بريطانيا رفضت فتح تحقيق في شكاوى ضد جنود تابعين لها أمام المحكمة الجنائية الدولية بشأن تهم ارتكاب جرائم حرب في العراق
إنه الوقت المناسب لنتحدث عن بعض جرائم البريطانيين في العراق، ليس ادعاءات تعذيب اثنين أو ثلاثة بل قتل واغتصاب في حق آلاف الأطفال والشباب والنساء، هذه بريطانيا التي تدعي اليوم العفة وتتظاهر بالعدالة، بريطانيا التي تأوي عصابات الإرهاب، وهم معروفون بالأسماء في كل دولة خليجية وعربية وبعضهم كافأتهم بالجنسية البريطانية، وها هي قصور وأملاك مسؤولي دولة الإجرام في العراق ومليشياتها يتنعمون في أجواء وأرضي بريطانيا، إنها لندن وكر المؤامرات وأم الإرهاب في العالم.
ومن هنا سنذكركم ببعض الجرائم التي اقترفها، ليس الجنود البريطانيين، بل حكومتهم التي أرسلتهم لغزو العراق، وها هي صحيفة «الإندبندنت» تذكر أن إحدى جرائم الجنود البريطانيين بأنهم قاموا بوضع المحتجزين بعضهم فوق بعض وصعقهم بالتيار الكهربائي، مشبهة ذلك بما جرى من انتهاكات سجن أبو غريب، وأجبر معتقلون آخرون على التعري وتعرضوا للإساءة كما جرى تصويرهم، وأن هذه الجرائم، كما ذكرت الجريدة نفسها، تطرح تساؤلات بشأن التواطؤ بين بريطانيا وأمريكا في إساءة معاملة السجناء العراقيين، وهذا عدا جرائم القتل الجماعي التي شاركت فيها مع القوات الأمريكية وفرق الموت الإيرانية والحكومة العراقية والتي راح ضحيتها أكثر من 5 ملايين عراقي، جميعها دماء وأعراض معلقة في رقبة الحكومة البريطانية لن تنساها لها البشرية، وسيحفظها لها رب العباد ويسقيها مرارتها في الدنيا والآخرة.
كما ذكرت التقارير الإخبارية أيضاً أن بريطانيا رفضت فتح تحقيق في شكاوى ضد جنود تابعين لها أمام المحكمة الجنائية الدولية بشأن تهم ارتكاب جرائم حرب في العراق بين عامي 2003 و2008، وأن هذه الجرائم قد تورط فيها عسكريون بريطانيون برتب رفيعة أو مسؤولون مدنون، خصوصاً وزير الدفاع السابق جيفري هون ووزير الدولة آدم إنغرام، وقد تم تحريك هذه الدعاوى من قبل 400 ضحية، وقد سبق محاولة تقدم أولى أمام المحكمة الجنائية في 2006 ولكنها باءت بالفشل بسبب عدد حالات الضحايا لا يكفي لإجراء ملاحقات قضائية.
جرائم بريطانيا عمت كل مكان وكل زمان، وها هي التقارير تذكر أن وديان النيل والرافدين وحتى أحراش ماليزيا وإندونيسيا تدمي اليوم الجروح التي أحدثتها الطغمة البريطانية الحاكمة في الوطن العربي الإسلامي على امتداد أكثر من قرنين، وها هو ديفيد آوميسي من جامعة أوكسفورد في كتابه «القوة الجوية والسيطرة الاستعمارية» الذي تضمن معلومات مفصلة عن استخدام القوات البريطانية قنابل الغاز السام في قصف عشائر الفرات الأوسط التي ثارت ضد الاحتلال البريطاني في العشرينيات من القرن الماضي والمذابح التي راح ضحيتها أكثر من 9 آلاف عراقي، كما لجأت إلى استخدام قنابل أشد فتكاً مزقت أجساد أطفال العشائر الذين كانوا يلهون بلعب كرة القدم، وتدمير القرى العراقية لمجرد أن سكانها لم يدفعوا الضرائب.
أما بالنسبة للإجراءات التي تتخذها بريطانيا لحفظ أمنها الداخلي؛ فهي لا تتردد لحظة في اتخاذ أشد الإجراءات، فقد قال رئيس وزرائها ديفيد كاميرون: «.. وقبل كل شيء نحتاج إلى استعادة شوارعنا من البلطجية الذين لم يخرجوا من العدم وتسببوا في بؤس حياة غيرهم لعدة سنوات، وأنه لا شيء في عمله هذا أكثر من أهمية من حفظ أمن المواطنين، وأنه لكي نفعل ذلك علينا أن نكون صارمين ونرسم خطاً واضحاً بين الحق والباطل داخل قلب هذا البلد وفي كل مجتمع، وهذا يبدأ بوجود شرطة أقـــوى تضرب بقوة وتبقى على أهبة الاستعداد وتأخذ إجراءات صارمة عند أول بادرة من المتاعب».
وأضاف: «على من يزعمون بالحاجة للتخلي عن الخطط الرامية لتحقيق وفورات في ميزانية الشرطة، أقول لهم لقد أسأتم التقدير»، كما قال إنه تم بالفعل دعم تدابير الخاصة وتم تشديد سلطات حظر التجول ومنح ضباط الشرطة نزع أغطية الوجه التي يضعها مثيروا الشغب، كما قال «نحن نبحث المزيد من الصلاحيات لتمكينهم من مصادرة ممتلكات المجرمين، وسوف ترون ما هو أكثر من ذلك خلال الأشهر القادمة، إذ إنه حان الوقت للقيام بشيء آخر أيضاً وهو حرب موحدة وشاملة ضد العصابات وثقافة العصابات».
هذه جرائم بريطانيا خارج حدودها، وهذه الإجراءات الأمنية التي تتخذها بريطانيا لحماية أمنها الداخلي، فهل هناك من يسألها؟ وهل هناك من يلاحقها؟ وهل هناك دولة في العالم تدخلت في شؤونها؟ وهل هناك نظام في العالم آوى معارضتها؟ هي تفعل كل ذلك، ولكن نقول لها الأولى لها والأهم أن لا تثير عداوة الشعوب الإسلامية أكثر ضدها، وها هو مقال نشر في صحيفة العرب القطرية بتاريخ 19 يونيو 2014 تحت عنوان «بريطانيا أرض الجرائم والعنصرية» ذكر فيه «قتل واغتصاب واعتداء وجرائم وعنصرية.. عنوان عريض لواقع الحال في بريطانيا، التي أصبح الناس يخافون مجرد نية زيارتها، سجل الفظائع المرتكبة بحق الجالية العربية والأجنبية في لندن لا نهاية له»، ونقول من هنا لبريطانيا إن حالة العداء كل يوم تزداد بينها وبين العرب الذين لو غيروا وجهة استثماراتهم وامتنعوا عن زيارتها ستصبح على حصير الفقر، وستكون يوماً إن شاء الله كذلك، فدماء شعب العراقي وشعوب العالم التي سفكتها غدراً لا بد أن ينتصر الله لها وسترى كيف يكون وعيد الله «إن ربك لبالمرصاد».