رائعــة هــي كـرة القــدم العالميــة عندما تطل علينا بوجهها الجميل، تجبرنا على متابعة أدق تفاصيلها وتحكي لنا واقعاً متطوراً في إدارة منظومتها بفكر متقدم يعطي للجانب الأقتصادي جانباً مهماً بالتوازي مع المستوى الفني الراقي بنماذج لأندية عالمية تحقق البطولات وملايين الدولارات من الأرباح سنوياً .
هذا الوجه الجميل يقابله وجه آخر خفي بإمكانه أن يشوه من جمال كرة القدم.
مع انتهاء فترة الميركاتو الصيفي كثرت الأقاويل عن صفقات انتقال اللاعبين وظهرت على السطح خبايا وأمور تتعلق بوكلاء اللاعبين ودورهم في عملية تسويق لاعبيهم وزيادة سعرهم كما حصل مع خورخي مينديز وكيل أشهر اللاعبين والمدربين ومنهم على سبيل المثال كريستيانو رونالدو ، خاميس رودريغيز ، فالكاو والمدرب جوزيه مورينيو. مينديز استغل قوة علاقته مع فلورينتيو بيريز رئيس ريال مدريد فقام بزيادة سعر الكولومبي خاميس بعد تألقه اللافت في كأس العالم ونجح في مبتغاه، كذلك حاول مينديز تسويق الكولومبي فالكاو بعمل تغريدة وهمية لزيادة الضغط على بيريز من أجل نقله لمعقل الملوك مما أثار غضب رئيس الريال بقوله لو قبلت بعرض مينديز لأصبح هو الرئيس الفعلي لريال مدريد.
قصة أخرى قيلت بعد تعاقد ريال مدريد مع الكولومبي خاميس وهي أن موافقة فلورينتينو بيريز على التعاقد مع اللاعب كانت مشروطة بعمل عقود إنشائية ضخمة بين شركة الإنشاءات التي يملكها بيريز والحكومة الكولومبية لإنشاء مشروعين كبيرين بقيمة تفوق المليار دولار . هذا الخبر وإن صح فإنه يكرس حتماً لظاهرة خطيرة تؤدي في النهاية إلى تشويه كل ماهو جميل في عالم كرة القدم.
هل تصبح كرة القدم أرضاً خصبة لدخول المنتفعين وإفساد متعتها كما هو الحال مع باقي الفنون، وهل يصبح هم اللاعبين وشغلهم الشاغل المادة دون تطوير موهبتهم، خاصة بعد انحسار المواهب؟
أم يصبحوا شواذ ؟ فكما قيل «لكل قاعدة شواذ».