يستثمر صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء لقاءاته مع المسؤولين والمواطنين للحث على التمسك بالوحدة الوطنية وعدم ترك المجال أمام من يريد لهذا المجتمع المتجانس الشقاق، كما يهتم بتمرير رسالة ملخصها أن تطورات الأوضاع في المنطقة تتطلب اليقظة والحذر.
هكذا يلخص سموه بما يمتلك من خبرة ودراية بأحوال البلاد والمنطقة ما يدور في الداخل وما يجري حولنا من أحداث تتطور بشكل متسارع وغريب، فيكتب الوصفة المناسبة لعلاج كل هذه الأمور ليجعل البحرين وشعبها في مأمن، فمن دون الوحدة الوطنية سيتمكن من يريد السوء بهذا المجتمع وهذا الوطن سواء الذين افتضح أمرهم أو أولئك الذين لايزالون مستترين من تنفيذ مآربهم ومطامعهم، ومن دون الوحدة الوطنية يتمزق الشمل ويضيع التجانس الذي حفظ مجتمع البحرين على مدى السنوات الماضيات، فيحصل المسيؤون على مبتغاهم وتتوفر لهم الثغرات التي يمكن أن ينفذوا منها ليعيثوا فساداً ويهدموا كل بناء شارك الجميع في تشييده بما يمتلكون من قدرات وخبرات وبما يعمر قلوبهم من حب ووفاء لهذه الأرض.
أما تطورات الأوضاع في المنطقة فتتطلب الكثير من اليقظة والكثير من الحذر، ففي هذا الزمن الذي سهلت فيه التكنولوجيا على المخربين اختراق الحدود وممارسة التأثير بأقل الجهد، وفي هذا الزمن الذي لم يعد فيه الجار يحفظ حق الجيرة فينساق لرغباته ويدوس على كل مبادئه وتعهداته ويحتضن كل مسيء لوطنه، صارت بلدان المنطقة عرضة لكثير من التجاوزات والآلام التي تتطلب التعامل معها بيقظة وحذر، وبحكمة نحمد الله سبحانه وتعالى على توفر عنوانها، خليفة بن سلمان الذي لولاه -بعد الله جلت قدرته- لصارت البلاد جزءاً من الحروب الدائرة في المنطقة ولتحولت إلى رسم دارس يقف عليه الكثيرون يتحسرون ويبكون، قائمين وقاعدين.
ما يجري في المنطقة من حولنا خطير بل خطير جداً، فهو يهدد حاضر المنطقة ومستقبلها، فالظروف بالغة الدقة والحساسية ومليئة بالتحديات التي تتطلب إضافة إلى اليقظة والحذر تضافر الجهود التي من دونها لا يمكن التصدي للمحاولات المكشوفة والهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار.
بخبرته وما يتمتع به من قدرات على قراءة الساحة وتشخيص الداء يرى صاحب السمو رئيس الوزراء أن الدواء يكمن في التسلح بالإرادة القوية والعزيمة والتنسيق الجماعي المتواصل وتوحيد الرؤى والمواقف والتعامل بجدية مع مختلف التحديات.
الإرهاب الذي ينتشر اليوم في المنطقة بشكل لافت يحتاج لمواجهته بأخذ الحيطة والحذر واعتماد التدابير اللازمة لمكافحته واستئصاله من جذوره. ليس الحديث عن «داعش» فقط ولكن عن كل المنظمات والمجموعات المتطرفة التي تستتر بستار الدين وترفع راية حقوق الإنسان والديمقراطية، وتبذل كل الجهود لصرف الاستقرار عن المنطقة عبر بث الفوضى والتفرقة وكل ما يعين على الفتنة.
يدرك صاحب السمو أن ما يجري من حولنا يؤثر علينا ويمكن أن يزعزع استقرارنا وأمننا ويقلق راحتنا، كما يرى سموه أن مواجهة كل هذا لا يمكن أن يكون إلا ببذل الجهد الجماعي واتخاذ الموقف الموحد والمشترك للتصدي له بقوة. موقف جماعي في الداخل، وموقف مماثل له في المنطقة، من هنا فإن سموه يستثمر مختلف لقاءاته أيضاً للدعوة إلى تفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لتطوير صيغة التعاون بين دول الخليج العربية والإعلان عن الاتحاد في ما بينها لنتمكن جميعاً من التصدي للإرهاب ووضع حد للعنف الذي بدأ يتسلل إلينا ويهدد مستقبل أبنائنا.
وصفة صاحب السمو تتضمن أيضاً الدعوة إلى إصدار الأنظمة والتشريعات والإجراءات المجرمة للإرهاب وأصحاب الفكر الضال والتنظيمات ضيقة الأفق قصيرة النظر وغير المدركة لما تمارسه من أفعال مشينة ظالمة.