في الوقت الذي يبذل فيه جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد الجهد الكبير الرامي لتهيئة الأجواء بغية الانتقال سوية إلى المرحلة الجديدة التي يعود فيها أهل البحرين جميعاً إلى حيث يتمكنون من القيام بأدوارهم في عملية البناء والتنمية، فيوصلون من خلال لقاءاتهم المتواصلة بالمواطنين في ليالي شهر رمضان المبارك الرسائل التي تصب في هذا الاتجاه وتبشر بإغلاق ملف السنوات الثلاث العجاف، في نفس هذا الوقت يحرص البعض على توصيل رسائل أخرى نقيضة، لعل أبرزها ما تم تنفيذه ليلة الأربعاء الماضية في العديد من الشوارع تحت عنوان «البدريون»، حيث تم اختطافها وإشعال النيران في إطارات السيارات ثم التفاخر بأن «الثوار يحكمون سيطرتهم على العديد من الشوارع والتقاطعات الرئيسة».
فعلان متناقضان؛ الأول مطلوب ويعني أن القيادة على استعداد لعمل كل ما يمكن أن يعين على عودة الهدوء إلى البلاد وعودة المتحاورين إلى طاولة الحوار وإفساح المجال للعقل كي يعمل ويحكم بدلاً عن العواطف والانتماءات الضيقة، والثاني مرفوض ويعني أن البعض لايزال أسير أحلامه وبعيداً عن التحلي بالمسؤولية الوطنية وينظر إلى الأمور من زاوية ضيقة تمنعه من الرؤية المعينة على فهم المشهد كما ينبغي.
لا يوجد عاقل إلا ويوافق على كل ما تضمنته رسائل القيادة في هذا الشهر الكريم بشكل خاص، وأساسها أن المسؤولية الوطنية تستوجب تعزيز روح الانتماء وحب الوطن كقيم راسخة وأن الشرعية والقانون والتوافق والتفاؤل بالمستقبل ثوابت لا يمكن الحياد عنها.
الفارق بين القيادة وذلك البعض هو أن القيادة تتسم بالمرونة وتمتلك القدرة على تحليل واقع المنطقة ورؤية مستقبلها، فما تمتلكه من خبرات وتجارب وعلاقات دولية تعينها على قراءة المشهد كاملاً، بينما يفتقد ذلك البعض لتلك المرونة ولتلك القدرة على القراءة والتحليل ورؤية المستقبل، فهذا البعض ينطلق في فهمه من العواطف وتنقصه الخبرة والتجربة وكثيراً من المعرفة التي بالتأكيد لا يمكن أن تتاح له وهو أسير الفكر «الثوري».
هذا الوضع يدفع إلى التساؤل عن «القياديين» في الجمعيات السياسية والدور المنوط بهم في هذه المرحلة التي لابد أن تهدأ فيها البلاد، فما يدور في المنطقة من أحداث متلاحقة وتناقضات لا تفضي إلا إلى مزيد من الفوضى ومزيد من التشتت الذي إن بقيت بلادنا تعيش واقعها غير المريح اليوم فإنها لن تعرف الراحة مستقبلاً وستصير بعد قليل جزءاً من ذلك الذي يدور ولا ينتج رابحاً.
لابد أن يقوم المعنيون بالجمعيات السياسية بدورهم الوطني في هذه الفترة، ليس بإرسال رسائل التهدئة فقط ولكن بالعمل على التهدئة والتأكيد على المرونة التي تتطلبها المرحلة واقتناص الفرصة التي ربما لا تتكرر قريباً أو لا تتكرر بالمرة، فما تطرحه القيادة اليوم ربما لا تتمكن من طرحه غداً أو بعد غد.
ولكن، هل بإمكان الجمعيات السياسية القيام بالدور الوطني الذي لابد أن تقوم به في هذه الفترة؟ هل بإمكانها اقتناص الفرصة لتحقق لجمهورها على الأقل كثيراً مما وعدته به ولا يمكن أن تحققه لو تغيرت الظروف؟
في اعتقادي أنها تستطيع، ولكن عليها قبل كل شيء أن تضع ذلك البعض الرافض لكل تهدئة وخير في حجمه الطبيعي وتحيده بل تبعده عن دائرة التأثير في «الجماهير» التي هي مثله دون القدرة على قراءة الساحة قراءة صحيحة.
