رفعت الأعلام في الساحات والميادين تعبيراً عن الشعور بالفرحة لدى المواطنين الذين سعدوا بأسمائهم في الدوائر الانتخابية، والمرشحون والمرشحات الذين يعلقون صورهم ويرفعون شعاراتهم المعبرة عن آمالهم والدالة على استجابتهم الصادقة لمشاركتهم في العرس الديمقراطي بكل حزم وعزم، في تنافس شريف يترجم الوطنية الصادقة والإخلاص في العمل، بعد أن قطعوا على أنفسهم لدى الناخبين الوعود والعهود بأن يكونوا عند حسن ظنهم، خدمة للوطن والمواطنين وما يصبون إليه من آمال كبار، فالكل شاكر وذاكر بالخير بعد أن شارك في الانتخابات وجوه جديدة وقديرة من الرجال والنساء، والذين يحملون أمال وأحلام الذين يرجون أن ينالهم تحسين الأوضاع الحياتية والمعيشية وتطلعاتهم المستقبلية لما فيه خير الوطن والمواطن.
في ظل الفرحة التي تغمر الجميع لا بد أن تسمع نغمة مزعجة من هنا وهناك، مصدرها معروف وأشخاصها معروفون، لم يتركوا وسيلة مسيئة إلا لحقت بالأخوة والأخوات من المترشحين من الطائفة الكريمة، هؤلاء المترشحون والمترشحات الشرفاء سئموا من الوفاق وأهداف الشقاق والاختلاف، لأن التوجه السلمي للطائفة الكريمة المخلصة تعبر عن الوطنية، والتي كان لها دور مشرف في المجلس الوطني الذي ترأسه الأستاذ المرحوم إبراهيم العريض، كانت ولا زالت فيهم جماعة فاضلة وكريمة شاركوا أخوانهم بكل إخلاص؛ خدمة للوطن والمواطن، ومن أجل العمل على التحديث في التاريخ المعاصر.
لم نسمع أو نقرأ في التاريخ أن فيهم ارتمي في أحضان الدولة الفارسية أو أوروبا الغربية، بل كانوا مواطنين وطنيين حتى النخاع، بأفكارهم وثقافتهم ينيرون الطريق معاً، ويعملون مع أخوانهم من الطائفة الكريمة جنباً إلى جنب وبإخلاص ليس له نظير، وهاهم أبناؤهم وأحفادهم الشرفاء الذين نهلوا حب الواطن والمواطنة أعلنوا وتقدموا بكل ثبات لخدمة الوطن، فيما تقوم عناصر الوفاق لشقق التوافق الوطني والتعرض المترشحين من خلال المنحرفين بحرق ممتلكاتهم وتهديد حياتهم، لكن هيهات أن مثل هذا العمل الإرهابي يثنى إخواننا من الطائفة الكريمة، فكلهم يداً تبني ويداً ترتقي بالعمل الوطني، والكل منهم يشد عزيمة الآخر ويؤازر بعضه بعضاً كالبنيان المرصوص بعد أن أعلنوا ترشحهم للمجلس النيابي والبلدي خدمة للجميع ومن أجل الجميع، وليس من أجل طائفة على حساب طائفة.
البحرين عبر التاريخ الحديث والمعاصر لم تعرف الطائفية، وإنما تعرف الإخاء والتعاون بين الجميع، ولدينا ثوابت وطنية لا نختلف عليها وإن اختلفت الطوائف والديانات الأخرى، فلا ينكر أحد على أحد ديانته أو معتقده، فالبحرين بلد التعايش والتسامح والإخاء والتقارب، وهذا هو النسيج الاجتماعي والسياسي الذي يجمع الجميع دون تفريق، أما النغمة النشاز والصوت الصاخب من العناصر المنشقة من الطائفة الكريمة والمغرر بها لدى الوفاق، لم يتردد صداها إلا مع الثورة الإيرانية، عندما أعلنت تصدير الثورة بدل النفط والغاز، هذه الثورة التي اضطهدت الشعب الإيراني بصفة عامة سواءً في الحقوق السياسية أو الفكرية فضلاً عن التصفيات الجسدية، كما حدث للصحفية الإيرانية، بعد اغتصابها من قبل العناصر المتفرغة فقط لمثل هذه الأعمال، كما عمدت إلى طمس الهوية العربية في الساحل الشرقي من إيران، واضطهدت وظلمت الطائفة السنية هناك، وحرمتهم حتى من بناء مسجد يذكر فيه اسم الله تعالى.
هذه إيران الثورة وهذه سياسة الولي الفقيه التي تعمل إيران على تصديرها إلى دول العالم، كما كانت تفعل الكنيسة الأوروبية في تصدير التبشير، فليس بين الكنيسة والثورة الإيرانية فروق تذكر من حيث التبشير وغسل العقول، فضلاً عن غسل الأموال، وإن اختلفت العروق.
إن هذا الأسلوب الرخيص في التعامل مع حرية الرأي والتفكير الذي يتعرض له المترشحون أسلوب إرهابي، وجزاء من يأمر به أن ينفوا من الأرض لأنهم مرجفون، والإرجاف في اللغة العربية هو الإرهاب، بالمعنى الحديث من حيث التهديد وقطع الطرق وترويع الناس الآمنين، إن مثل هذه الأساليب المرفوضة عالمياً لدى المنظمات العالمية لحقوق الإنسان، ويعتبر هذا أسلوب يهدد السلامة الوطنية لدى المواطنين، مما يوجب الضرب على أيديهم بيداً من حديد أو ينفون إلى ديارهم التي جاؤوا منها ليبقوا هناك وتستريح منهم البلاد والعباد ويعود الأمن والأمان ليشمل المواطنين والمقيمين على حداً سواء، حتى لا يترك هؤلاء يعثون في الأرض فساداً، فليس من حق هذه الشرذمة من أتباع الوفاق أن يطلقوا على أنفسهم أنهم الوحيدون في المعارضة، فليس هناك أحد اطلق هذه الصفة على جماعة بعض عناصرها إرهابية وتعمل بما تأمر به إيران على إشاعة الفوضى وإفساد فرحة المواطنين في عرسهم الديمقراطي.
إن المسيرة تنطلق بكل قوة وحزم وعزم ولن تعيقها شرذمة ضالة مضللة تتحكم في دعاتها أفكار الولي الفقيه من أجل تصدير ثورتهم إلى الخارج، فلم تعد الشعوب تنطلي عليها هذه الخزعبلات والدعايات والقنوات التي يركز الإعلام المأجور والمؤهل في غسيل العقول والأموال على دعوة أتباع إيران إلى الدخول في دياجير الظلام، ظلام الجاهلية الفارسية، والتي لم ينقذها إلا الإسلام؛ فصلح منها من صلح وطلح منهم من طلح، وظل المجوس وعبدت النار يمارسون طقوسهم ليلاً ونهاراً إلى يومنا هذا.
وفق الله تعالى المترشحين والمترشحات من الطائفتين الكريمتين وأعاد البسمة والفرحة إلى وجوه الآخرين الذين تعرضوا للأضرار في قعر الدار، فليس هناك حق ضائع بفضل الله تعالى وبفضل قيادتنا الرشيدة، جعل الله أيام البحرين سعيدة ووفق الله الناخبين والناخبات المخلصين والمخلصات الشرفاء والأقوياء بالعلم والإيمان ومحبة الأوطان إلى ما فيه خير البلاد والعباد في ظل مسيرة الإصلاح إلى ما فيه صلاح البلاد وإسعاد أبناء البلاد.