الأيام العشرة الماضية أثبتت أن الصراع بين تيارين رئيسين هما الليبرالي والديني مازال قائماً ولم ينته أبداً، رغم الصراعات والتجاذبات والخلافات وحتى الانهيارات التي شهدتها التيارات السياسية البحرينية طوال العقود الفائتة.
وهي باعتقادي فرصة مهمة ينبغي التعرف فيها حول امتداد الصراع بين الليبرالي والديني في المجتمع البحريني، لأنه بات صراعاً غير محسوم رغم المعارك التاريخية الدائرة بين الطرفين.
الليبراليون حاولوا كثيراً الحفاظ على انفتاح نهاية الخمسينات وحتى نهاية السبعينات، ولكن جميع محاولاتهم كانت فاشلة، فالمجتمع مازال متمسكاً بتقاليده وقيمه المحافظة، وإن كان هناك انفتاح مفروض على المجتمع من الخارج بسبب محركات ظاهرة العولمة.
بالمقابل فإن الدينيين أو حتى الإسلاميين لم يتمكنوا بعد من فرض رؤاهم وتصوراتهم المختلفة على المجتمع. فرغم تغلغلهم في المجتمع، وداخل مؤسسات الدولة، وتكوينهم لدوائر النفوذ السياسية طوال العقود الماضية، إلا أنهم يجدون المجتمع عصياً على أفكارهم، رغم قناعتهم بأنه مجتمع تقليدي ومحافظ للغاية.
المفارقــــة هنــــا، أن الليبرالييـــن حاولـــوا فرض أيديولوجياتهم على المجتمع ففشلوا، والإسلاميين أيضاً حاولوا فرض أيديولوجياتهم على المجتمع ففشلوا!
السؤال إذاً؛ لماذا يفشل كل تيار سياسي في فرض رؤاه وتصوراته على المجتمع رغم القدرات والإمكانات الهائلة التي يتمتع بها؟
الإجابة معروفة، وليست بجديدة، ولكن غالباً ما يتم إنكارها أو تجاهلها. وهي أن مجتمع البحرين تعددي، به مجموعة من المكونات التي لا تقبل التهميش أو الإقصاء من أي طرف كان، وبناءً على هذه الحقيقة على كافة المكونات أن تحترم بعضها بعضاً، وأن تقبل بالتعايش مع الآخر رغم الاختلافات والانقسامات وتعارض المصالح في أحايين كثيرة.
منذ بواكير القرن العشرين، وحتى اليوم تعاقبت العديد من التيارات السياسية بتنظيماتها المختلفة، وجميعها أخفقت تماماً في تحقيق مشاريعها السياسية، وآخر هذه المحاولات الفاشلة مشروع إقامة نظام ولاية الفقيه في البحرين الذي مازالت تداعيات فشله قائمة حتى الآن.
وحتى التيارات والتنظيمات السياسية التي ستظهر الآن أو مستقبلاً ستفشل في تحقيق مشاريعها السياسية، وستفشل في تسويق أيديولوجياتها إذا تجاهلت فهم حقيقة مجتمع البحرين.
للأسف حقيقة هذا المجتمع معروفة، ولكن أغلـــب السياسيين يتجاهلونها، ويحاولـــون الهروب منها، لأنها تمثل تحدياً أمامهم، وحائطاً أمام تنفيذ أجندتهم.
إلى الآن لم يظهر مشروع سياسي من قبل جميع التيارات والتنظيمات يحاول التوفيق بين مختلف الاتجاهات والمصالح لتكوين مصلحة مشتركة جامعة قادرة على أن تحظى بالقبول من الجميع. وإلى أن يظهر مثل هذا المشروع، ستظل جميع التيارات والتنظيمات ترى في مصلحتها الخاصة مصلحة البحرين!
{{ article.visit_count }}
وهي باعتقادي فرصة مهمة ينبغي التعرف فيها حول امتداد الصراع بين الليبرالي والديني في المجتمع البحريني، لأنه بات صراعاً غير محسوم رغم المعارك التاريخية الدائرة بين الطرفين.
الليبراليون حاولوا كثيراً الحفاظ على انفتاح نهاية الخمسينات وحتى نهاية السبعينات، ولكن جميع محاولاتهم كانت فاشلة، فالمجتمع مازال متمسكاً بتقاليده وقيمه المحافظة، وإن كان هناك انفتاح مفروض على المجتمع من الخارج بسبب محركات ظاهرة العولمة.
بالمقابل فإن الدينيين أو حتى الإسلاميين لم يتمكنوا بعد من فرض رؤاهم وتصوراتهم المختلفة على المجتمع. فرغم تغلغلهم في المجتمع، وداخل مؤسسات الدولة، وتكوينهم لدوائر النفوذ السياسية طوال العقود الماضية، إلا أنهم يجدون المجتمع عصياً على أفكارهم، رغم قناعتهم بأنه مجتمع تقليدي ومحافظ للغاية.
المفارقــــة هنــــا، أن الليبرالييـــن حاولـــوا فرض أيديولوجياتهم على المجتمع ففشلوا، والإسلاميين أيضاً حاولوا فرض أيديولوجياتهم على المجتمع ففشلوا!
السؤال إذاً؛ لماذا يفشل كل تيار سياسي في فرض رؤاه وتصوراته على المجتمع رغم القدرات والإمكانات الهائلة التي يتمتع بها؟
الإجابة معروفة، وليست بجديدة، ولكن غالباً ما يتم إنكارها أو تجاهلها. وهي أن مجتمع البحرين تعددي، به مجموعة من المكونات التي لا تقبل التهميش أو الإقصاء من أي طرف كان، وبناءً على هذه الحقيقة على كافة المكونات أن تحترم بعضها بعضاً، وأن تقبل بالتعايش مع الآخر رغم الاختلافات والانقسامات وتعارض المصالح في أحايين كثيرة.
منذ بواكير القرن العشرين، وحتى اليوم تعاقبت العديد من التيارات السياسية بتنظيماتها المختلفة، وجميعها أخفقت تماماً في تحقيق مشاريعها السياسية، وآخر هذه المحاولات الفاشلة مشروع إقامة نظام ولاية الفقيه في البحرين الذي مازالت تداعيات فشله قائمة حتى الآن.
وحتى التيارات والتنظيمات السياسية التي ستظهر الآن أو مستقبلاً ستفشل في تحقيق مشاريعها السياسية، وستفشل في تسويق أيديولوجياتها إذا تجاهلت فهم حقيقة مجتمع البحرين.
للأسف حقيقة هذا المجتمع معروفة، ولكن أغلـــب السياسيين يتجاهلونها، ويحاولـــون الهروب منها، لأنها تمثل تحدياً أمامهم، وحائطاً أمام تنفيذ أجندتهم.
إلى الآن لم يظهر مشروع سياسي من قبل جميع التيارات والتنظيمات يحاول التوفيق بين مختلف الاتجاهات والمصالح لتكوين مصلحة مشتركة جامعة قادرة على أن تحظى بالقبول من الجميع. وإلى أن يظهر مثل هذا المشروع، ستظل جميع التيارات والتنظيمات ترى في مصلحتها الخاصة مصلحة البحرين!