بشارة جميلة من اليمن السعيد تقول لكم إن أهل اليمن بخير، فهذا اليمن الذي دخل أهله دين الله أفواجاً، وهي أرض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرض أبي هريرة وأنس بن مالك وسعد بن معاذ وعمار بن ياسر والعلاء الحضرمي.. والكثير منهم لا يسع المكان لعدهم، إنهم أهل اليمن الذين سيدخلون الجنة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن جلوس، فقال: «أين أصحابي الذين أنا منهم وهم مني؟ وأدخل الجنة ويدخلونها معي؟»، فقلنا: يا رسول الله أخبرنا! قال: «نعم، أهل اليمن المطروحون في أطراف الأرض المدفوعون عن أبواب السلطان، يموت أحدهم وحاجته في صدره لم يقضها».
وها هو عبدالله بن العباس يقول لبعض اليمانية: «لكم من السماء نجمها (سهيل اليماني)، ومن الكعبة ركنها (الركن اليماني)، ومن السيوف صمصامها (يعني صمصامة عمرو بن معدي كرب الزبيدي) «فارس العرب في الجاهلية والإسلام والذي وصف بأنه رجل بألف رجل».
واليوم ها هي مرأة يمنية تسد مكان ألف رجل، وذلك عندما سطرت بموقفها البطولي الشجاع الجريء ضياءً انبثق لتكون الشعلة التي ينطلق منها الجهاد ضد الحوثيين، هذه المرأة التي لم تخف بنادقهم ولا وجوههم المغبرة المظلمة الحالكة بسواد قلوبهم وحقدهم، هذه المرأة من منطقة حزيز جنوبي اليمن، حين تصدت لمسلحين حوثيين عند محاولتهم استغلال سطح منزلها لقنص عناصر من الجيش اليمني، فقتلت وأصابت ثلاثة منهم، حيث ذكرت الأخبار أن مسلحين حوثيين حاولوا اقتحام بيتها بالقوة أثناء غياب زوجها، إلا أنها رفضت دخولهم وأغلقت الباب في وجوههم، فقاموا بإطلاق الرصاص، فما كان منها إلا أن أطلقت النار عليهم من نافذة إحدى الغرف، فسقط 3 منهم بين قتيل وجريح ولاذ البقية بالفرار، هذه البشارة لكم من اليمن السعيد بأن أهلها ولله الحمد بخير.
أما الحوثيون فليسوا إلا كقوم فرعون عندما خرج مع جنوده خلف موسى وأتباعه بقصد القضاء عليهم، فكانت النتيجة زوال فرعون وقومه، وهذه هي بداية النهاية بالنسبة للحوثي، وذلك بعد أن خرج من صعدة إلى صنعاء، فلا ملاذ له اليوم ولا ملجأ، فقد أصبح في قلب صنعاء وسوف يأتيه الموت بإذن الله من كل جانب، ومن هناك سيأتي المدد، فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله استقبل بي الشام وولي ظهري اليمن، وقال لي: يا محمد، إني جعلت لك تجاهك غنيمة ورزقاً وما خلف ظهرك مدداً».
إذا هذا المدد إلى اليوم، إنهم 22 مليوناً أمام من لا يزيد عن 500 ألف حوثي كتب الله لهم الزوال على يد خيار أهل الأرض، إنهم أهل اليمن حيث سطرت امرأة واحدة ملحمة بطولية قد تكون بداية نهضة هذا المدد الذي ستكون على يديه نهاية الحوثية الملعونة.
فيا أهل اليمن اليوم يومكم والمجد لكم، وقد ذكر الله مناقبكم في كتابه، فأنتم القوم الذين يحبكم الله وتحبونه، وعليكم اليوم أن تشدوا على أيدي نسائكم وتسلحوا أبناءكم، فهذا الحوثي قد سلح رجاله ودربهم وأحسن تدريبهم، ولكن ثقوا أن هؤلاء قد كسى الله قلوبهم بالذلة وزرع في نفوسهم الخوف، فلا يغرنكم تقلبهم في صنعاء، فإنهم كما قال الله فيهم (لا يغرنك تقلب الذين كفـــروا في البلاد، متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهــاد).
إنها البشارة الجميلة من أرض اليمن السعيد التي بدأت ملاحمها اليوم، فها هي نساؤهم تحمل السلاح وتذود عن الأرض والعرض، وكيف بالرجال الذين لن يسلم بإذن الله من يدهم حوثي لئيم خرج يحمل راية الفرس الملعونة، راية الفرس التي مزق الله ملكها، واليوم بإذن الله ستمزق تمزيقاً أبدياً لن تعود منه لهم راية، ولن يكون لهم مكان في صعدة ولا صنعاء فهي بداية نهايتهم، وما وصولهم إلى صنعاء إلا إن شاء الله فيه خيراً، فقد كفاكم الله الذهاب إلى صعدة فجاء بهم إليكم فعليكم بهم وطهروا أرض اليمن السعيد من رجسهم.