الحديث الذي يتنامى عن عقد الانتخابات الجديدة في الثلث الأخير من هذا العام، وهو ما تؤكده جملة التصريحات التي أدلى بها قادة البلاد وعدد من المسؤولين بالدولة أخيراً، يفهمه البعض على أنه مصالحة وإغلاق لكل ملف الخلافات التي كثرت في السنوات الثلاث الأخيرة بين مختلف الفئات، والتي وصلت في بعض الأحيان إلى حد إلغاء أحدها الآخر والعداوات، فهل إجراء الانتخابات في موعدها المقرر ومشاركة مختلف الأطراف فيها يعني المصالحة؟
الانتخابات استحقاق ينبغي عدم التفريط فيه، فقد جاء نتيجة لتضحيات كثيرة امتدت لسنوات طويلة قبل أن يجد من تمكن من اقتناص اللحظة وأكمل المشوار، فسجل التاريخ لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة هذه الخطوة التي رفدها بمشروعه الإصلاحي الطموح، والذي أذهل به العالم وكان سبباً في تغير أحوال البحرين وتفرغ الجميع للبناء، قبل أن يأتي ذلك البعض بمشروعه ضيق الأفق ليعرقل به كل تنمية وكل بناء.
الانتخابات أمر مختلف عن المصالحة، ولو أنها يمكن أن تسهم في هذه المسألة وتكون سبباً في التعجيل بها، خصوصاً إن توفرت النية الصادقة وتوفر العزم. الانتخابات حق لكل مواطن ينبغي عدم التفريط فيه، والمشاركة فيها واجب لابد من الوفاء به. البرلمان هو المكان الذي تصنع فيه التشريعات التي نضع فيها أسس الاستقرار ونرفع بها البنيان، وهو المكان الذي يمارس فيه النواب دورهم الرقابي، وكلا الدورين يختلفان عن الدور الخدمي الذي هو من مسؤولية النواب البلديين الذين لا يمكن أن يستهان بدورهم أيضاً في عملية التنمية.
اللافت أن البعض يفهم مسألة عقد الانتخابات النيابية والبلدية في موعدها على أنها محاولة التفاف على مطالب معينة وشعارات يرفعها، واللافت أيضاً أن البعض الآخر يفهم المسألة على أنها نوع من التكريم لجمعية الوفاق، خصوصاً حينما يسمع أن الدولة حريصة أو تتمنى مشاركة هذه الجمعية وغيرها من الجمعيات السياسية المعارضة.
هذه النظرة قاصرة، تماماً مثلما أن نظرة الوفاق والجمعيات السياسية التي تتضامن معها قاصرة لو أنها أصرت على رأيها المنقاد لمحدودي الخبرة والرؤية ولم تشارك في الانتخابات التي نادت بها طويلاً وملأت من أجلها الجدران بعبارة «البرلمان هو الحل».
مشاركة الجمعيات المعارضة في الانتخابات لا تعني بالضرورة توقف حراكها ونشاطها أياً كان نوعه، بل على العكس، وجودها في المجلس يتيح لها تحقيق جانب كبير مما تطالب به الآن ولا تستطيع تحقيقه بسبب وجودها خارجه، ذلك أن عملها خارجه لا يفضي إلى مفيد للمواطنين و«لجماهيرها».
إن كانت هذه الجمعيات تقول بأن ما يحدث في البلاد منذ ثلاث سنوات «ثورة»؛ فلابد أن تكون متأكدة بأنها لن تخبو بسبب مشاركتها في الانتخابات، لأنها لو خبت لهذا السبب فهذا يعني أنها ليست ثورة!
مشاركة الوفاق ومن معها من جمعيات سياسية في الانتخابات المقبلة لن تقلل من شأنها ولا من مطالباتها، تماماً مثلما أن مشاركتها لا تعني نسيان ما فات بجرة قلم ولا تعني أننا دخلنا في المصالحة، فلهذه سبل أخرى أكثر تعقيداً؛ خصوصاً وأن الجروح عميقة ولاتزال طرية وتحتاج إلى وقت طويل كي تندمل.
الصلح خير، لكنه لا يتم لمجرد مشاركة هذه الفئة أو تلك في الانتخابات النيابية والبلدية، فالانتخابات أمر مختلف وإن كان يؤمل منها أن تفتح باباً يسهل الوصول إلى تفاهمات معينة تفضي إلى الطريق الذي يوصل إلى إغلاق تلك الملفات الصعبة نهائياً.