المرحلة الجديدة تتطلب من الجمعيات السياسية التحرر من ربقة ذلك البعض الذي أطلق العنان لخياله حتى انفصل عن الواقع، وتتطلب منها العمل بعيداً عن أسلوب التشكيك في المرامي والغايات، فالأحوال اليوم وبسبب إيقاع الأحداث السريع الذي تشهده المنطقة تفرض عليها القيام بمسؤوليتها الوطنية.
فعلان متناقضان؛ الأول مطلوب ويعني أن القيادة على استعداد لعمل كل ما يمكن أن يعين على عودة الهدوء إلى البلاد وعودة المتحاورين إلى طاولة الحوار وإفساح المجال للعقل كي يعمل ويحكم بدلاً عن العواطف والانتماءات الضيقة، والثاني مرفوض ويعني أن البعض لايزال أسير أحلامه وبعيداً عن التحلي بالمسؤولية الوطنية وينظر إلى الأمور من زاوية ضيقة تمنعه من الرؤية المعينة على فهم المشهد كما ينبغي.
لا يوجد عاقل إلا ويوافق على كل ما تضمنته رسائل القيادة في هذا الشهر الكريم بشكل خاص، وأساسها أن المسؤولية الوطنية تستوجب تعزيز روح الانتماء وحب الوطن كقيم راسخة وأن الشرعية والقانون والتوافق والتفاؤل بالمستقبل ثوابت لا يمكن الحياد عنها.
الفارق بين القيادة وذلك البعض هو أن القيادة تتسم بالمرونة وتمتلك القدرة على تحليل واقع المنطقة ورؤية مستقبلها، فما تمتلكه من خبرات وتجارب وعلاقات دولية تعينها على قراءة المشهد كاملاً، بينما يفتقد ذلك البعض لتلك المرونة ولتلك القدرة على القراءة والتحليل ورؤية المستقبل، فهذا البعض ينطلق في فهمه من العواطف وتنقصه الخبرة والتجربة وكثيراً من المعرفة التي بالتأكيد لا يمكن أن تتاح له وهو أسير الفكر «الثوري».
هذا الوضع يدفع إلى التساؤل عن «القياديين» في الجمعيات السياسية والدور المنوط بهم في هذه المرحلة التي لابد أن تهدأ فيها البلاد، فما يدور في المنطقة من أحداث متلاحقة وتناقضات لا تفضي إلا إلى مزيد من الفوضى ومزيد من التشتت الذي إن بقيت بلادنا تعيش واقعها غير المريح اليوم فإنها لن تعرف الراحة مستقبلاً وستصير بعد قليل جزءاً من ذلك الذي يدور ولا ينتج رابحاً.
لابد أن يقوم المعنيون بالجمعيات السياسية بدورهم الوطني في هذه الفترة، ليس بإرسال رسائل التهدئة فقط ولكن بالعمل على التهدئة والتأكيد على المرونة التي تتطلبها المرحلة واقتناص الفرصة التي ربما لا تتكرر قريباً أو لا تتكرر بالمرة، فما تطرحه القيادة اليوم ربما لا تتمكن من طرحه غداً أو بعد غد.
ولكن، هل بإمكان الجمعيات السياسية القيام بالدور الوطني الذي لابد أن تقوم به في هذه الفترة؟ هل بإمكانها اقتناص الفرصة لتحقق لجمهورها على الأقل كثيراً مما وعدته به ولا يمكن أن تحققه لو تغيرت الظروف؟
في اعتقادي أنها تستطيع، ولكن عليها قبل كل شيء أن تضع ذلك البعض الرافض لكل تهدئة وخير في حجمه الطبيعي وتحيده بل تبعده عن دائرة التأثير في «الجماهير» التي هي مثله دون القدرة على قراءة الساحة قراءة صحيحة.
المرحلة الجديدة تتطلب من الجمعيات السياسية التحرر من ربقة ذلك البعض الذي أطلق العنان لخياله حتى انفصل عن الواقع، وتتطلب منها العمل بعيداً عن أسلوب التشكيك في المرامي والغايات، فالأحوال اليوم وبسبب إيقاع الأحداث السريع الذي تشهده المنطقة تفرض عليها القيام بمسؤوليتها الوطنية.