حتى لا نعطي أي متصيد في الماء العكر فرصة للغط ولبالونات الإشاعات التي تطلق هنا وهناك هذه الأيام من أجل تسميم الأجواء وإرباكنا، لابد من عدم التأخير في الإعلان عن بدء موسم الانتخابات قبل نهاية هذا الأسبوع، فالاستعدادات كاملة من قبل اللجنة ومن قبل المرشحين ومن قبل الناخبين، والبحرين سائرة في طريقها والحمد لله.
أي تأخير أو أي تصريح غير دقيق هذه الأيام من الممكن أن يخلق مزيداً من البلبلة والبحرين في غنى عن هذا كله، البحرين كانت واضحة منذ البداية والطريق كان واضحاً منذ البداية وحتى في أحلك الأيام، وكل شيء تم في النور منذ التكليف الأول الذي منح لولي العهد مهمة إطلاق الحوار الوطني حتى اليوم، استغرقنا أربع سنوات وتمت دعوة الجميع أربع مرات، ووصلنا إلى ما وصلنا إليه.. هنا برأت ذمة الجميع، جفت الأقلام وطويت الصحف، البحرين كفت ووفت من أجل أن يصعد الجميع لظهر السفينة، وآن للسفينة أن تكمل مسيرتها، ويحق للبحرينيين أن يتنفسوا الصعداء فالحياة لا يجب أن تتعطل أكثر من ذلك، لابد أن يوضع حد لهذا اللغط وتلك البلبلة بالإسراع في إعلان المرسوم.
مجرد صدور المرسوم بالدعوة للانتخابات فإن ذلك يعني أن البحرين (شعباً وقيادة) عادت لمسارها الطبيعي، وأن العمل السياسي عاد لبيته الطبيعي ولمكانه الدستوري، أي عاد للمؤسسة التشريعية الدستورية، فهنا بيت الحوار الذي لن يتوقف مدى الحياة، أي توافقات أي اقتراحات مازالت قيد النظر لابد أن تعود لمكانها وبيتها الطبيعي، أي تعود للمؤسسة الدستورية إن شاءت تلك التوافقات أن تقر فتقر هناك، هذا ما صوتنا عليه عام 2002 وهذا ما خضنا دفاعاً عنه أكثر من معركة ومن أجله تحمل شعب البحرين ما لم يتحمله أي شعب آخر منذ ذلك اليوم وحتى اللحظة من أجل عدم العودة إلى ما ورائه وعدم السماح بالخروج عن إطاره.
لذا فإن أي نقاط بقيت لم تحسم حتى اللحظة لا بد أن يكون واضحاً للجميع بأن ما تبقى عليه أن يقر عبر الأدوات الدستورية أي داخل المجلس النيابي فقط، حيث السلمية أساسها والتوافق طريقها، هنا الخروج من نفق الإرهاب ونفق العنف و ظلامه، هنا ينشغل أهل السياسية بتطوير التجربة وتعديل المسار والاهتمام بالشأن السياسي، والبلد في ذات الوقت تسير والناس تعمل والحياة لا تتعطل ولا تتوقف، وهذا ما توافقنا عليه، إن من شأن هذا التوضيح أن يضع حداً للغط والشائعات ومن شأنه على صعيد آخر أن يفتح الآفاق وينعش الآمال للمستقبل وتتحرك العجلتان السياسية والاقتصادية معاً.
مجرد صدور المرسوم يعني أن شعب البحرين انتصر لميثاقه ودستوره، وأن أي طموحات مشروعة لتطوير التجربة السياسية فالباب مفتوح لها مستقبلاً، وعبر المجلس فقط ولا مكان غيره، فلا تتغول جماعة أو فئة أو قبيلة أو مجموعة أو دولة أجنبية لتفرض رؤيتها بالإرهاب أو بالعنف أو بالتهديد أو بتعطيل الحياة.
مجرد صدور مرسوم الانتخابات سيغلق ملف 2011 وتعود البحرين منتصرة بسنتها بشيعتها بنسائها برجالها بوحدتها الوطنية الشاملة تعيدنا إلى ما كنا عليه ما قبل 2011، نعود إلى مناقشة ما نختلف عليه داخل القبة وعبر الصحافة وعبر وسائل التعبير السلمية، ونحل خلافاتنا عبر الأدوات الدستورية، ومن يخرق الأمن لفرض أجندته فالإرهاب الآن لم يعد مشكلة محلية بل أصبح خطراً دولياً لا مأوى ولا مكان له في هذا العالم.