ريحانة جباري؛ فتاة سنية من إيران، كانت حديث الإعلام في الأيام الماضية، حيث امتلأت حسابات مواقع التواصل الاجتماعي بأخبارها والحديث عنها، وقضيتها تستحق كل ذلك الاهتمام، فالبنت كانت تعمل في مجال الديكور، وقبل سبع سنوات استدرجها أحد رجال الاستخبارات الإيرانية إلى بيت فارغ بحجة أخذ رأيها في ديكور مكتبه، هناك حاول اغتصابها فطعنته بسكين دفاعاً عن شرفها، بعد ذلك حكم عليها بالإعدام ونفذ يوم الاثنين الماضي.
هذه القضية حظيت باهتمام الإعلاميين والمثقفين بمختلف شرائحهم لأن إيران تعاملت معها بطائفية كبيرة وبصلف متحدية العالم كله، ولم تنفع الحملة الدولية التي شنتها منظمات حقوق الإنسان ومناشدة الأمم المتحدة ووزارة الخارجية الأمريكية لإنقاذ حياة ريحانة، بل حتى بعد إعدامها أجبرت قوات الأمن الإيرانية أهلها على حصر مراسم العزاء داخل منزلهم على عكس التقاليد في إيران، ولأن المزاج الإعلامي هذه الأيام «كوباني» فالفضائيــات هواهــــا «كوبانـــي» والإذاعـات صوتها «كوباني» والإنترنت يتكلم «كوباني» أصبحت «كوباني» أو عين العرب؛ كما هو اسمها، قضية العالم المركزية، بعبارة أخرى «كوباني» تقول للمتابع: «تطلع للسما أطلع لك، تنزل للأرض أنزل لك» لا فرار منها، حتى هذه المظلومة ريحانة لم تسلم من كوباني، فقد نشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية تقريراً عن إحدى المقاتلات في الميليشيا الكردية في مدينة «كوباني» اسمها ريحانة أيضاً، قالوا إنها أصبحت رمزاً للمقاومة النسائية.
يقول التقرير إن «داعش» تمكنت من أسرها وقطع رأسها بعدما أصبحت أسطورة وتمكنت من قتل 100 مقاتل منهم، وكانت مصدر قلقهم خلال الفترة الماضية، ولا أدري كيف يكون ذلك فمع كل الخسائر التي تعرضت لها داعش من التحالف الدولي بقوته وسلاحه لم تذكر التقارير حتى اللحظة موضوع القلق، وعلى ضوء تقرير الصحيفة وبعملية حسابية بسيطة يمكننا القول إن لا حاجة للتحالف الدولي للتخلص من داعش البالغ عددهم 30000 تقريباً، وكل ما يحتاجه العالم 300 فتاة من ريحانة الكردية لتقضي عليهم جميعاً!.
هذا الخبر الذي أورده التقرير ليس له أي تأكيدات رسمية، وكل ما هو موجود صورة لجثة دون رأس يقال إنها جثة البنت وصورة أخرى لشقراء نحيفة تصنع بأصابعها علامة النصر يقال إنها صورتها قبل قتلها، لكن الحقيقة أن هذا التقرير المقصود منه التغطية على إعدام ريحانة جباري السنية التي أعدمت بسبب هويتها، وسرقة الأضواء الإعلامية منها لصالح شخصية ريحانة الكردية لتبقى هي القضية الأولى والمركزية ويعلق اسم ريحانة الكردية في الأذهان، وينسى العالم جريمة إيران بحق ريحانة جباري.
محاولة فاشلة ومسرحية مكشوفة لصرف الإعلام عن جريمة إيرانية جديدة بحق المواطنين السنة، وتحويلها نحو قضية تضخمت وأخذت أكثر مما تستحق في الإعلام.