يعجبني جداً استطلاعات الرأي العام التي تجريها صحيفة «الوطن» حول معرفة آراء واتجاهات المواطنين نحو الانتخابات، ويعتبر استطلاعات الرأي العام من الأدوات العملية والعلمية التي يتم فيها قياس آراء أو اتجاهات الناس حول قضية معينة، وبما أن الانتخابات على الأبواب استطاعت صحيفة «الوطن» أن تصل إلى فهم آراء واتجاهات الناخبين حول باكورة البحرين الديمقراطية أو حول الانتخابات النيابية والبلدية. النتائج التي توصلت إليها الصحيفة من خلال استطلاعاتها المختلفة حول الانتخابات هي بالتأكيد نتائج تخدم الجميع، من مرشحين وناخبين وكذلك الباحثين في هذا الشأن من أجل قراءة وتحليل هذه العملية الانتخابية على المدى القصير والبعيد حول الانتخابات بما فيها معرفة سلوك الناخبين.
صحيفة «الوطن» أجرت استطلاعاً عاماً على المواطنين من خلال مواقع التواصل الاجتماعي منها؛ «هل تؤيد أن تمثلك شخصياً امرأة في مجلس النواب؟» و»هل تؤيد مشاركة المرأة في البرلمان؟» و»هل تعتقد بأن أداء المرأة في البرلمان أفضل من أداء الرجل؟». وقد جاءت النتائج بأن 54% من المواطنين يؤيدون بأن تمثلهم امرأة في مجلس النواب، وأن 43% من المواطنين لا يؤيدون ذلك، بينما كان 3% من المواطنين لا يعلمون، نسبة 54% مؤشر ذو دلالة واضحة بأن المواطنين من الجنسين، يثقون بأداء المرأة في البرلمان، وهذه الثقة تولدت وتراكمت من خلال قياس أداء المرأة بصورة عامة في العمل، وقدرتها الهائلة التي منها إياها الله بأن توازن بين واجباتها في العمل والمنزل، أو من خلال أدائها في البرلمان في الفصول التشريعية السابقة وقدرتها على تمثيل الشعب في المحافل المختلفة.
أما عن النتائج حول تأييد مشاركة المرأة في البرلمان، فقد جاءت النتائج مشرفة جداً، حيث إن 59% من المواطنين يؤيدون مشاركة المرأة في البرلمان، وأن 38% من المواطنين لا يؤيدون ذلك، بينما أدلى 3% منهم بأنهم لا يعلمون، وهذه النتيجة العظمى من هذا الاستطلاع مؤشر واضح بأهمية إشراك المرأة في الانتخابات وبمدى إيمان الجميع بأن المرأة ليست شريكة الرجل في كل جانب فحسب وإنما هي تقف مع الرجل في بناء الوطن ورفعته، وأن مشاركة المرأة في البرلمان هو واجب وطني.
وبالنسبة للاستطلاع العام حول «هل تعتقد بأن أداء المرأة في البرلمان أفضل من أداء الرجل»، فقد كانت النتائج كالآتي 47% لا يعتقدون ذلك، و39% يعتقدون بأن أداء المرأة أفضل من أداء الرجل، بينما حسم 13% من المواطنين بأنهم لا يعرفون، فبالرغم من أن النتائج لم تأتِ لصالح المرأة، إلا أنني أعتقد بما أن نسبة النواب من الرجال في الفصول التشريعية السابقة كانت أعلى من نسبة النساء، فإن حصيلة مشاركة النواب من الرجال في الاستجوابات والطرح بالتأكيد كانت أكثر، لذلك استنتجت العينة من المواطنين من خلال ذلك بأن أداء الرجال أفضل من أداء المرأة في البرلمان بسبب حصول الرجال على مقاعد برلمانية أكثر من النساء.
المرأة البحرينية تتمتع بحقوق وامتيازات كثيرة، منها حقوقها السياسية كمترشحة وناخبة، وهذا بالطبع ما عهدناه من قيادتنا الحكيمة، فأساس الحكم هو العدل والمساواة ومن العدل أن تشارك المرأة البحرينية الحياة السياسية كالرجل، ومن مبادئ المساواة أن يكون للمرأة نصيب متساوي ومتكافئ في مشاركة الرجل في كل شيء على أساس الكفاءة، طبعاً بعيداً عن فيما يتعلق بالشرع من ميراث وزواج وغيره.
انتخابات 2014 انتخابات ساخنة، يغلب في هذه السنة عدد المترشحات للمجلس النيابي والبلدي من ذي قبل، فيهن من هن جديرات بأن تكن تحت قبة البرلمان، كما هو الحال بالنسبة للمترشحين من الرجال، والفيصل في ذلك الآن هم الناخبون، وكما أكد معالي الشيخ خالد بن علي آل خليفة وزير العدل بأن البحرين تجاوزت مسألة المشاركة والمقاطعة في الانتخابات، فالبحريني اليوم بالفعل أنضج سياسياً من أن يتأرجح بين المشاركة أو المقاطعة، أو محاربة الصالح العام، وكذلك على الشعب البحريني أيضاً أن يتجاوز مسألة الجندر والمذهب والطائفة في الانتخابات.