسعون إلى وقف الإصلاح وتعطيل العمل البرلماني وممارسة كل أعمال الابتزاز للضغط على المرشحين لسحب ترشيحهم، لكن ما حدث هنا في البحرين عكس العقل والمنطق والعالم، لقد سمح أصحاب العمائم البيضاء والأعمال السوداء والأوداج المنتفخة لأنفسهم أن يحجروا على آراء واختيارات الناس، ويمارسوا كل صنوف الضغط والابتزاز ضد المرشح النيابي ميرزا أحمد (أبو نبيل) لسحب ترشيحه من الانتخابات البرلمانية القادمة!
يا لعاركم؛ هؤلاء الذين يسمون أنفسهم رجال دين يشكلون خطراً داهماً على الإسلام والمسلمين، وذلك حينما ينصبون أنفسهم وكلاء لله في الأرض ويصنعون من حولهم هالة تقوى زائفة غير مسموح لأي كان النقد أو الاقتراب أو حتى التصوير، وكأنهم جذوع نخل خاوية.
قمة الفجور في الخصومة، إي والله؛ لكن لا يغرنك لا هذا ولا ذاك ولا فتواهم البالية، فقد انفرط العقد وتناثرت حبيباته في كل مكان، الواحدة تلو الأخرى، فلا تبك على اللبن المسكوب، فلم يتبق لهم سوى الطائفية والحرق والعنف والإرهاب المجنون وحفنة من مخابيل الشوارع، المتخلفين عقلياً وديناً ليحاربونا بهم، وقرار فاشي شوفيني واستبدادي يفصل كل من تجرأ وخالف الأوامر الصادرة من كهنة ولي الفقيه.
هل عرفتم حجم وعظم هذا الشعب؟ وفي المقابل؛ هل عرفتم حجمكم الطبيعي؟
قال، تصفير صناديق الاقتراع، قال.. حامض على بوزك.
لا ألومك عزيزي القارئ الكريم إذا ما تملكك شعور بالشفقة على زعيم الوفاق وجماعته، نتيجة الصدمات والنكبات التي تتوالى عليهم الواحدة تلو الأخرى، فهؤلاء المجاذيب المتأنقون رغم تفاهتم وثقل ظلهم الذي لا يحتمل، ورغم كل الجرائم التي ارتكبوها بحق الوطن والمواطن، واستقوائهم على بني بلدهم بالأمريكي والأجنبي، واستحضارهم من الجحيم شتى صنوف ميليشيات وشذاذ ما يسمي بحزب الله والإرهابيين، وما تيسر من أبواق إعلامية جوالة وعابرة للأوطان والمتسكعة على عتبات إيران، إلا أنهم صاروا هذه الأيام أكبر منبع للمسخرة والنكت السخيفة.
فاضحك وافرح يا عزيزي.. فالقافلة تيسر..!