مع التطوير الجميل والملحوظ في شوارع البحرين، ومع تطور شبكة الطرق من «كباري» وشوارع واسعة وزيادة في الإشارات الضوئية، وهي بصراحة جهد يشكر عليه، من أجل تسهيل وتيسير حركة السير والمرور للكم الهائل من السيارات التي تزايدت في السنوات الأخيرة نظراً لزيادة عدد السكان في البحرين، إلا أن الحوادث المرورية التي تقع في الشوارع نتيجة تصادم السيارات ببعضها أو اصطدام سيارة بعمود أو شجرة أو بمبنى، لأسباب عديدة، والتي بالتأكيد ستكون نتائجها وخيمة من حصادها الأرواح والإصابات.
مقولة كانت تتردد على مسامعنا منذ زمن «القيادة فن وذوق ومتعة»، ومع منظومة التطور في الأنظمة وفي شبكة المواصلات وبناء الجسور وتوسعة الشوارع للحد من ظاهرة الزحمة المرورية، افتقدنا الذوق العام في قيادة المركبات وافتقدنا المتعة، بل إن البعض يقول «من يصل إلى منزله سالماً من غير حوادث أو مشاجرات يحمد ربه».
بالفعل في الآونة الأخيرة زادت معدلات الحوادث والإصابات والوفيات الناتجة عن السلوك الخاطئ في قيادة المركبات وفي ممارسة بعض الأنظمة المرورية الخاطئة. ومع القانون الجديد للسلامة المرورية سوف تحد من معدل المخالفات، والذي نأمل أن يطبق على جميع شرائح المجتمع لأجل المصلحة العامة والابتعاد عن الواسطة في إصدار المخالفات، فالواسطة لفعل الخير شيء محمود، ولكن عندما يخالف السائق أنظمة المرور ستكون العواقب غير محمودة لكافة الناس الذين يستخدمون الشوارع، ونأمل من الجهات المعينة عدم التمييز في إعطاء المخالفات وتطبيق القانون على الجميع من أجل حماية الأرواح والممتلكات من الحوادث المرورية التي نشاهدها كل يوم.
ومع بداية العام الدراسي نرجو من جميع الجهات، إدارة المرور ووزارة التربية والتعليم..، التعاون للحد من الحوادث التي تقع أمام المدارس وعدم تكرار المآسي الناتجة عن الإهمال والتي راح ضحيتها أطفال أبرياء، سواء أكانت هذه الحوادث في الشوارع أو داخل المركبات، وأن تكثف دورات توعية للأطفال وسائقي حافلات المدارس وتنبيه أولياء الأمور والتروي، بل التأكد من مرور الأطفال من أمام أو خلف السيارة، وضرورة الانتباه عندما يكون السائق في منطقة إنزال الأطفال أمام بوابة المدرسة، فأرواح الأطفال التي خسرناها في السنوات الماضية كانت بسبب إهمال واضح من السائقين وعدم الاكتراث بأنهم في منطقة أطفال، وناتج أيضاً من عدم التحقق بأن جميع الأطفال قد نزلوا من الحافلة، كما نرجوا من الشباب وممن حصل على رخصة سياقة جديدة التروي والانتباه أثناء السياقة، وعليهم أن يدركوا أنهم ليسوا في حلبة سباق، وضرورة عدم الإنصات لمن يسخر من السياقة الهادئة ويحث على عدم التقيد بالتعاليم والأنظمة المرورية.
في دولة مجاورة وضعت إدارة المرور جهاز «الرادار» على مسافات متقاربة في الشوارع من أجل رصد سرعة المركبات، وبما أن الهدف تقليل السرعة وخفض معدلات الوفيات والإصابات والخسائر المادية، أطلعت إدارة المرور في هذه الدولة الناس والسائقين بوجود هذه الأجهزة، وبالتالي أصبح السائق يحذر من المخالفات، نرجو أن تحذو إدارة المرور في البحرين حذوها من أجل سلامة الجميع، وأن تكون صارمة في تطبيق القانون الجديد حتى تتغير الصورة الذهنية عند الناس بأن المخالفات التي تعطى للسائق ليس من أجل جمع المال وإنما عقاب رادع لكل من يخالف القانون والنظام.