الجميع ينتظر الحل؛ لأن الجميع تأثر بهذا الغريب على البحرين وأهلها الطيبين المسالمين والمتآخين دائماً، والجميع صار يدرك أنه كلما أوغلت المشكلة في الزمن كلما تعقدت أكثر وضاقت السبل التي يمكن أن تفضي إلى حيث يتوفر الحل الذي لابد من الوصول إليه في خاتمة المطاف.
في الأيام الأخيرة بدأ الجميع يشعر بأن شيئاً ما جميلاً صار يحلق في الهواء، وأن تفاهماً ما قد حدث ويبشر باتفاق على جل، إن لم يكن كل نقاط الخلاف، وأن البلاد في طريقها للانتقال إلى مرحلة جديدة يعطي من خلالها أهل البحرين مثالاً عن مدى قدرتهم على تجاوز الأزمات والتعامل مع الأحداث والمتغيرات ومختلف المؤثرات والنظر إلى الحياة بعيونهم التي تعودوا النظر بها إلى المستقبل.
المدقق في الكلمات السامية التي ألقاها صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى خلال زياراته للمحافظات ولقاءاته بالمواطنين في المجالس الرمضانية، وفي تصريحات سمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد في زياراتهم إلى مجالس المواطنين والربط بينها، يمكنه أن يستنتج ما يعين على تعزيز فكرة أن في الطريق أخباراً جيدة. يساعد على ذلك تصريحات وزيري الخارجية والداخلية ومختلف المسؤولين بالدولة وكلها تصريحات إيجابية ترسخ قيم حب الوطن.
والمتابع للصريحات المستفزة لبعض الذين اختاروا البقاء في الخارج، والتي كثرت هذه الأيام، يمكنه التوصل إلى أن الجمعيات السياسية ساعدتها «مرونتها» على التوصل إلى اتفاقات يمكن أن تفضي إلى الحل المرتقب، حيث دأب أولئك «الصقور» على مهاجمة هذه الجمعيات كلما شعروا بالاقتراب إلى المساحة التي يمكن أن تسهل طريق التفاهم والحل، ودأبوا على شحن الصغار ودفعهم إلى الشوارع لاختطافها وإشعال النيران وتعطيل الحياة والدخول في مواجهات مع رجال الأمن، أملاً في الحصول على «شهيد» جديد يسهم في إفشال أي مشروع للتفاهم والمصالحة والتفرغ للبناء.
التدقيق في كل تلك التصريحات من شأنه أن يوفر الإحساس الذي افتقدناه في السنوات الثلاث الأخيرة، والاستنتاج بأن شيئاً ما موجباً سيحدث قريباً، وأن هذا الشيء الجميل سيكون في الثلث الأخير من هذا العام.
يعين على هذا الاستنتاج معرفة الناس بدخول «آخرين» على الخط ليستفاد من خبراتهم وتجاربهم وليقوموا بدور تهيئة الساحة وترطيب الأجواء التي تعين على تقريب وجهات النظر والوصول إلى اتفاقات نهائية تمنع عودة ما مررنا به إلى الأبد. وليس بالضرورة أن يفهم من «آخرين» دول بعينها، فهناك دائماً من يتوسم فيه الخير ويمكن أن يكون فاعلاً في مثل هذه الظروف.
نظرة متفائلة؟ بالتأكيد، هي كذلك، وهي ما نحتاجه بشدة في هذه الفترة، لابد أن نتفاءل لنجد الخير، ولابد أن يعمل الجميع في مثل هذه الظروف بهمة وبنية صادقة كي نتمكن من إزالة كل العقبات والتوصل إلى ما يعيننا على رمي ما جرى علينا كله وراء ظهورنا.
لذا فإن من المهم في هذه المرحلة تقليل التصريحات النارية التي تعود البعض في الخارج -وحتى في الداخل- إطلاقها بغية إشعال الوضع وحرصاً على ألا يقل حماس الشباب الذي تم استغلاله بصورة بشعة في السنوات الثلاث الكريهة. ليس تقليلها فقط وإنما استبدالها بتصريحات تتسم بالمسؤولية يمكن أن تكون سبباً في مزيد من التهدئة التي تحتاجها المرحلة، فليس مناسباً مثلاً القول بـ»أننا لن نقبل، ولن نسامح، ولن نفرط، ولن ننسى، ولن نفعل..» إلى آخر هذه «اللنات» التي لا يأتي منها خير.
