الرسالة التي وجهها الآراكي إلى «شعب البحرين» ويتم تداولها حالياً ليست جديدة، ولكن يبدو أن البعض يؤمن بأنه يمكن أن يكون لها تأثير في هذه الأيام التي نقترب فيها من لحظة الانتخابات النيابية والبلدية، لذا لجأت المواقع الإلكترونية التابعة لـ «المعارضة» إلى استلال العبارات التي تتضمن تحريضاً واضحاً وتحث على «الدفاع المقدس» ونشرها بغية توفير المبرر الشرعي للبسطاء من العامة، كي لا يجدوا عذراً في البقاء هادئين فتمر الانتخابات بسلام ويتحقق لها النجاح.
الفقرة التي يتم التركيز عليها هي تلك التي يصف فيها الآراكي الآخر بالمفسدين، ويقول فيها إنهم عاثوا في أرض الله فساداً وأوغلوا في دماء الأبرياء، وفعلوا كذا وكذا، وأنه «صار على كل مسلم وبكل ما أوتي من وسائل الدفاع والمقاومة أن يدافع عن نفوس المؤمنين وأعراضهم وأموالهم وعن بيوت الله ومقدسات المسلمين».
طبعاً من لا يعرف أن الرسالة موجهة إلى «شعب البحرين» يعتقد أن موضوعها فلسطين وليس البحرين، لأن كل ما تم ذكره في الرسالة يحدث هناك وليس هنا، فلا يوجد في البحرين ما يستدعي «تفعيل وسائل الدفاع المقدس»، ولا يوجد في البحرين ما هو متوفر في تلك العقول التي تبحث عن الحجة كي تلوك اسم البحرين وتتربص لعل الحلم الأزلي الذي شغلت به نفسها يتحقق.
هذا الأسبوع تحديداً متوقع أن يحدث فيه الكثير من الممارسات الخاطئة، حيث سيقوم ذلك البعض بكل ما يعتقد أنه يمكن أن يؤدي إلى تخريب العرس الانتخابي الذي قرر عدم المشاركة فيه، فمن استلال العبارات المحرضة على تفعيل ما أسموه الدفاع المقدس وشحن العامة بغية الاستفادة من الصغار سناً وعقلاً، إلى محاولة تأليب العالم ضد البحرين بإجراء ما أسموه «استفتاء شعبي» لا محل له من الإعراب، إلى مطالبة الأمم المتحدة بمساندتهم في مشوارهم لـ «تقرير المصير» وكأن البحرين محتلة وليست دولة مستقلة وعضواً في الأمم المتحدة!
كل فكرة تخطر على البال ويعتقد أنها يمكن أن تسيء إلى الاستحقاق الانتخابي لن يتأخروا عن تنفيذها وسيتم اعتمادها في سجل أعمال الفوضى والتخريب ولكن تحت عنوان آخر، وكل قول يمكن تضمينه وسائل التواصل الاجتماعي ويعتقد أنه يقلل من شأن الانتخابات ومن شأن البحرين سيتم توظيفه ورفع الصوت به، وكل عمل يعتقدون أنه يصب في هذا الاتجاه لن يتأخروا عن ترجمته إلى واقع ليضاف إلى سلسلة أعمال العنف والتخريب التي لم يتوقفوا عن ممارستها في السنوات الأربعة الأخيرة، حيث المهم هو توصيل رسالة إلى العالم مفادها أنهم قادرون على تخريب وإفشال كل ما لا يرضون عنه ولا يشاركون فيه، وأنهم هم من يتحكم في الجمهور الذي لايزال دون استيعاب أنهم يتخذونه أداة لتحقيق أهداف غير مكشوفة له.
في هذا الأسبوع سيتم استدعاء ونشر كل قول لهادي المدرسي ولكل من يعتقدون أنه لا ينطق إلا بالحق ولا يمكن إلا تنفيذ توجيهاته وأوامره، وفي هذا الأسبوع سيفعلون كثيراً مما لا يخطر على البال، فنجاح الانتخابات يعني فشلهم وهزيمتهم، ونجاحها يعني أن كل عملهم طوال الفترة الماضية ضاع في الهواء، خصوصاً وأن كل الخطوات التي قامت بها الدولة فيما يخص الانتخابات كانت شرعية وملتزمة بالدستور وليست مخالفة لأي قانون، وهذا يعني أن المجلسين النيابي والبلدي اللذين ستفرزهما الانتخابات يوم السبت المقبل مجلسان شرعيان، وأن أعضاءهما سيعتبرون ممثلين للجميع من دون استثناء.
هذا الأمر بالتحديد هو ما يفقد المقاطعين للانتخابات اتزانهم ورشدهم فيتصرفون كما الملدوغ وينبشون في السجلات القديمة لعلهم يجدون ما يحركون به البسطاء من العامة كي يكونوا وقود معركة يعرفون مسبقاً أنهم الخاسرون فيها.