الحب بين الشعب هذه الصورة تجلت بوضوح بين جلالة الملك حفظه الله وشعبه الذي بادله مشاعر الولاء والإخلاص من خلال الرسائل والبرقيات التي تتوالى، حتى اللحظة من قبل عوائل وقبائل البحرين
إن وشائج المحبة والأخوة بين القيادتين والشعبين الشقيقين في مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية قديمة قدم التاريخ متصلة في القلوب قبل الجسور، إلا أن مشروع الجسر الجديد «جسر الملك حمد» الذي باركه الأسبوع الماضي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وأطلق عليه اسم جلالة الملك حفظه الله، بلاشك سيزيد من شرايين المحبة والود الدائمين بين قيادتي وشعبي البلدين الشقيقين، كما أنه سيؤدي إلى بداية لخطوات الاتحاد الخليجي، فهذا الجسر سيربط دول مجلس التعاون بسكة حديد، فدولنا الخليجية مستهدفة وفي حاجة ماسة لأن نتوحد لمواجهة المؤامرة الخبيثة التي تواجهها.
جلالة الملك أكد أن العلاقات بين البحرين والسعودية هي علاقة وحدة ومصير مشترك بنيت أساساتها على يد الآباء والأجداد، وما الحدث التاريخي بإنشاء جسر ثان يربط بين المملكتين إلا نتيجة لهذه العلاقة الضاربة بجذور التاريخ، فهي علاقة فريدة من نوعها قائمة على الود والاحترام وفق ثوابت مشتركة تنطلق من المصير الواحد، فضلاً عن روابط المصاهرة والنسب بين العائلتين الحاكمتين في البلدين الشقيقين، فالمملكة العربية السعودية كان لمليكها الفضل بعد الله تعالى الدور الكبير في الوقوف بجانب البحرين إبان الأزمة السياسية التي مرت بها البلاد في فبراير 2011 من خلال حكمته وقراراته الصائبة في مثل هذه الأمور المصيرية.
انقضى 28 عاماً منذ إنشاء جسر الملك فهد، وهو المنفذ الحدودي الوحيد الذي يربط بين المملكتين، وقد كان هذا الجسر بمثابة الوصول إلى كل دول مجلس التعاون من خلال المملكة العربية السعودية وهي العمق الاستراتيجي والاقتصادي للبحرين بل وهي الشقيقة الكبرى لدول الخليج، واليوم يأتي الجسر الثاني ليعزز مسيرة العلاقة بين القيادتين والشعبين لتسطر حقبة من الزمن بين البلدين لتتناقلها الأجيال تلو الأخرى وتحكي هذا الحب والود بين المملكتين.
الحب بين الشعب هذه الصورة تجلت بوضوح بين جلالة الملك حفظه الله وشعبه الذي بادله مشاعر الولاء والإخلاص من خلال الرسائل والبرقيات التي، حتى اللحظة، تتوالى من قبل عوائل وقبائل البحرين، لتؤكد الثبات بالوقوف ضد من يهدد أمن البلاد، كما أنها تأتي لتجسد الحس الوطني للمواطنين في مشهد يعبر عن مدى تعلق الشعب بمليكه وحبهم لوطنهم وإخلاصهم في الدفاع عنه واستعدادهم للتضحية من أجل رفعته.
حقيقة إن هذه الرسائل هي تجديد للبيعة من جانب الشعب لجلالة الملك وتؤكد أن الأحداث لن تزيد الشعب إلا إصراراً على الوقوف خلف قيادته في ظل ما تمر به المنطقة من أحداث تحتم الالتفاف حول القيادة السياسية وعدم ترك المجال لمن يريد النيل من الوطن ومنجزاته التي تحققت بفضل من الله تعالى ثم بفضل المشروع الإصلاحي الكبير لجلالة الملك، ما يحدث من رسائل وبرقيات هي دليل على رضا الشعب وتفويض لجلالة الملك في حكمته في قيادة البلاد إلى بر الأمان مع كل ما يحاك للوطن من مؤامرات، من هنا فإن الشعب يقف صفاً مع قيادته للذود عن الوطن وحمايته من أية مخاطر كانت سواءً داخلية أو خارجية.
- همسة..
إن الخيار الاستراتيجي في ظل ما تشهده المنطقة من توترات كبيرة هو التحرك السريع من أجل تفعيل دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد الخليجي.