امتنــــاع عدد من لاعبي الفريق الأول لكرة القـــدم بنادي الرفاع عن الصعود إلى المقصورة الرئيسية لاستاد مدينة الشيخ خليفة الرياضية يوم الأحد الفائت وإصرارهم على عدم تسلم ميدالياتهم الفضيــة بعد خسارتهم مباراة كاس السوبر أمـــام جارهم المتألق الرفاع الشرقي شكل نقطة سوداء في سجل هذا النادي العريق وأعاد إلى الأذهان تلــك الذكريات السيئــة التي حدثت في ثمانينيــات القرن الماضي خلال نهائي كأس الأمير مع اختلاف المسببات!
مباراة كأس السوبر اتسمت بالإثارة والندية بين الجارين اللذين احتكما إلى الركلات الترجيحية بعد تعادلهما بهدف لهدف في الوقت الأصلي واستمرت الإثارة خلال الركلات الترجيحية التي كانت تتأرجح بين الشرق و الغرب إلى أن حسمها الشرقاوية في الركلة التاسعة ليظفروا باللقب الثالث على التوالي تحت قيادة المدرب الوطني البارز عيسى السعدون.
إلى هنا كانت الأمور كلها تسير سيراً طبيعياً ولم نر ما يستدعي أن تتخذ مجموعة من لاعبي الرفاع بينهم عدد من نجوم المنتخب الوطني هذا الموقف السلبي بمقاطعة التتويج إلا إذا كان هؤلاء المقاطعون يريدون تبرير إهدارهم فرص التسجيل من الركلات الترجيحية!!
المشهد أبداً لم يكن حضارياً، وخصوصاً أن المباراة تعد شرفية إيذاناً ببدء الموسم الجديد وكان يستوجب على الفريق الخاسر أن يتقبل الهزيمة بروح رياضية، وخصوصا أنها جاءت من خلال ركلات الحظ الترجيحية، بل كنا نتطلع إلى أن يشارك الرفاعية زملاءهم و أشقاءهم الشرقاوية فرحتهم في هذا الفوز المعنوي تجسيداً للروح الرياضية التي تفوق في معانيها السامية معنى وقيمة البطولات.
إنني على ثقة من أن مجلس إدارة نادي الرفاع برئاسة الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة سوف لن يفوت مسالة التحقيق في الدوافع التي أدت إلى امتناع مجموعة كبيرة من لاعبي فريقه عن الصعود إلى منصة التتويج على اعتبار أن هذا الموقف يضر بسمعة النادي وهو ما لا يرضاه كل مخلص لهذا الصرح الرياضي الكبير.
على الطرف الآخر كان لاعبو الرفاع الشرقي في قمة السلوك الرياضي خلال المباراة وبعدها، فاستحقوا احترام الجميع كما استحقوا اللقب السوبر للمرة الأولى في تاريخهم ليضيفوه إلى لقب أغلى الكؤوس ولقب العودة إلى دوري الأضواء ولسان حالهم يقول: هذا هو زمننا... هذا هو زمان الشرقي...