المبرر الوحيد الذي ستحتاجه الولايات المتحدة الأمريكية أمام المجتمع الدولي كي تستخدمه لإتمام مشروعها وتحويل البحرين إلى عراق ثانٍ هو «نسبة التصويت» في صناديق انتخابات 2014، لنتذكر هذا جيداً.
ويحتاج التحالف «الشيطاني الأمريكي» إلى فعل المستحيل كي يمنع الشعب البحريني من الوصول لصندوق الاقتراع عام 2014، يحتاج إلى نسبة ضئيلة من المشاركة والتصويت، ليثبت بها دعواه بأن عيسى قاسم وعلي سلمان هما ممثلا الشعب البحريني، يحتاج خامنئي هذه النسبة، ويحتاج مالينوسكي هذه النسبة، وسيبذل هذا التحالف الشيطاني في سبيل ذلك كل ما يستطيع أن يقوم به من حلال ومن حرام، بالكذب بالتدليس بقلب الحقائق بالعنف بالإرهاب بالفتوى الدينية بكل ما يستطيع وما يملك، وحده الشعب البحريني القادر على صد هذا العدوان وسحب ورقة التدخل الأمريكي من يده. من الآن بدأ هذا التحالف معركته ووضع جدولاً زمنياً لتفعيلها، فهو يرى تصفير الصندوق معركته المصيرية الآن، التصفير أو النسبة الضئيلة من المشاركة وحدها فقط التي سيدعي من خلالها أنه ممثل عن الشعب البحريني، وسيكون حراكاً محموماً للحث على «تصفير» الصناديق، لن يكتفي هذا التحالف بصحيفتهم أو بحسابهم في التويتر كما تفعل الدولة لتحبيط الناس ومنعهم من المشاركة، بل سيستخدم المنبر الديني والسياسي والإعلامي، وسيفعل الحراك الميداني، وقد بدأ ذلك من الآن، ستكون هناك زيارات ميدانية للمجالس والمآتم والمساجد، سيستخدم أسلوب الترغيب والترهيب، هناك خطة عمل وضعت لهذه المعركة. وللوصول للمرأة، أي الوصول إلى خمسين في المائة من الكتلة الانتخابية وضع خطة -هذا ما يفسر كثافة حراك الوفاقيات للمجالس النسائية- وسيستخدم المنبر الديني في عاشوراء، فماذا فعلت الدولة؟ وبماذا استعدت؟ وماذا فعلت المؤسسات الأهلية من جمعيات سياسية ومدنية وخيرية وأخرى للاستعداد لهذه المعركة البحرينية المصيرية، التي تحتاج إلى رافعة كبيرة تصل لعقل المواطن كي تقنعه بنفض غبار الإحباط والالتفاف إلى استحقاقات الوطن، فأي رافعة ممكن أن تحرك المواطن الذي قرر إدارة ظهره للصندوق الانتخابي لأسباب أخرى سيستغلها التحالف الشيطاني لصالحه؟ أي «رافعة» ممكن أن تحرك مجاميع من المثقفين ومن التجار ومن المصرفيين ومن الناشطين كانت لهم البحرين أماً حنوناً فزعوا لها حين «حجت حجايجها»، ثم نسوا البحرين وأسقطوها من حساباتهم الخاصة فانشغلوا بأرباحهم وخسائرهم، ففرقوا الشمل وافتعلوا معارك صغيرة وتافهة ومطالبات بمكافآت نظير مواقفهم الوطنية أيام الأزمة؟
هذه «الرافعة» عمل جماعي وطني بحريني يتحمل مسؤولية إعدادها وتركيبها وتشغيلها كل فرد وكل مؤسسة، كل رجل وكل امرأة من الآن وإلى أن يحين موعد رمي ورقة التصويت.
تحتاج إلى عمل جماعي مؤسسي رسمي وأهلي، وإلى خطة تسويق وإلى تسخير جميع الإمكانيات، نحتاج إلى طاولة مستديرة تضع تصوراً للأربعة أشهر القادمة تحرك فيها المجاميع من موظفين ومن متطوعين.. إنها البحرين التي ستواجه «التحالف الشيطاني» فهل جهزتم الرافعة؟