لا توجد مشكلة ليس لها حل، ولا توجد مشكلة تستمر إلى الأزل، ولابد من التعاون للوصول إلى ذلك الباب الجميل المفضي إلى الحل النهائي والدائم.
{{ article.visit_count }}
في الأيام الأخيرة بدأ الجميع يشعر بأن شيئاً ما جميلاً صار يحلق في الهواء، وأن تفاهماً ما قد حدث ويبشر باتفاق على جل، إن لم يكن كل نقاط الخلاف، وأن البلاد في طريقها للانتقال إلى مرحلة جديدة يعطي من خلالها أهل البحرين مثالاً عن مدى قدرتهم على تجاوز الأزمات والتعامل مع الأحداث والمتغيرات ومختلف المؤثرات والنظر إلى الحياة بعيونهم التي تعودوا النظر بها إلى المستقبل.
المدقق في الكلمات السامية التي ألقاها صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى خلال زياراته للمحافظات ولقاءاته بالمواطنين في المجالس الرمضانية، وفي تصريحات سمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد في زياراتهم إلى مجالس المواطنين والربط بينها، يمكنه أن يستنتج ما يعين على تعزيز فكرة أن في الطريق أخباراً جيدة. يساعد على ذلك تصريحات وزيري الخارجية والداخلية ومختلف المسؤولين بالدولة وكلها تصريحات إيجابية ترسخ قيم حب الوطن.
والمتابع للصريحات المستفزة لبعض الذين اختاروا البقاء في الخارج، والتي كثرت هذه الأيام، يمكنه التوصل إلى أن الجمعيات السياسية ساعدتها «مرونتها» على التوصل إلى اتفاقات يمكن أن تفضي إلى الحل المرتقب، حيث دأب أولئك «الصقور» على مهاجمة هذه الجمعيات كلما شعروا بالاقتراب إلى المساحة التي يمكن أن تسهل طريق التفاهم والحل، ودأبوا على شحن الصغار ودفعهم إلى الشوارع لاختطافها وإشعال النيران وتعطيل الحياة والدخول في مواجهات مع رجال الأمن، أملاً في الحصول على «شهيد» جديد يسهم في إفشال أي مشروع للتفاهم والمصالحة والتفرغ للبناء.
التدقيق في كل تلك التصريحات من شأنه أن يوفر الإحساس الذي افتقدناه في السنوات الثلاث الأخيرة، والاستنتاج بأن شيئاً ما موجباً سيحدث قريباً، وأن هذا الشيء الجميل سيكون في الثلث الأخير من هذا العام.
يعين على هذا الاستنتاج معرفة الناس بدخول «آخرين» على الخط ليستفاد من خبراتهم وتجاربهم وليقوموا بدور تهيئة الساحة وترطيب الأجواء التي تعين على تقريب وجهات النظر والوصول إلى اتفاقات نهائية تمنع عودة ما مررنا به إلى الأبد. وليس بالضرورة أن يفهم من «آخرين» دول بعينها، فهناك دائماً من يتوسم فيه الخير ويمكن أن يكون فاعلاً في مثل هذه الظروف.
نظرة متفائلة؟ بالتأكيد، هي كذلك، وهي ما نحتاجه بشدة في هذه الفترة، لابد أن نتفاءل لنجد الخير، ولابد أن يعمل الجميع في مثل هذه الظروف بهمة وبنية صادقة كي نتمكن من إزالة كل العقبات والتوصل إلى ما يعيننا على رمي ما جرى علينا كله وراء ظهورنا.
لذا فإن من المهم في هذه المرحلة تقليل التصريحات النارية التي تعود البعض في الخارج -وحتى في الداخل- إطلاقها بغية إشعال الوضع وحرصاً على ألا يقل حماس الشباب الذي تم استغلاله بصورة بشعة في السنوات الثلاث الكريهة. ليس تقليلها فقط وإنما استبدالها بتصريحات تتسم بالمسؤولية يمكن أن تكون سبباً في مزيد من التهدئة التي تحتاجها المرحلة، فليس مناسباً مثلاً القول بـ»أننا لن نقبل، ولن نسامح، ولن نفرط، ولن ننسى، ولن نفعل..» إلى آخر هذه «اللنات» التي لا يأتي منها خير.
لا توجد مشكلة ليس لها حل، ولا توجد مشكلة تستمر إلى الأزل، ولابد من التعاون للوصول إلى ذلك الباب الجميل المفضي إلى الحل النهائي والدائم.