كشفت المباريات التجريبية الثلاث التي خاضها منتخبنا الوطني لكرة القدم في إطار تحضيراته لخوض غمار النسخة الـ22 لبطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم عن عقم هجومي يزيد من قلق عشاق الأحمر الذين ما يزالون يحلمون باللقب الخليجي.
الفريق لعب ثلاث مباريات سجل فيها هدفاً واحداً في مرمى المنتخب الكويتي عن طريق نجم الفريق الموقوف فوزي عايش ثم صام بعد ذلك عن التسجيل أمام أوزباكستان والعراق على الرغم من تعدد الفرص التهديفية التي أتيحت له في هذه المباريات الأمر الذي ينم عن وجود خلل هجومي يتحمله اللاعبون بالدرجة الأولى لأنهم لم يجيدوا التعامل مع الفرص وتفننوا في إضاعتها!
على النقيض من ذلك كان الجانب الدفاعي مطمئنا إلى حد كبير حيث مايزال مرمى الأحمر نظيفاً بعد المباريات التجريبية الثلاث وهذا مؤشر على سلامة الحصون الدفاعية وهو الأساس الذي يبني عليه المدربون استراتيجياتهم وخططهم ، ولكن يظل جهازنا الفني بقيادة المدرب العربي العراقي عدنان حمد مطالباً بإيجاد الحلول الهجومية التي تقضي على العقم التهديفي الذي لمسناه في التجارب الثلاث الماضية خصوصاً وأننا أصبحنا على بعد ثلاثة أسابيع من انطلاق العرس الكروي الخليجي الذي ستحتضنه العاصمة السعودية الرياض!
إنني على ثقة من أن هذا الهاجس يأتي ضمن أولويات المدرب عدنان حمد الذي يدرك أهمية استثمار واستغلال الفرص التهديفية في مثل هذه البطولات وأنه لابد وأن يسخر خبرته التدريبية المتميزة في فك رموز هذا العقم الهجومي إما فردياً أو جماعياً في ظل محدودية ما تضمه التشكيلة الحمراء من مهاجمين يتسمون بصفات الهداف!
في كرة القدم الحديثة لم تعد مسؤولية إحراز الأهداف مقتصرة على المهاجمين بدليل أننا أصبحنا نشاهد العديد من الأهداف تأتي عن طريق لاعبي الوسط وأحياناً عن طريق المدافعين وهذا يتوقف على خطة اللعب التي ينتهجها الفريق، ومع ذلك يبقى التهديف من المهام الجوهرية للمهاجمين الذين يفترض فيهم التمتع بالمهارة التهديفية مع وجوب الهدوء والتركيز في مواجهة المرمى لكي يتمكنوا من استثمار العدد الأكبر من الفرص التي تتاح لهم أمام مرمى الخصوم.
نأمل أن يتخلص مهاجمونا من هذا العقم التهدبفي وأن يعودوا إلى هز الشباك في مبارياتهم التجريبية القادمة وأن يحتفظ مدافعونا بتماسكهم حتى يبعثوا فينا الأمل والاطمئنان قبل أن يشدوا الرحال إلى الرياض.