أيام قليلة وتنصب الخيام وترفع الأعلام وينشط الإعلام وتصوب الأقلام تجاه المرشحين، وتظل الفئة القليلة تجتر الآلام لأنها حرمت نفسها من هذا العرس، حرمها منه المتشدقون بالمعارضة، وما هم بمعارضة، بل هم فئة معوقة، وبعد هذا وذاك يبقى الناخب سيد الموقف يقلب النظر في المرشحين الذين انتشرت صورهم في كل مكان وسيرهم ووعودهم وأمنياتهم، فيما يحققون وإليه يتطلعون ويظل الناخب بين أمل الرجاء وتفضلاً بالعطاء، هل يعطي صوته لهذا أو ذاك.
هنا تأخذ فراسة الناخب تتحكم فيمن يعطي صوته ويصدق في وعده، مما يدعوني أن أقول للناخبين في التأني السلامة وفي العجلة الندامة، فلا تعطي صوتك إلا لمن تثق به وتعرف مدى إخلاصه وصدقه وأمانته فإن كنت جربت وعده وعهده وحقق لك ما تتمناه ودفع عنك ما كنت تخشاه؛ فهذا الأولى بإعطائه الصوت، وإن كنت قاسيت منه الأمرين وأصبح تزدريه العين، فعليك بالوجوه الجديدة وتفاءل بالأيام السعيدة، أما أولئك الذين أمطرت سحب خيراتهم بالهدايا، فإن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة، فمن أين جاؤوا بهذا الكرم الحاتمي الذي لم نعهده من قبل، عليك أن تسأل؛ هل هذه الصدقات يراد بها وجه الله أم وجه الناخب، وعليك ترك الذين يشترون الأصوات ويدفعون الأموال والأعطيات.
فهذه رشوة لا بارك الله فيها، ولعن فيها الراشي والمرتشي، فهل ترجو خيراً ممن أعطى لغير وجه الله ليشتري النفوس المحتاجة ويستغل ظروف العباد ليتسيد في البلاد، وبعد الفوز يتنكر للجميع وينشغل عنهم، فقد انجلى الليل وتنفس الصباح.
بعد ذلك يبدأ الناخبون يكيل كل واحد منهم اللوم بعد أن صام وأفطر على الثوم، فإن اللوم لا ينفع والشكوى بعد ذلك لا تجدي ولا تشفع، عندما يفاجؤون بما لا يحبون، فلا يغرنك الشكل والهيكل، فليس كل بيضاء شحمة وليس كل حمراء لحمة، فالمترشحون كالنخل، وما أدراك ما النخل؛ لأنك لا تفرق بينهم أيهما النخلة من الفحل، وهذا بالطبع بعد التجربة، فلا ينفع الندم ولا يجدي التأسف والألم، فعليك بمن يرشدك إلى أي المترشحين تختار وأيهما الأفضل، كوضح النهار، أما من لا تعرفه ولم تجربه كالليل الدامس لا يخلو من لدغ النامس، وليعلم الإخوة والأخوات أن لديكم من الدافع الوطني الذي يحتم عليكم الإسراع لهذا العرس الديمقراطي والواجب العظيم، والذي يدعوكم إليه الوطن وتجتمع عليه القلوب وتحن، فلديكم حرية الإرادة والاختيار فلا تفوتوا هذه الفرصة التي تمر كلمح البصر كل أربع سنوات، أسأل الله تعالى أن تكون سنوات سمان والبحرين في أمن وأمان بفضل قيادتها الرشيدة والقائمين على النهضة، وجعلنا الله وإياكم بكل خير.. آمين، وليعلم الإخوة والأخوات أن من يقدم لك شيئاً قد تحتاجه وأنت لا تحتاجه منهم، فاعلم أنه يتصنع بما يقدم، وعليه صوتكم يحرم، وأما الذي يصدقك الوعد ولم يقدم لك العهد والوعد، فاعلم أنه معك صادق وأنه مخلص أمين.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وأن يهيئ لنا من المرشحين والمرشحات الذين عنهم نرضى، والحمد لله رب العالمين في الآخرة والأولى.