من ينصف حارس مرمى نادي النجمة والمنتخب الوطني لكرة اليد وعميد لاعبي اليد البحرينية محمد أحمد الذي تجاوز عمره الأربعين سنة بل أنه يكاد يكون أكبر حارس مرمى مثل بلاده في بطولة كأس العالم وما يزال يقدم دروساً في الولاء والإخلاص سواء في النادي أو المنتخب فضلاً عن التضحيات الكثيرة التي قدمها طوال مشواره الرياضي ومع ذلك مايزال يعيش مع والده بانتظار منزل الأحلام الذي طال انتظاره رغم أحقيته في الحصول عليه كمواطن مخلص!
ليس هذا فحسب بل أنه ما يزال يستجدي ناديه لتنظيم احتفالية اعتزالية كان يخطط لها منذ أكثر من ست سنوات دون جدوى !
و الأدهى من ذلك أنه يعاني هذه الأيام من إصابة في الكتف تحتاج لتدخل جراحي لا تتجاوز تكلفته الألف دينار دون أن يجد من يعينه على إجراء هذه العملية للتخلص من الآلام التي تسببها له !
حتى عندما اضطر للاتجاه إلى المستشفيات الحكومية صدم بأزمة المواعيد التي تتطلب منه أن ينتظر لثلاثة أشهر حتى يأتي دوره دون أن يجد من يساعده لتخفيض هذه المدة !
كل ذلك يحدث للاعب دولي خدم كرة اليد البحرينية بكل إخلاص ووفاء دون ضجيج ودون تذمر ودون أن يلجأ إلى الإعلام لتحريك قضيته أو بالأحرى قضاياه الإنسانية!
حتى هذا الطرح لا يعلم عنه شيئاً و لكنني استخلصته من أحد المقربين جداً منه و قررت طرحه في هذه الأيام المباركة المتبقية من شهر رمضان الفضيل لعل وعسى أن تجد كلماتي صدى إيجابياً ممن يعنيهم أمر الرياضة و الرياضيين قي مملكتنا الغالية البحرين .
أعلم جيداً أن نادي النجمة الذي ينتمي إليه العميد محمد أحمد لا يعير قضايا هذا اللاعب أي اهتمام فهو غارق في قضاياه الإدارية والمالية و صراعاته الشخصية التي يعلم الله متى ستنتهي !
لكنني أخاطب الجهات المختصة الأخرى التي تملك القدرة على تأمين السكن اللائق و تأمين العلاج المناسب لهذا اللاعب المثالي الذي يتخذ من الانضباط منهجاً له في زمن أصبح فيه الانضباط والالتزام و التفاني والإخلاص عملات نادرة جداً!
لقد قطعت الرياضة البحرينية شوطاً طويلاً من التطور في مجال رعاية اللاعبين وبالأخص المميزين من حيث رصد الحوافز و توفير التأمين الصحي وهذا ما يجعلني أوجه هذا الخطاب لمن يعنيهم أمر اللاعبين المميزين من أمثال محمد أحمد، وكلي ثقة في أن هذا الخطاب سيحرك المياه الراكدة لإنصاف هذا اللاعب.
فقط أتمنى أن يكون هذا التحرك اليوم قبل الغد فقد سئم العميد الانتظار رغم أنه ما يزال صامداً و صامتاً!