لا سبب يمنع الجمعيات السياسية المعارضة من المشاركة في الانتخابات، والمشاركة وعقد الانتخابات في موعدها المقرر لا تعني المصالحة التي تتطلب ظروفاً وشروطاً أخرى.
الانتخابات استحقاق ينبغي عدم التفريط فيه، فقد جاء نتيجة لتضحيات كثيرة امتدت لسنوات طويلة قبل أن يجد من تمكن من اقتناص اللحظة وأكمل المشوار، فسجل التاريخ لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة هذه الخطوة التي رفدها بمشروعه الإصلاحي الطموح، والذي أذهل به العالم وكان سبباً في تغير أحوال البحرين وتفرغ الجميع للبناء، قبل أن يأتي ذلك البعض بمشروعه ضيق الأفق ليعرقل به كل تنمية وكل بناء.
الانتخابات أمر مختلف عن المصالحة، ولو أنها يمكن أن تسهم في هذه المسألة وتكون سبباً في التعجيل بها، خصوصاً إن توفرت النية الصادقة وتوفر العزم. الانتخابات حق لكل مواطن ينبغي عدم التفريط فيه، والمشاركة فيها واجب لابد من الوفاء به. البرلمان هو المكان الذي تصنع فيه التشريعات التي نضع فيها أسس الاستقرار ونرفع بها البنيان، وهو المكان الذي يمارس فيه النواب دورهم الرقابي، وكلا الدورين يختلفان عن الدور الخدمي الذي هو من مسؤولية النواب البلديين الذين لا يمكن أن يستهان بدورهم أيضاً في عملية التنمية.
اللافت أن البعض يفهم مسألة عقد الانتخابات النيابية والبلدية في موعدها على أنها محاولة التفاف على مطالب معينة وشعارات يرفعها، واللافت أيضاً أن البعض الآخر يفهم المسألة على أنها نوع من التكريم لجمعية الوفاق، خصوصاً حينما يسمع أن الدولة حريصة أو تتمنى مشاركة هذه الجمعية وغيرها من الجمعيات السياسية المعارضة.
هذه النظرة قاصرة، تماماً مثلما أن نظرة الوفاق والجمعيات السياسية التي تتضامن معها قاصرة لو أنها أصرت على رأيها المنقاد لمحدودي الخبرة والرؤية ولم تشارك في الانتخابات التي نادت بها طويلاً وملأت من أجلها الجدران بعبارة «البرلمان هو الحل».
مشاركة الجمعيات المعارضة في الانتخابات لا تعني بالضرورة توقف حراكها ونشاطها أياً كان نوعه، بل على العكس، وجودها في المجلس يتيح لها تحقيق جانب كبير مما تطالب به الآن ولا تستطيع تحقيقه بسبب وجودها خارجه، ذلك أن عملها خارجه لا يفضي إلى مفيد للمواطنين و«لجماهيرها».
إن كانت هذه الجمعيات تقول بأن ما يحدث في البلاد منذ ثلاث سنوات «ثورة»؛ فلابد أن تكون متأكدة بأنها لن تخبو بسبب مشاركتها في الانتخابات، لأنها لو خبت لهذا السبب فهذا يعني أنها ليست ثورة!
مشاركة الوفاق ومن معها من جمعيات سياسية في الانتخابات المقبلة لن تقلل من شأنها ولا من مطالباتها، تماماً مثلما أن مشاركتها لا تعني نسيان ما فات بجرة قلم ولا تعني أننا دخلنا في المصالحة، فلهذه سبل أخرى أكثر تعقيداً؛ خصوصاً وأن الجروح عميقة ولاتزال طرية وتحتاج إلى وقت طويل كي تندمل.
الصلح خير، لكنه لا يتم لمجرد مشاركة هذه الفئة أو تلك في الانتخابات النيابية والبلدية، فالانتخابات أمر مختلف وإن كان يؤمل منها أن تفتح باباً يسهل الوصول إلى تفاهمات معينة تفضي إلى الطريق الذي يوصل إلى إغلاق تلك الملفات الصعبة نهائياً.
لا سبب يمنع الجمعيات السياسية المعارضة من المشاركة في الانتخابات، والمشاركة وعقد الانتخابات في موعدها المقرر لا تعني المصالحة التي تتطلب ظروفاً وشروطاً أخرى.