لم نعد نستسيغ مصطلح “المشاركة من أجل المشاركة “ في الدورات والبطولات الرياضية بعد أن فاق عمر المشاركات البحرينية في الدورات والبطولات الرياضية الأربعين عاماً وهي فترة كافية لاكتساب الخبرة والاحتكاك على المستويين الإداري والميداني الأمر الذي يجعلنا نتخطى مفهوم المشاركة من أجل المشاركة ونتطلع إلى المنافسة وتحقيق الألقاب.
لقد استطاعت الرياضة البحرينية أن تحقق العديد من الانتصارات خلال الأربعين سنة الماضية في الألعاب الفردية والجماعية سواء على المستوى الخليجي أو العربي أو الآسيوي بل أن هذه الإنجازات شملت المستوى الأولمبي والعالمي.
هذه الإنجازات الموثقة توثيقاً دقيقاً ـ والتي لا يسعنا المجال هنا لذكر تفاصيلها - هي خير شاهد على أننا تجاوزنا بالفعل مرحلة المشاركة من أجل المشاركة ودخلنا مرحلة المشاركة من أجل المنافسة وهذا هو النهج الذي يجب أن نسيرعليه في قادم الأيام. من دون الالتفات إلى تلك الأصوات النشاز التي ما تزال تنادي بالمشاركة من أجل المشاركة وهم يعلمون مسبقاً بأنهم لا يستطيعون المنافسة على الألقاب بل ولا حتى على المراكز المتقدمة وكل مبرراتهم في ذلك اكتساب الخبرة والاحتكاك خصوصاً في الدورات القارية والدولية!
لقد لمسنا في الآونة الأخيرة تفعيلاً إيجابياً من اللجنة الأولمبية البحرينية لتطبيق نظام معايير المشاركات في الدورات المجمعة التي تقام تحت مظلة اللجنة الأولمبية وتجلى ذلك بوضوح في دورة الألعاب الأولمبية للشباب ودورة الألعاب الآسيوية السابعة عشر التي ستنطلق الأسبوع القادم في مدينة انشيون الكورية الجنوبية.
هذا النهج يأتي من منطلق الحرص على التمثيل المشرف ومكافأة المتميزين وتقليص النفقات التي لطالما ذهبت هباء بسبب المشاركات العشوائية في سبيل إرضاء الخواطر ليس إلا!
أمامنا استحقاقات عديدة قادمة... فكرة القدم تستعد إلى اختبارين جادين في الرياض وأستراليا وكرة اليد أمام اختبارين هامين في انشيون والدوحة وألعاب وكرة السلة أمام امتحان خليجي قريب وكذلك الحال بالنسبة للكرة الطائرة وألعاب القوى والرماية والفروسية...
استحقاقات خليجية وعربية وآسيوية ودولية كلها تستوجب أن تكون مشاركات تنافسية لا مشاركات شكلية وترويحية وهذا ما يجب أن يدركه كل المعنيين بأمر هذه الألعاب من إداريين و مدربين ولاعبين لكي نمسح من قاموسنا مصطلح «المشاركة من أجل المشاركة» ونعزز تطورنا الرياضي بإنجازات تظل محفورة بحروف مضيئة في تاريخ الرياضة البحرينية.