كما الغريق الذي يبحث عن قشة ليتعلق بها لعله ينجو تفعل «المعارضة»، والتي من الواضح أنه لم يعد بيدها أي ورقة تلعب بها، فهي تلجأ إلى افتعال القصص لتوهم نفسها و«جمهورها» بأنها قادرة على المناورة وتحقيق المكاسب، فلا تترك «جونا» ولا «ديفيدا» ولا «جونسنا» إلا وتستنطقه لعلها تستفيد من تصريحاته رغم أنه لا علاقة له من الأساس بالموضوع الذي استنطقوه فيه ولا قيمة لقوله، فينقلون عن هذا أنه قال عن البحرين كذا وينقلون عن ذاك بأنه قال عن فلان كذا، وينقلون عن هذا وذاك بأنه قال كذا وكذا، وكله منزوع القيمة ولا تأثير له ولا يعبر إلا عن حالة مرضية.
في السياق نفسه تأتي محاولات «الظفر» بقرار من هذه المنظمة ورأي من تلك المحكمة فتنشر الادعاءات في حق شخصيات بحرينية مؤثرة وتعتبرها حقائق وتحاول الاستفادة منها بطريقة تكشف عن قلة خبرة في السباحة في هذا البحر.
ليس بهذه الطرق يمكن محاربة الحكومة، وليس بهذه الطرق يمكن تأليب حكومات الغرب على البحرين التي تربطها بكل دول العالم -باستثناء إسرائيل- علاقات قوية وواضحة ومصالح لا يمكن التفريط فيها لا من أجل سواد عيون «المعارضة» ولا شهلاويتها، لو كانت تمتلك عينين شهلاوين!
هذا الأمر لا يدركه أولئك الداخلون على السياسة بدليل أنهم رقصوا على خبر لا قيمة له ولا معنى ولا تأثير على الحكومة، ولأنها ليست المرة الأولى التي يرقصون فيها على مثل هذه الأخبار، لذا فإن وصفهم بمحدثي السياسة أو الداخلين في بحر السياسة بطريق الخطأ «متغوين يعني» ليس بعيداً عن الواقع، حيث المتمرس في السياسة لا تغريه مثل هذه الأخبار ويعرف تمام المعرفة أنها لا تضيف لحراكه شيئاً.
لا الادعاءات الأخيرة التي اختيرت لها لندن لتكون ساحتها ولا الادعاءات التي سبقتها أو تلك التي ستلحقها يمكن أن تضر الحكومة أو تفيد «المعارضة»، فما يفيد هذه الأخيرة هو أن تترك عنها وسوسة «اليهال» وتعود لرشدها وتتوقف عن أحلام اليقظة التي لا يمكن أن توصلها إلى شيء وتجني بها على البعض الذي لا حول له ولا قوة ويتضرر من كل ذلك أيما ضرر.
أبواب الحكم مفتوحة والدولة ظلت يدها ممدودة للجميع ولا تزال كي تتهيأ الظروف المعينة على التفرغ للبناء بدلاً عن الهدم والإساءة إلى العيش المشترك الذي هو النموذج الذي قدمته البحرين للعالم طويلا، حيث البحرين أرض العيش المشترك والتسامح والإعلاء من شأن الحياة بتقديسها. وبما أن البلاد مقبلة على مرحلة جديدة يتأكد في أولها ما سعى الجميع لنيله في فترات سابقة «الانتخابات» لذا فإن المطلوب من كل من صنف نفسه على أنه معارضة أن يتوقف برهة ليراجع نفسه ويقرأ الساحة وتطوراتها جيداً كي يحقق ما يعود بالخير على المواطنين جميعاً، فطالما أن مبتغى «المعارضة» هو المواطن والارتقاء به وبالوطن فإن العقل يدفع في اتجاه مراجعة النفس وترك كل ما لا ينفع من ممارسات وتصريحات، خصوصاً وأنها لم تحقق أي مفيد لا لها ولا للمواطن الذي تقول إنها تعمل من أجله ولا للوطن.
مهم هنا الاستدراك والقول إن بين «المعارضة» من يعينه تاريخه السياسي والوطني على السير في النهج الصحيح ليستفيد المواطن من المرحلة الجديدة التي بشر بها جلالة الملك والتي تبدأ بالانتخابات النيابية والبلدية، لذا فإن المؤمل أن يستعيد هذا البعض دوره ويتخلص من الحضن غير الدافئ الذي رمى نفسه فيه لأسباب غير مقنعة فتاه وكاد يخسر كل ما بناه على مدى سنين طويلة، فالمرحلة الجديدة ليست الانتخابات فقط.
ما يتم الرقص على إيقاعه في الخارج يؤذي «المعارضة» الحقيقية ولا ينفعها.