كما قال خليفة بن سلمان «الآذان اكتفت وسئمت من سماع الأصوات المسيئة للبحرين، وقد أصبح العالم يميز بين الغث والسمين وبانت له الحقائق»، نقول ما يجري في البحرين لا يحتاج أقماراً صناعية ولا تلسكوب «هابل» ولا بابل، بل هو واضح وضوح العين؛ تراه أمريكا قبل أن تراه بكين، وتعلم به إيران وتعلم به بريطانيا ويعلم به الاتحاد الأوروبي بكامل عدده ودوله، جميعهم يعلمون أن الإرهاب في البحرين مصدره الميليشيات التابعة لإيران، كما يعلمون أن القضية في البحرين ليس لها علاقة بحقوق إنسان ولا قضية أديان ولا إسكان، فلو كانت القضية لها علاقة بحقوق الإنسان؛ لماذا لم يهب الغرب وأمريكا لإغاثة سكان أفريقيا الوسطى وبورما والعراق وسوريا واليمن ولبنان؟ أليست هناك دماء تسفك وأعراض تنتهك دون حساب ولا عنوان في صحف ولا قنوات أخبار؟ لكن يتكتم عليها الإعلام الغربي، وكذلك مع الأسف الإعلام العربي، كما تغض الطرف عنها منظمات حقوق الإنسان.
العالم يعرف ويعي ما يدور في البحرين، ويعرف حقيقة قاسم وعلي سلمان ومعهما مرزوق بأنهم أتباع لإيران، وأنهم يسعون لانتزاع الحكم وتسليمه حتى يكون القرار في يد إيران، فتأتي بوارجها وتحمل صواريخها الحسين وشهاب وعاشوراء، وذلك لإعداد العدة ودخول المنطقة الشرقية وإحاطة الخليج من البحرين حتى عمان.. نعم يعلمون الحقيقة ويدرون ماذا يجري في البحرين.. يعلمون تمام العلم وأكثر مما نعلم، فهم يعلمون ما فوق الأرض وما تحت السراديب، ولديهم معلومات كاملة قبل كل عملية تفجير، كما لديهم جدول الأعمال الإرهابية اليومية.
نعم؛ لقد طنت آذاننا من الكلام السيئ والخبيث عن البحرين ممن يدعون أنهم مواطنون شرفاء وأن قصدهم الإصلاح، فمن يقصد الإصلاح والمواطن الشريف لا يتحدث عن البحرين وكأنها دولة عدوة، ويتحدث عن نظامها الشرعي كأنه نظام مغتصب، وأن حكامه مثل حكام العراق وسوريا وإيران، ولكنهم يعرفون الحقيقة ويوقنونها في أنفسهم بأنهم يكذبون، ولكن النفس الشريرة التي فطرت على الحقد والكراهية ورضعت الخيانة لا تبالي الكذب بل تعشقه وتتعبد به.
ولكن الباطل مهما استكبر يتقهقر، وها هو المجتمع الدولي اليوم يتقهقر عندما عجز عن إدانة البحرين لأنه لا يملك دليلاً دامغاً، فلو امتلكه لما احتاج إلى مراسلين ولا لتقارير ولا لمبعوثين ولا لمنظمات حقوقية ولا مساعد وزير للخارجية ولا اتحاد أوروبي ولا أمم متحدة ولا رئيس أمريكي كي يلصقوا التهم بالنظام البحريني، كما لم يحتج إلى هذه السنوات فقط ليدين البحرين بأنها «انتهكت» حقوق الإنسان، لذلك لجأ هذا المجتمع الدولي إلى الكذابين والدجالين كي يفبركوا الأحداث ويؤلفوا الروايات ويصوغوا التقارير التي ترسلها الوفاق والأخبار التي تنشرها مواقعهم وتوثقها صحيفتهم، هذه الصحيفة التي لم تنشر يوماً خبراً طيباً واحداً عن البحرين، فهي تتكتم على الأخبار الطيبة والإنجازات والمشاريع التي تقدمها الدولة للمواطنين، في الوقت الذي تنشر كل خبر طيب عن إيران، حتى باتت الأخبار نفسها كل يوم معادة ومكررة بنفس النصوص والعناوين، نعم أخبار تنشرها ماكينة الكراهية التي نسيت حتى ماكينتهم طباعة خبر طيب لأن إشعاعها وحبرها تعودا على قبيح الكلام وعلى نقش الكذب وتزيين الإرهاب.
ورغم أنف الحاقدين ورغم أنف العملاء ستسير البحرين بإذن الله وعلى بركة الله وتواصل مسيرة البناء والعطاء، وستتصدر كل الدول إن شاء الله في كل أمر مرشد، لأنها سنة الله بأن الخبيث يذهب ويبقى ما ينفع الناس، وسترون إن شاء الله خاتمة أهل السوء وكيف سيكبون في مزابل التاريخ كما كب جدهم الكبير ابن العلقمي.
- لشعب البحرين الأصيل..
اصبروا وصابروا فأنتم اليوم والله على ثغر، فأنتم تحمون أرض الإسلام وبصبركم وتحملكم وتضحياتكم سيجزيكم الله خير الجزاء، وهذه المحن هي تصفية لكم فيميز الله منكم الصابرين ويمتحن إيمانهم، وهذه البحرين تطالبكم أن تردوا عليها ديناً في رقبتكم سيسألكم الله عنه يوم القيامة، ورد الجميل لا يرده إلا أهل الجميل، وأنتم يا أهل البحرين أهل الجميل وأنتم من أصلاب الرجال الذين لم تبدل أرضهم ولم يتنازلوا عن شبر منها رغم شظف العيش ورغم ما مرت به البحرين من ظروف، فبقي الرجال وكذلك سيبقون الأبناء ليبنوا بلداً قوياً يعيش فيه أحفادهم ليتذكروا دولة آبائهم وأجدادهم، إنه الوفاء بالدين، فمن يوفي حق البحرين إلا أهلها.. أهل النخوة والشيم.