نعم أنا مع إغلاق ما يسمى «مراقص» في فنادق البحرين رغم أنني من عشاق الفنون بكل أنواعها ومن عشاق الطرب الأصيل الخليجي والعربي، إنما من قال إن ما يدور في تلك القاعات له علاقة بالفن.
نعم أنا مع غلق تلك الصالات رغم أني من مشجعي السياحة والفنية منها تحديداً، إنما من قال إن ما يجري في تلك الصالات له علاقة بالسياحة؟
نعم هناك سياحة فنية تستهوي أهل الخليج ويأتون لها من كل فج عميق وبإمكانها أن تملأ فنادقنا وتملأ أسواقنا لو وضعنا لها خطة على مدار السنة لا تشمل الأعياد والمناسبات فحسب بل تمتد إلى العطل الأسبوعية أيضاً وتخصص فيها الأماكن للعائلات ولغير العائلات.
لسنا ضد الفنون ولسنا ضد السياحة لكن تلك الصالات لا علاقة لها لا بفنون ولا بسياحة، ولا أريد الخوض فيما يجري في تلك الصالات لأننا كلنا نعرفه وهو مخز.
أما صياح أصحاب تلك الصالات والتعذر بأنهم لم يمنحوا فرصة لتعديل أوضاعهم غير مقبول ونحن نعايش القضية منذ سنوات وفي كل مرة يؤجل القرار لمنحهم فرصة تعديل أوضاع.
تكمن المشكلة فقط في أننا كدولة لم نعدل أوضاعنا خاصة ونحن دولة تعتمد اعتماداً كبيراً في حصتها السياحية على من يأتينا عابراً جسر الملك فهد، المشكلة أننا لم نستعد بالبدائل ولم نضع خطة للاحتفاظ بتلك الحصة من السواح الخليجيين وهي حصة كبيرة يشهدها الجسر في نهاية كل أسبوع يصل عددها بمئات الآلاف.
ليست الفنادق التي كانت تحتاج إلى فرصة لتعديل أوضاعها بل هي الدولة التي تحتاج لفرصة لتوفير البدائل حتى لا تتأثر البحرين بفقدان تلك الحصة.
لدينا مواقع عديدة بعضها في الهواء الطلق حين يكون الجو مناسباً, وبعضها في القاعات والصالات ولدينا منها الكثير كما أن إقامة المدرجات والمنصات السهل في الآونة الأخيرة عوض كثيراً نقص المسارح المجهزة، كما أنه لدينا فنانون كبار ومبتدئون بحرينيون وعرب وخليجيون وفرق فنية موسيقية وفرق خليجية راقصة للفنون الشعبية ولو وضعت الدولة بالتعاون مع القطاع الخاص خطة لتقديم التسهيلات لوجود مثل هذه الاحتفالات على مدار السنة لأمكنها الاحتفاظ بذات الحصة السياحية الخليجية التي تعتمد على ما يسمى بالسياحة الفنية.
لدينا وزارة سياحة ولدينا مجلس أعلى للسياحة ولدينا اتحاد فندقي ولدينا مجلس للتنمية الاقتصادية لو جلسوا مع بعض ووضعوا أنفسهم مكان هذا السائح الخليجي ودرسوا رغباته وميوله وعملوا على تلبيتها على مدار السنة ووضعوا ميزانية مشتركة من كل تلك الجهات مخصصة فقط للاحتفاظ بالسائح الخليجي لاستطعنا مضاعفة زوارنا وليس خسارتهم، ولن تكون مكلفة كثيراً وسيكون لها عوائد على الاقتصاد، وعلى الأقل أفضل من تمويل أنشطة لا يتابعها إلا أصحابها وتربط بالتنمية قصراً!!
البحرين ممكن أن «تأكل ذهباً» من السياحة الخليجية لكن ليس هناك خطة شاملة تضم كل وزارات وهيئات الدولة المعنية يكون لهذه الخطة رأس واحد تعمل على تنسيق وتعاون مشترك وتعطى صلاحيات وتتعاطى مع عقلية السائح الخليجي تعاطي القريب منه العارف بمزاجه وميوله الفنية وغير الفنية من تسوق ومن ترفيه عائلي ومن مهرجانات وغيره، والأفكار كثيرة.
إنما مقولة إن السياحة والاستثمار والاقتصاد سيتأثرون بغلق تلك الصالات (فأبوها) من سياحة أو اقتصاد أو استثمار يعتمد على لحم أبيض!!