أكد وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل، أن الولايات المتحدة لا تنوي خفض حضورها العسكري في الخليج رغم الاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي، وقال «ملتزمون بتحالفاتنا ولن نذهب بعيداً».
وأضاف هيغل في كلمة ألقاها أمام بحارة السفينة بونس في البحرين أمس، أن الجيش الأمريكي يتمسك بدوره الأساس في المنطقة، مردفاً «لن نغير أياً من مواقعنا العسكرية في المنطقة أو أي منطقة أخرى خلال فترة الأشهر الستة»، في إشارة إلى اتفاق الستة أشهر بين الدول العظمى وإيران. وقال «سنحتفظ بالمناورات نفسها، والشراكة نفسها وسنولي المصالح الاستراتيجية الاهتمام نفسه الذي كنا نوليه قبل هذه الفترة».
وشدد هيغل على أن «هذه المنطقة خطرة وغير مستقرة، لكن حضوراً أمريكياً حازما فيها لمساعدة حلفائنا هو فعلاً أمر أساسي للعمل في هذا الوضع من عدم الاستقرار البالغ الخطورة».
وكان مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية طلب عدم الكشف عن هويته قال «إنها فرصة مثالية لوزير الدفاع هيغل (...) أن يجري حواراً متيناً (...) مع شركائنا في الخليج، ليقول بوضوح أن الولايات المتحدة لا تتردد في التزاماتها (...)، وهي لم تكن يوماً أقوى مما هي عليه».
وناقش هيغل هاتفياً خلال توجهه إلى البحرين للمشاركة بـ»حوار المنامة»، الموضوع الإيراني مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان نائب قائد القوات المسلحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حسبما ذكر مسؤولون أمريكيون.
وفي هذه المحادثة الهاتفية «شدد على التزام الولايات المتحدة منع إيران من حيازة السلاح النووي»، ووصف اتفاق 24 نوفمبر بأنه «أول خطوة مهمة». وأثناء زيارته التي تشمل محطة في قطر، يلتقي هيغل القيادة البحرينية ونائب وزير الدفاع السعودي ووزيرا خارجية مصر والإمارات العربية المتحدة، بحسب مسؤولين.
ومن المقرر أن يتحدث هيغل الذي وصل البحرين في وقت متأخر الخميس، مع مسؤولين خليجيين أثناء منتدى «حوار المنامة» السنوي حول الأمن الإقليمي، ليؤكد لهم أن واشنطن تبقى شريكاً ذا صدقية ولا تتوقع تقليص انتشارها العسكري ولا مبيعات الأسلحة إلى دول الخليج العربية، حسبما أعلن مسؤولون أمريكيون.
وقال مسؤول أمريكي كبير للصحافيين المرافقين لهيغل «إنها فترة متوترة في المنطقة، هناك الكثير من الأسئلة حول الاستراتيجية الأمريكية وخصوصاً لجهة نتائج الاتفاق المرحلي مع إيران».
وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته «يحاول هيغل أثناء لقاءات خاصة وفي كلمة متوقعة اليوم «طمأنة شركائنا هنا أنه لم يتغير شيء في موقفنا في مجال الدفاع بعد (...) التوقيع على الاتفاق مع إيران».
وتفقد هيجل سفينة حربية مضادة للألغام في الأسطول الخامس الأمريكي أمس، وأكد التزام الولايات المتحدة تجاه الأمن في الشرق الأوسط رغم الخلافات السياسية الخاصة بإيران وسوريا.
وجاءت زيارة هيجل للبحرين في وقت تشعر فيه المنطقة بقلق تجاه سياسات الرئيس باراك أوباما، بما فيها موقفه من الحرب الأهلية السورية والاتفاق المؤقت بين القوى العالمية وإيران بخصوص برنامج طهران النووي، فيما يلقي كلمة في مؤتمر حوار المنامة الأمني خلال زيارته للبحرين.
ومن المقرر تزويد السفينة الحربية بونس بسلاح ليزر جديد عام 2014 للتصدي للطائرات والصواريخ والهجمات التي تشنها الزوارق الصغيرة كتلك المستخدمة في إيران على الجانب الآخر من الخليج.
وقال هيجل للقوات على متن السفينة التي يبلغ عمرها 40 عاماً، وجرى تجديدها لتصبح قاعدة عائمة لعمليات إزالة الألغام والعمليات الخاصة «تاريخنا في هذه المنطقة طويل ويدعو للفخر، والتزامنا تجاه شركائنا في المنطقة يتحدث عن نفسه وأؤكد لشركائنا أننا لن نذهب بعيداً».
وأضاف «هذه المنطقة خطرة إذ أنها مضطربة وغير مستقرة، ولكن في ظل وجود أمريكي ثابت في المنطقة يمكننا مساعدة حلفائنا وطمأنتهم».
ويعتزم هيجل توضيح الرؤية الأمنية الأمريكية في كلمة يلقيها اليوم، في مؤتمر حوار المنامة الذي يحضره بصفة عامة مسؤولون في مجال الدفاع بالشرق الأوسط..
وقال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة باعت أسلحة تزيد قيمتها عن 81 مليار دولار للخليج منذ عام 2007، بينها عتاد بقيمة نحو 10 مليارات دولار أعلن عنه هيجل في وقت سابق هذا العام خلال جولته الأولى في المنطقة بعد توليه منصبه.
وذكر هيجل أن الاتفاق مع إيران يمثل «فرصة مناسبة للغاية» لرؤية ما إذا كانت طهران جادة بخصوص التوصل لاتفاق نهائي شامل يتم التفاوض عليه في الأشهر المقبلة، ما يضمن أنها لن تستغل تخصيب اليورانيوم أبداً في تصنيع أسلحة نووية.