غداً تتجلى عظمة التاريخ مجدداً في موقعة الأنفيلد بين ليفربول وريال مدريد ضمن مباريات المجموعة الثانية في بطولة دوري أبطال أوروبا. ليفربول الفائز خمس مرات بدوري أبطال أوروبا والغائب عن المشاركة منذ موسم 2009/2010 يريد استلهام الفوز الكبير الذي حققه على الريال في ملعبه موسم 2008/2009 بنتيجة أربعة أهداف للا شيء ليكون المحرك والدافع المعنوي القوي لتحقيق الفوز على النادي الملكي فيما يطمح الريال للفوز لتأكيد قوته وسطوته على مجموعته ومسح الذكرى الحزينة وجعل ملعب الأنفيلد من ضمن ضحايا كتيبة أنشيلوتي.
من المؤكد أن يظهر الشكل النهائي للفرق بعد مرور ثماني جولات على انطلاقة مسابقة الدوري فيجعل تحديد الرسم التكتيكي وتطور أساليب اللعب سهلاً للمتتبع.
كلاهما قدم وجهاً مختلفاً في آخر مواجهة لهما في مباريات الدوري المحلي.
ظهر ليفربول في الشوط الأول أمام كوينز بارك رينجرز بأداء ضعيف نظراً للتوظيف الخاطئ من قبل المدرب رودجرز في الدفع باللاعب جيرارد ليكون خلف بالوتيلي مما شكل فراغاً كبيراً في وسط ملعب ليفربول استغله لاعبو الخصم في المرتدات واللعب خلف رباعي خط الدفاع المتهالك ناهيك عن مزاجية بالوتيلي التي أثرت بالسلب على الناحية المعنوية للمجموعة وبالذات خط المقدمة، لذا لم نر إمكانيات رحيم استيرلنغ ولا التفاهم المرجو بين جيرارد وبالوتيلي.
ماحصل في الشوط الثاني كان وجهاً مغايراً تماماً بعدما فطن رودجرز للخطأ التكتيكي الذي وقع فيه فعمل على توزيع لاعبيه بشكل صحيح بإرجاع القائد جيرارد لمركزه في وسط الملعب لعمل التوازن المفقود في الشوط الأول وأشراك كوتينيو خلف بالوتيلي كصانع ماهر أعطى مزيداً من الحلول في التحول الهجومي، لذا رأينا السرعة في الأداء، اللمسة الأخيرة والتهديف.
غالباً ماكان يعاني الريال في الأعوام الأخيرة حينما يلاقي ليفانتي على ملعب الأخير وذلك لما يفرضه ليفانتي من أسلوب لعب بدني عنيف بغية الحد من خطورة لاعبي الريال وغالباً ماكان ينجح ليفانتي في أسلوبه، لكن الوجه القوي الذي أظهره الريال لم يمكن ليفانتي حتى من استيعاب ما الذي يجري. تركيز عالٍ، تنظيم دفاعي قوي، تنوع في الأساليب، استحواذ ولعب مباشر ومزيد من الحلول الهجومية والهدافين.
التطور الذي أظهره الريال في هذه المباراة هو القوة في التحول الدفاعي والإجادة في الأدوار الدفاعية الموكلة للاعبي المقدمة خاصة للاعب خاميس رودريغيز وإيسكو عكس الوجه الباهت الذي كان يقدم منهم في الأسابيع السابقة.
إذاً نحن في انتظار الموقعة القوية وفي ترقب لمعرفة أي من الوجوه سنرى؟