بالنسبة لشعب البحرين «الشرعية الدستورية» محسومة، وما نسبة التصويت التي جرت في الفصول التشريعية الثلاثة إلا أحد مؤشراتها رغم أن نسبة التصويت على الميثاق الوطني حطمت وهشمت أي رأس يشرئب للتشكيك في هذه الشرعية، إلا أن نسبة المشاركة في الانتخابات التي فاقت الخمسين في المائة في حال مقاطعة الوفاق لفصلين تشريعيين، وأكدت الواقع الحقيقي لتمثيل هذه الجمعية للشعب البحريني، مع احتساب نسبة 30% الممتنعين عن التصويت في كل الأحوال، وعموماً لو أن نسبة المشاركة في الانتخابات كانت هي وحدها الحكم على شرعية الحكام، لما وصل الكثير من حكام الولايات الأمريكية لمناصبهم ففي بعض الولايات لا تزيد النسبة عن 35% من حجم الكتلة الصوتية.
لكن الجديد في الأمر بالنسبة للبحرين في عام 2014، بأن الولايات المتحدة الأمريكية (بعظمتها) حين قررت أن تقحم البحرين في مشروعها التدميري، تذرعت بمساعدتها (للغالبية البحرينية) الذين تمثلهم الوفاق «النسبة» هي مسمارها وهي حجتها وهـي ورقتهــا التي تستخدمهــا للتبرير الدولي وفــي المحافل الدولية.
فبعد أن فشلت بشتى الطرق والمحاولات لإنجاح هذا المشروع منذ تحالفها مع 14 فبراير 2011، وبعد محاولتها الأخيرة أبقت على ورقتها الأهم لتبرير تدخلها في شؤون دولة عربية أمام المحافل الدولية، إنها تريد أن تقول إنها (مضطرة) لتلبية نداء (الإنسانية) ومساعدة هذا الشعب (المظلوم) فهم من يتوسلون منها التدخل، لهذا حين يطالب علي سلمان بتصفير الانتخابات، فذلك الطلب ليس للاستهلاك المحلي، إنه يتوسل نسبة متدنية تعطي الذريعه للولايات المتحدة الأمريكية أن تبقى على حلفها معه فأمريكا تحتاج وبشدة وبقوة نسبة مشاركة ضعيفة كي تبررأمام العالم أسباب تحالفها مع عملائها وتبرر تدخلها في الشأن البحريني، على أساس أنها تتدخل لصالح (غالبية) الشعب البحريني المظلوم الذي قاطع الانتخابات!!
بالنسبة لي لا أعول كثيراً على وجوه تستحق الوصول إلى مقاعد البرلمان هذه المرة، و قد أكون مخطئة وأرجو أن أكون كذلك، كما أن بي غضباً على أداء المجلس السابق يدفعني بل ويعطيني الحق لإعطاء ظهري هذه المرة للانتخابات، فقد كان الأسوأ على الإطلاق، كما أنني أتحسر على من سيجلس على تلك المقاعد وهم لا يمثلونني في شيء لكنني اليوم أمام استحقاق بحريني وطني آخر، استحقاق لحفظ شرعيتي وسيادتي ومصيري وكرامتي وعزتي وافتخاري بالبحرين المستقلة ذات السيادة، استحقاق يمنع تدخلاً بادعاء أنني رقم غير موجود على الخارطة البحرينية، أنا اليوم أمام قضية أخرى، لست أمام صندوق اقتراع على المقاعد النيابية فحسب أنا اليوم في معركة بيني وبين الولايات المتحدة الامريكية تحديداً، نعم بيني أنا البحرينية البسيطة المواطنة في هذا البلد الصغير وبين البحريني الأصيل البحريني الذي مهما قسى عليه زمانه لا يمكن أبداً أن يمد يده طالباً عوناً من أجنبي فما بالك من أمريكي، المعركة الآن في صندوق الانتخابات هذا بين كل مواطن بحريني وبين الولايات المتحدة الأمريكية (بجلالة قدرها)، معركة تحدٍ بين كل بحريني وبينها في لجمها وقلع مسمارها عبر ورقة الصندوق هذه، ورقتي التي سأضعها في الصندوق هي (لا) كبيرة أقولها للتدخل الأمريكي حتى لو كانت بيضاء، إلا أنها بيضاء تسر الناظرين للشموخ البحريني صوتي رقم صعب لن يتجاوزه عملاء أمريكا هذه المرة.
«التصفير» مهمة وليست رغبة، سيستميت من أجلها الخونة وعملاء أمريكا،»التصفير» هي ورقة إثبات نسب لهذه الأرض أم لذلك الإمام القابع في قم، سيفعلون المستحيل هذه المرة، سيرهبون الناس، سيقطعون الطريق سيسدون منافذ القرى، سيلقون المولوتوف والحجارة وستصدر فتاوى التحريم وشهادة تكفير الوطنية من قبل جمعيات الذيل.
ورقتي في صندوق الاقتراع هذه المرة هي ليست لنائب يمثلني وليست لأسرة تحكمني وليست لنظام خذلني وليست لحكومة لي عليها تحفظات، ورقتي هي (لا) للتدخل الأمريكي، هي (لا) لعيسى قاسم و(لا) لعلي سلمان وزمرتهما... الزبدة أمريكا وعلي سلمان يحتاجان وبشدة النسبة الضعيفة حتى يقال إنه لا شعب موجوداً في البحرين سوى أتباع الولي الفقيه الإيراني.. والقرار قراركم.