هذه العبارة اللافتة وجدت في إعلان تم نشره وتداوله قبل يومين على وسائل التواصل الاجتماعي، الإعلان يحمل اسم «تيار الوفاء الإسلامي»، ويظهر فيه مجموعة ملثمة ترتدي الأكفان وتحمل رايات حسينية.
ما الذي تعنيه هذه العبارة؟ ما المراد منها؟ ولماذا استخدمت في هذا الوقت تحديداً؟ وما العلاقة بينها وبين الصورة؟ ولماذا تضمنت الصورة رايات حسينية؟ أسئلة مطلوب من المعنيين بالأمن في البلاد توفير إجابات لها؛ فهذه العبارات خطيرة ويفهم منها أن هناك من يعد العدة لأمر ما. فما الذي سيحسم؟ وأي لحظة هذه التي تقترب؟ ما الذي سيحدث؟ هل سيؤدي ما سيحدث إلى زعزعة الأمن والاستقرار؟ هل سيتضرر الاقتصاد الوطني؟ هل سيؤثر على الاستثمارات؟ هل سيتضرر الأفراد؟ وما مقدار وحجم الضرر المتوقع؟
الصورة والعبارة ينبغي ألا تمرا هكذا من دون معرفة المقصود منهما لأنهما يثيران القلق ويهددان وضعاً مستقراً، ذلك أن الصورة تظهر ميليشيات، والمليشيات تعني أن هناك أسلحة، أي أن في الطريق عمل مسلح أو على الأقل عمل عنيف يستدعي أن يظهر المشاركون فيه ملثمين وواهبين أنفسهم لقضية معينة؛ بدليل ارتدائهم الأكفان، فما هذا الذي يقترب؟ ولماذا اعتبروه لحظة الحسم؟ كيف ستكون هذه اللحظة؟ ومتى؟ وأين؟ وأسئلة أخرى كثيرة تستوجب توفير إجابات وافية عنها من قبل الدولة كي يشعر الجميع بالاطمئنان.
من حق كل مواطن ومقيم أن يطمئن على حياته وحياة أبنائه ورزقه، لذا على المعنيين بالأمن أن يحققوا في هذا الإعلان ويطمئنوا المواطنين إن وجدوا أنه لا يعدو مراهقة فكرية أو عمل صبياني ربما لا يرقى إلى المحاسبة، أو يمنعوه إن كان أمراً جاداً، خصوصاً وأنه يتضمن تهديداً واضحاً سواء بالصورة أو بالكلام، فمثل هذه الأمور لا بد أن يتم التعامل معها بجدية.
تيار الوفاء الإسلامي أصدر قبل يومين أيضاً بياناً تناول الاعتداء المسلح الذي حدث في الإحساء أخيراً والذي راح ضحيته عدد من الأفراد، وتناول كذلك مسألة إزالة بعض الإعلانات الدينية المخالفة في بعض المناطق في البحرين، البيان كان قاسياً وتضمن تهديدات كثيرة، الأمر الذي يثير تساؤلاً عن العلاقة بينه وبين تلك الصورة وعبارة «لحظة الحسم تقترب».
ليس المراد هنا التأليب ضد تيار الوفاء الإسلامي غير المعروف بدقة وضعه القانوني، ولكن من حقي كمواطن وكمراقب ومتابع للشأن المحلي أن أثير كل هذه الأسئلة عنه وعن ما ينوي أن يقوم به، فالعبارات الواردة في البيان مثيرة، والعبارة الواردة في الإعلان خطيرة وتحمل مضامين لا بد من التحقق منها، فلو كان بالفعل هناك لحظة حسم تقترب فإن هذا يعني أن مستقبل الوطن والمواطنين في خطر.
المثير في البيان المذكور أنه قصد إلى ربط ما يحدث هنا وهناك بذكرى كربلاء وتصوير الأمر على أنه إساءة إلى الحسين عليه السلام، في محاولة واضحة لتوظيف الدين لتحقيق أغراض سياسية، حيث ذكر ما معناه أن الأنظمة التي وصفها بالتكفيرية والظالمة، وأسبغ عليها من النعوت السالبة الكثير، تفعل ذلك لأنها تشعر بتهديد «عروشها ومشاريعها»!
أما الأكثر إثارة فهو تضمين البيان هذه العبارة «.. ستؤدي للإصرار على نهج الحسين الاستشهادي والتضحوي لمواجهة هذه الجرائم»، وهي عبارة ربما تتضمن شرحاً لمعنى عبارة «لحظة الحسم تقترب».
الوضع لا يستوعب هذا النوع من العبارات والصور، لذلك لا بد من التعامل مع كل هذا بكثير من الجدية كي لا نجد أنفسنا وقد صرنا بالفعل في «لحظة الحسم» ولا نعرف ما يتوجب علينا فعله.