كتب – حسن عبدالنبي:
تساءل رئيس مجلس إدارة مجموعة البركة المصرفية صالح كامل عن فائدة فكرة إنشاء مصرف مركزي خليجي وإطلاق العملة الموحدة مربوطة بالدولار الأمريكي، مشيراً إلى ما الفائدة من إنشاء مثل هذه العملة طالما أن معظم مبيعاتنا تتم بالدولار، ومشترياتنا تتم بالدولار، وعملاتنا مرتبطة هي الأخرى بالدولار، مضيفاً من الأفضل أن نبقى كما نحن وندعو باستمرارية الدولار.
وأضاف: في مؤتمر صحفي عقده على هامش تكريم مجموعة البركة أصحاب الخدمة الطويلة للرؤساء التنفيذيين والمدراء العاملين للبنوك التابعة لها، لماذا نريد عملة موحدة، هل فكرنا في إطلاق دينار إسلامي أو دينار عربي أن تتم معاملتنا بعملتنا، لم نفكر ولا نستطيع، لا ألوم القائمين على شؤوننا، ولكننا نغوص في الرمل، ومؤكداً أن الاقتصاد العالمي بأكمله لن يصلح إلا إذا وصلنا إلى نظرية نقدية عادلة.
وأفاد «قام البعض بالاستثمار في بيع الأسهم والأراضي غير المطورة (البيضاء) واصفاً إياه بـ«النشاط الطفيلي»، مشيراً إلى أن كل العمل الذي يقوم به المستثمر هو الاحتفاظ بالسهم أو الأراضي البيضاء لفترة ومن ثم بيعها دون أدنى جهد، هل يسهم مثل هذه الأعمال في توفير إعمار الأرض أو خلق فرص عمل، داعياً إلى تطبيق الشريعة بفرض الزكاة على الأراضي البيضاء».
ولفت إلة أنه يجب أن تستثمر الأموال في إعمار للأرض وتحقيق قيمة مضافة للعنصر والبشر، وخلق فرص عمل حقيقية في المجتمع تسهم في القضاء على البطالة وتحقيق التوازن الاجتماعي في الأوطان العربية، مشيراً إلى أن أساس الأحداث التي تشهد المنطقة هو البطالة.
وانتقد إطلاق تسمية البنوك الإسلامية، والاقتصاد الإسلامي، مشيراً إلى أنه ضد احتكار الإسلام لدى أشخاص أو جهات هذه التسميات من قبل جهات أو غيرها، مضيفاً أن هناك الكثير من المفاهيم المغلوطة التي تم إيجادها في هذا العصر، فالله جل وعلا لم يعطي السلطة لرسول الله (ص) لإجبار الناس ليكونوا مؤمنين، ولا أن يسيطر عليهم، فكيف يأتي آخرون ليسيطروا على الناس.
وأشار إلى أنه باتت كل جماعة إسلامية تدعي أنها الأفضل والإسلام هو ما تقوم به، وهي فعلياً ترتكب الذنب الذي قام به الشيطان عندما قال «أنا خيرٌ منه»، (..) كل جماعة إسلامية باتت تدعي أنها من تقدم الإسلام الصحيح وليس هناك من يشبهها، وأنهم حماة الإسلام، مشدداً هذا كلام من الإسلام في شيء وإنما هو افتراء على الإسلام.
وطالب بتغيير مسميات «البنوك الإسلامية» والاقتصاد الإسلامي إلى البنوك الأخلاقية والاقتصاد الأخلاقي، مشيراً إلى أنه حتى أطلاق تسمية البنوك الإبراهيمية فيه إجحاف بحق بعض الديانات التي لا تعود أصولها إلى نبي الله إبراهيم، مشيراً إلى أن الأديان السماوية تحرم الربا، كما من الظلم أن نعتقد أن الاقتصاد الإسلامي يمكن اختصاره في البنوك الإسلامية أو تحريم الربا، بل هو نظام مالي شامل يحفظ الحقوق ويؤمن للناس الحياة بكرامة، أما البنك فهو بمفهومه التقليدي «وسيط بين صاحب المال ومستخدم المال، وفي الإسلام ليس هناك وسيط في المال، وإنما هناك شراكة بالمال والجهد.
وذكر الشيخ صالح أنه في السنوات الأخيرة تمكنت البنوك من تحقيق نجاح كمي كبير تثل في نمو حجمها إلى ما يقارب 1.3 تريلون دولار أما على المستوى النوعي فللأسف فإنها تتراجع، مشيراً إلى أن البنوك التي التي باتت تسعى إلى تطبيق كل ما هو مجمود في الغرب تحت عناوين إسلامية دون الابتكار.
وحول ما إذا كان هناك توجه لمجموعة البركة لتغيير خارطة استماراتها في ظل التغييرات التي تشهدها المنطقة العربية قال: استثماراتنا المجموعة في كل الدول هي مع الشعوب، لا نقحم أنفسنا في أي قضايا داخليه لأي شعب، مضيفاً: ليس لدينا مصالح مع أي نظام .. مصالحنا مع الله سبحانه وتعالى والشعوب .. الشعوب لا تتغير ولكن الحكام يتغيرون، موضحاً في تونس مثلا عملنا في فترة (الرئيس الأسبق الحبيب) بورقيبة واستمرت أعمالنا في عهد (الرئيس السابق) زين العابدين بن علي وهي مسترة الآن.وتابع: نحرص على عدم التدخل في الشؤون السياسية والداخلية لأي دولة، عملنا ودورنا هو تنمية الاقتصاد وتوفير فرص العمل.